الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإرهاب ومأساة الشعب السوري

الإرهاب ومأساة الشعب السوري

15.02.2014
رأي البيان


البيان
الجمعة 14/2/2014   
مازالت جهات دولية تولي اهتماماً كبيراً لما يسمى غطاء "الإرهاب"، و"السيادة"، في الأزمة السورية، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في مواقف مجلس الأمن الدولي، التي يأمل السوريون والمتعاطفون معهم أن تنهي معاناتهم اليومية، أو تحد منها على أقل تقدير.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أمس، أن بلاده قدمت إلى مجلس الأمن مسودة قرار بشأن "محاربة الإرهاب" في سوريا، إضافة إلى نسختها الخاصة بقرار لتوصيل المساعدات، معتبراً أن "الإرهاب" ليس أقل حدة من الأزمة الإنسانية، وأن مشروع القرار الغربي يعتبر "خرقاً لمبدأ سيادة الدول".
هذه المواقف تأتي في خضم مساعٍ لإجلاء المدنيين من حمص المحاصرة، والتوصل لاتفاق أو قرار لوقف إطلاق النار، فضلاً عن مناشدات دولية لإنهاء العنف والإرهاب، الذي يمارس بحق السوريين منذ ثلاثة أعوام، كما أنه يأتي وسط حديث عن تقديم دعم غربي للائتلاف السوري لا يقل عن الدعم، الذي يتلقاه النظام السوري من جهات أخرى، ووسط محاولات ما زالت تبدو غير فعالة لدفع المفاوضات بين المعارضة والنظام.
وهذا المشهد السياسي لا ينفصل عن أوضاع ميدانية مروعة، يستغل فيها البعض انشغال الأطراف الداخلية والخارجية بترتيب وعقد جلسات حوار، أملاً بالتوصل لحل قصير أو بعيد الأمد، فيما تتواصل الغارات الجوية على مناطق متفرقة من البلاد، التي كان أعنفها في يبرود في ريف العاصمة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا، وتصاعدت وتيرة النزوح، فضلاً عن القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة على حلب، ومناطق في درعا.
ومع تجاوز عدد القتلى منذ اندلاع الثورة السورية حاجز 130 ألف قتيل، بينما تقول منظمات الأمم المتحدة إن نحو 9.3 ملايين سوري محتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة، وفي ظل غياب قرار دولي ملزم لكافة الأطراف على الساحة السورية، ومع ضعف الأمل بأية ضغوط دولية فعالة على أي طرف من الأطراف، تبقى تلك الأزمة قيد البحث والمداولة في مختلف المحافل، فيما يدفع السوريون يومياً بدمائهم وأرواحهم ثمن تلكؤ الجميع في حل أزمتهم.