الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإسرائيليون قيّدوا أوباما بالخط الأحمر

الإسرائيليون قيّدوا أوباما بالخط الأحمر

07.09.2013
رندى حيدر


النهار
الجمعة 6/9/2013
كان الموقف الإسرائيلي من نظام بشار الأسد من أكثر المواقف السياسية الإسرائيلية التباساً. فالحرب الأهلية في سوريا وضعت إسرائيل أمام خيارين سيئين: "الشيطان الذي تعرفه" اي نظام الأسد، والشيطان الذي لا تعرفه اي التنظيمات الجهادية الإسلامية المتطرفة. وفي مطلق الاحوال كانت القاعدة هي عدم التدخل الا للدفاع عن المصالح الأمنية لاسرائيل مثلما جرى في الغارات الإسرائيلية على مخازن للسلاح داخل سوريا لمنع تهريبه الى "حزب الله".
وحتى الأسبوع الماضي كان يبدو ان إسرائيل معنية بصورة اساسية باستمرار النزف السوري الى ما لانهاية لان ذلك يضعف النظام السوري ومعه محور إيران- (سوريا) -"حزب الله". لكن خيبة الامل الإسرائيلية الكبيرة لتأجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما الهجوم على سوريا اظهرت موقفاً إسرائيلياً واضحاً مؤيداً لضرب نظام الأسد. فما الذي دفع الإسرائيليين الى الخروج عن حرصهم على البقاء خارج ما يدور في سوريا ليكشفوا عن حماستهم الكبيرة لهذه الخطوة؟
هناك عدد من الاعتبارات في تبدل الموقف الإسرائيلي، منها انعكاسات الانجازات العسكرية التي حققتها قوات الأسد بمساعدة مقاتلي "حزب الله" في تعزيز قوة المحور الإيراني - السوري - حزب الله في المنطقة؛ السابقة التي يشكلها استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد خصومه وابناء شعبه وانعكاسات ذلك على الصراعات في المنطقة وخصوصا مع إسرائيل.
اضطلع الإسرائيليون بدور مهم في تقييد الرئيس أوباما بالخط الأحمر الذي وضعه على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وقد بدأ هذا الدور بالظهور علنا منذ مطلع السنة الجارية حين نشرت الصحف الإسرائيلية أنه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل في آذار الماضي قدم الجانب الإسرائيلي اليه أدلة تثبت استخدام الأسد السلاح الكيميائي.
وفي شهر نيسان الماضي كشف رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية العميد إيتاي برون عن استخدام نظام بشار الأسد سلاحاً كيميائياً في الحرب الاهلية، مما اثار حرجاً كبيراً في واشنطن. أما في ما يتعلق بالحادثة الأخيرة في الغوطة، فتحدثت تقارير عن معلومات استخبارية إسرائيلية ثبت تورط النظام في سوريا في الهجوم الكيميائي.
يظهر هذا كله الدور الذي اضطلعت به إسرائيل طوال الاشهر الاخيرة في تجميع الادلة التي تثبت استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي. وهدف ذلك مزدوج، احراج الرئيس أوباما والتشكيك في صدقيته، واختبار الحد الذي يمكن ان يذهب اليه في الوفاء بتعهداته، ولا سيما منها تلك التي أكد فيها انه لن يسمح قط لإيران بالحصول على السلاح النووي.