الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإساءة لحرائر الشام

الإساءة لحرائر الشام

09.04.2013
رشيد حسن

الدستور
الثلاثاء 9/4/2013
عيب هذا الذي تتعرض له حرائر الشام في أماكن اللجوء!...وعيب أن لا تتخذ الاجراءات الرادعة بحق هذه العصابات التي استغلت مأساة الشعب الشقيق!.. وأين هم علماء الامة ولماذا يصمتون ولا يتصدون لهذه العصابات ، ولتلك الفتاوى المشبوهة: “نكاح المجاهدة  وجهاد المناكحة”  ؟؟  ولكل من جعل من المأساة المروعة  فرصة لتجارة الرقيق الابيض! ففي القاهرة دعا المجلس القومي للمرأة، الحكومة بضرورة اتخاذ الاجراءات الرادعة الكفيلة باجتثاث  ظاهرة الزواج من السوريات القاصرات، بعد أن ثبت - كما يقول بيان المجلس - بان البعض استغل اوضاع الاشقاء الصعبة؛ فتعدى على الحرمات،  وارتكب الحرام، مستغلا اوضاع  اللاجئين السوريين الصعبة، بدلا من تقديم المساعدة الضرورية لهم  للتخفيف من معاناتهم.
الخبراء القانونيون يعتبرون  كل من يستغل ظروف الاشقاء وحاجتهم الماسة للمأوى والأكل والشرب والتعليم والعلاج، بعد أن فقدوا كل شيء، بانه يمارس تجارة الرقيق الابيض.
 وبلغة الارقام  فقد بلغت حالات زواج المصريين من سوريات “12”الف حالة،  منذ بداية الازمة قبل سنتين.
هذا الواقع المأساوي الذي يكتنف اللاجئين السوريين في مصر،  موجود ويتكرر في كافة مخيمات اللجوء .. في الاردن ولبنان وتركيا والعراق، ونقلت وسائل الاعلام صورا مؤسفة  لما يحدث في هذه المخيمات ، وتعرض حرائر الشام الى الضيم  والذل، بعد أن استغل عديمو الضمير والشرف والاخلاق المأساة السورية، فنشطت حركة الزواج   سواء اكانت من قاصرات أم من بالغات،  ونسبت  وسائل الاعلام الى لاجئين بالمخيمات وجود سماسرة، يقومون بتزويج القاصرات  من خليجيين وفدوا لهذه الغاية.
وهنا تبرز المفارقة المؤلمة.. فبدلا من أن يقوم هؤلاء الاشقاء المقتدرون بمساعدة اشقائهم ، والاخذ بيدهم والتخفيف من معاناتهم، بدلا من ذلك يستغلون ظروفهم  التعيسة، فحولوا المخيمات الى اسواق للرقيق الابيض، وهذا في رأي القانونيين يستدعي المساءلة، ويستدعي انزال العقوبات الرادعة بحق كل من تجرأ على ممارسة هذه التجارة المحرمة دوليا، ومحاسبة السماسرة الذين تسربوا الى هذه المخيمات لممارسة تجارتهم الوضيعة.
قد يقول قائل: ان ما يحدث في مخيمات اللجوء للاشقاء السوريين، حدث مثله للاجئين البوسنيين والافارقة ..الخ،  ونقول هذا صحيح، ولكنه ليس مبررا  على الاطلاق، بل يستدعي المساءلة والمحاسبة، حتى لا يصبح ظاهرة  تسيء للامة كلها من الماء الى الماء،  الى قيمها واخلاقها العربية ودينها السمح  وتراثها المجيد القائم على النخوة والشهامة والاغاثة ومساعدة الاخ والجار  والمصاب والمعوز والفقير وكل طالب حاجة ..الخ.
باختصار... ما يحدث في مخيمات اللاجئين السوريين  خطير جدا، فهو اقرب ما يكون الى تجارة الرقيق، ما يفرض على الحكومات  والنواب دورا استثنائيا لاقتلاع هذا الظاهرة قبل ان تستفحل، ويفرض على علماء الامة والوعاظ وخطباء المساجد، ان ينهضوا بواجباتهم  في ظل فتاوى ضالة مضلة تسيء للاسلام والمسلمين.