الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الائتلاف السوري المعارض ذبح نفسه بنفسه!!

الائتلاف السوري المعارض ذبح نفسه بنفسه!!

21.08.2014
فواز العجمي



الشرق القطرية
الاربعاء 20/8/2014
عندما بدأ الحراك الثوري في سوريا الشقيقة توقعت شخصياً أن هذا الحراك أو التحرك سيحقق أهدافه المشروعة التي طالب بها في الحرية والعدالة الاجتماعية والخلاص من نظام دكتاتوري فاسد واعتقدت أيضاً أن هذا الحراك أو التحرك لن يطول، لأن المجتمع العربي السوري بحاجة ماسة وملحة إلى تلك الإصلاحات الجذرية في النظام السوري والخلاص من كابوس الظلم والقهر والتعسف الذي يعيش تحت وطأته وهذا ما اعترف به الرئيس السوري بشار الأسد نفسه وأقر بفساد هذا النظام وبعده عن تلبية مطالب الجماهير في الحرية والعدالة الاجتماعية.
لكن سرعان ما دخلت إلى صفوف تلك الجماهير الثائرة والمحقة في مطالبها المشروعة عناصر دخيلة انتهازية وبعضها عميلة لقوى خارجية إلى صفوف هذه الثورة وسمعنا من بين هذه المجموعات جبهة النصرة وبعض المجموعات الأخرى التي تم تصنيفها دولياً قبل تصنيفها سورياً بأنها إرهابية وكان آخر هذه المجموعات تلك التي تدعي الإسلام وتطلق باسم تنظيم "داعش".
هذه التنظيمات وهذه المجموعات بدأت تتحرك ضمن "الائتلاف السوري المعارض" والذي يدعي أنه يمثل الثورة السورية ورغم أن بعض هذه المجموعات بدأت تمارس الإرهاب، إلا أن الائتلاف المعارض كان يعتبرها شريكاً في الثورة.
بل إن الجيش الحر كان يتعاون وينسق مع هذه المجموعات الإرهابية حتى جاء الوقت بأن تلفظ هذه المجموعات الجيش الحر من صفوفها بعد أن اشتد عودها وقويت وتسلحت وناصبت بقية القوى الأخرى العداء وهنا ذبح الائتلاف السوري المعارض نفسه بنفسه في المرحلة الأولى عندما كان يتعاون وينسق مع هذه المجموعات الإرهابية وخسر هذا الائتلاف جماهير الشعب السوري المعارض للنظام السوري.
أما المرة الثانية والتي ذبح الائتلاف السوري المعارض نفسه بنفسه هي عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية ومنها الغرب عموماً الحرب على تنظيم "داعش" عندما اجتمع هذا الائتلاف في إسطنبول وطالب أمريكا والغرب بالتدخل العسكري وضرب "داعش" و"نظام الأسد" معاً وهذا يؤكد ما نفاه الائتلاف عدة مرات بأن هذا الائتلاف يطالب أمريكا بالعدوان على سوريا عسكرياً ومهاجمتها كما حدث في عدوان 2003 عندما احتلت القوات الأمريكية العراق وعندما تدخل حلف الناتو في ليبيا!!!
إن مطالبة الائتلاف السوري المعارض بالتدخل الأمريكي وضرب سوريا هو بمثابة سكين حاد ذبح نفسه بنفسه، لأنه بهذه الدعوة يرغب في رؤية سوريا مثل العراق حالياً بعد الاحتلال ورؤية ليبيا بعد التدخل الأجنبي وهو يرى هذين القُطْرَين العربيين يعانيان من آثار هذا الاحتلال والتدخل هذا أولاً وهو أيضاً يعطي شهادة وطنية قومية لتنظيم "داعش" الإرهابي بأنه عدو لأمريكا والغرب والواقع عكس ذلك تماما، لأن تنظيم "داعش" هو صناعة صهيونية – أمريكية، بل هو طليعة الاستعمار الحديث الذي يفتح الطريق أمام أمريكا والغرب والصهيونية لاستعمار الوطن العربي من جديد عندما هيأ وفتح الطريق للتدخل العسكري الأمريكي لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الصهيوني لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت.
هذا إلى جانب أن الائتلاف المعارض السوري يعرف جيداً أن الشعب العربي السوري يعتبر أمريكا عدداً له لأنه أب وأم وأخ وأخت وخال وعم العدو الصهيوني وهذا الشعب يعتبر العدو الصهيوني عدوه الأول، لهذا أستطيع القول بأن "الائتلاف السوري المعارض" ذبح نفسه بنفسه!!!