الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الائتلاف السوري غير منتخب.. وموافقته على جنيف غير مقبولة

الائتلاف السوري غير منتخب.. وموافقته على جنيف غير مقبولة

13.11.2013
الطاهر إبراهيم



القدس العربي
الثلاثاء 12/11/2013
الائتلاف السوري مع أنه لم يكن فعالا في حراكه لكنه من بين فصائل المعارضة الأخرى كان الأكثر ظهورا على الساحة خارج سورية، وهو مجموعات غير متجانسة، وهذه احدى مشاكله. بعض فصائل الائتلاف فعلا يمثل نفسه وعددا قليلا آخر. هناك تنظيمات اخرى مثل ‘المنبر الديمقراطي’ الذي يرأسه ميشيل كيلو، قد حازت نصيب الأسد في هيئة الائتلاف، ومنه رئيس الائتلاف أحمد الجربا، ذلك لأنه حاز رضا واشنطن. هذا الرضا لا تعتبره معظم مكونات الائتلاف سبة، لأن أكثرها كانت تسعى كي تنال رضى واشنطن.
حتى لا يحصل في سورية مثلما حصل في تونس وكما حصل في مصر، لم يكن لدى واشنطن ما يمنع من أن يكون الإسلام السياسي أحد مكونات الثورة. صحيح أنها لا تريد وصول الإسلاميين إلى السلطة في أي بلد إسلامي، لكن الصحيح أيضا أنها لا تريدهم في مواجهة مع الحكم الجديد عند بدء التغيير على الأقل.
مع بداية الأحداث كانت واشنطن تبحث عن جبهة تمثل المعارضة السورية، فقد شعرت بأن نظام بشار الأسد آيل للسقوط، عاجلا أو آجلا. وكانت قراءتها أنه ينبغي أن يحصل في سورية تغيير، بحيث يذهب بشار الأسد، ويأتي نظام آخر، على ألا يكون النظام الجديد بعيدا عما تريده إسرائيل.
استطرادا، بعد احتلال العراق كان النظام السوري يخاف أن تقوم واشنطن باجتياح سورية كما فعلت بالعراق. فتح النظام للسلفيين الجهاديين حدود العـــراق لقتال الأمريكيين. غـــير أن ترتيبات أخرى طرأت على المشهد، فبـــموجب اتفاق من تحت الطاولة بين واشنطن وطهران تمهيدا لنوري المالكي ليحكم العراق، استدرج النظام هؤلاء الجهاديين للعودة إلى سورية ثم اعتقلوا.
مع بداية الربيع السوري سعى النظام إلى استدراج المتظاهرين ليحملوا السلاح، فأطلق سراح السلفيين الجهاديين، ليخرجوا وينضموا إلى الجيش الحر، فيتحول الربيع إلى ثورة مسلحة، عند ذلك يقول النظام للعالم: ألم أقل لكم إنهم ليسوا متظاهرين سلميين، بل جماعات إرهابية.
عندما تشكل الائتلاف في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2012 وبرعاية واشنطن وتشجيع هيلاري كلينتون التي حضرت إشهار الائتلاف في الدوحة. فقد رحبت واشنطن بمشاركة الإخوان المسلمين ليكونوا أحد مكونات الائتلاف، لأن وجود الإخوان في نسيج الائتلاف ومشاركتهم بالتسوية السياسية، مع النظام كان سينتج عنه أمور تريدها واشنطن. فلو وافق الائتلاف على الذهاب إلى جنيف فسيقع خلاف بين الإخوان المسلمين وبين الفصائل الإسلامية في الجيش الحر، التي أعلنت أنها ترفض التسوية في جنيف وفي غيره، وظهور هذا الخلاف كانت واشنطن تسعى له.
فاروق طيفور نائب رئيس الائتلاف وعضو قيادة الإخوان المسلمين، في تصريح لقدس برس قال: ‘لابد من ضمانات دولية تحمي الشعب السوري والمعارضة في إطار حل قضيتنا ودعمها في جنيف2. يفهم من هذا التصريح أن البعض في الائتلاف يضعون ‘بيض’ القضية السورية كله في سلة مؤتمر جنيف، لأن ذلك يناسب الائتلاف الذي يسعى إلى تسوية في جنيف، حيث ربط الجربا وآخرون مستقبلهم في الائتلاف، لأن واشنطن قد تغير موقفها من الائتلاف إذا لم يذهب إلى جنيف، وإن عدم الذهاب سيضر بمصالح ‘ضيقة’ لكثيرين في الائتلاف.
هنا لا بد من تأكيد المؤكد، حتى لا نضطر لسماع الاسطوانات المشروخة كل مرة. إن الشعب السوري لم يخول أحداً يفاوض باسمه في جنيف ولا في غيره. نرجو أن يفهم أعضاء الائتلاف الموقرون ذلك. فإذا ما دعتهم واشنطن وموسكو والإبراهيمي، وحتى الدول التي تسمي نفسها أصدقاء الشعب السوري، ثم ذهبوا إلى جنيف، فليعلموا أنهم يذهبون من أنفسهم، وإن ما ينتج عن هذا المؤتمر لا يلزم الشعب السوري في قليل ولا كثير. وإلى أن يختار الشعب السوري نوابه، فإن كل القرارات التي تصدر ليست إلا فقاعات صابون تطير في الهواء ولا تترك أثرا. وليكن معلوما أن الائتلاف وقبله المجلس الوطني لا يمثلون إلا أنفسهم، ويبقى أن في الوطن 23 مليونا من السوريين لم يخولوا أحدا للحديث باسمهم، لا الائتلاف ولا المجلس الوطني.
يبقى السؤال: من يقوم بالترتيبات لمؤتمر جنيف هما واشنطن وموسكو. أما موسكو فلا يجهل أحد ما قدمته لنظام بشار المجرم. وأما واشنطن، فلم تكتف أنها لم تقدم شيئا للمقاتلين المدافعين عن أرضهم وعرضهم، بل منعت الدول العربية أن تقدم السلاح الفعال للجيش الحر. وإذا كان ذلك كذلك فكيف نسلم واشنطن أمرنا في جنيف وفي غيره؟ رفعت الأقلام وجفت الصحف.