الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ... إلى أين؟!

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ... إلى أين؟!

01.04.2013
علي محمد الفيروز

الرأي العام
1-4-2013
كان لخبر إعلان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الشيخ أحمد معاذ الخطيب استقالته من منصبه صدمة كبيرة وسط هذا الائتلاف ما أدى الى جرح غائر على مجريات الأمور التي وصلت الى الخطوط الحمراء، فعندما تحدث الخطيب أمام اجتماع الائتلاف في اسطنبول كان حديثه يدل على واقع مر وهو حصار الثورة السورية ومحاولة السيطرة عليها وهو الأمر الذي يرفضه جملة وتفصيلاً ويرفضه الشعب السوري الحر بعد قضاء مشوار طويل من النضال والكفاح والتضحية من أجل كرامة الوطن وحرية الشعب.
لقد كانت استقالة الخطيب من الائتلاف احتجاجاً على الدول الداعمة للمعارضة السورية من دون أن يذكرها أو يدل بالتفاصيل لأنه ضد ترويض الشعب السوري وحصاره من أجل المساومة مستشهداً بقوله «من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومَن يرفض التجاوب معهم فله التجويع والحصار»!! تلك هي تصرفات حمقاء من دول خارجة من الرحمة والإنسانية والغرض منها إهانة الشعب السوري الحر بعد تدمير بنيته التحتية شواعتقال العشرات من أبنائه وتهجير المئات وقتل الضحايا من جميع الأعمار من نظام حاكم مستبد.
واليوم في ظل هذه الأوضاع المأسوية يستقيل الشيخ الخطيب من منصبه لأنه وعد أبناء شعبه وعاهد الله بأن يستقيل إذا تعقدت الأمور ولم يتمكن من العمل بحرية من أجل كرامة الشعب، وبالتالي جاءت استقالته لتعبر عن مدى صدقه وتواضعه وليس جرياً وراء المناصب ولكن عندما يصبح الائتلاف هشاً ولا يؤدي أهدافه أي عبارة عن تركيبة حزبوية مغلقة لفئة معينة فهذا أمر مرفوض.
إن خبر استقالة الخطيب كان غير مقبول وقوبل بالرفض التام من قبل المكتب الرئاسي في الائتلاف الذي طالبه بالعودة الى عمله رئيساً للائتلاف في أقرب وقت، في حين هناك أوساط مقربة من الائتلاف تؤكد على ان انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة الموقتة قد ادى الى انشقاق كبير بين رموز المعارضة وبالتالي نرى أن الجيش السوري الحر يرفض التعامل مع الرئيس هيتو وهذا ما جعل الشيخ أحمد الخطيب يتحفظ على موقفه الأخير.
والضربة الثانية للائتلاف والجيش السوري الحر كانت محاولة اغتيال مؤسس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد بعبوة ناسفة ولكنها لم تنجح جيداً لأنها ألصقت تحت مقعد سيارته وأدى انفجارها الى بتر ساقه فقط ولم تؤثر بصحته البدنية بشكل كبير، وبالتالي هناك من يسعى الى ضرب وحدة المعارضة حتى يتم الانتقضاض بسهولة على الرموز سواء عن طريق التضييق السياسي أم العسكري ومروراً بخطط اغتيالية مبرمجة، وهي خطوات انتقامية يقوم بترتيبها أعضاء النظام الحاكم الذي لا يرحم رموز المعارضة ولا يترك الشعب وحده وذلك حفاظاً على بقائه على حساب دماء الشهداء الشرفاء.
فالنظام الحاكم بقيادة بشار الأسد يعتبر المعارضة هي العدو الأول لها ويأتي من بعده الشعب السوري الحر وبدوره يقوم النظام بزرع الخلايا الإرهابية بكل بقاع الأرض السورية، والطامة حينما تقوم دول الجوار بمساعدته على تنفيذ الجرائم الشنيعة بكل الطرق، ولا أستبعد المحاولات الأخرى لعملية الاغتيال التي قد تطول كبار ضباط الجيش الحر الذين انشقوا عن جيش النظام الحاكم مثل ما حصل لمؤسس الجيش الأول حسين هرموش الذي أعدم أخيراً على أيدي النظام الحاكم بعد إلقاء القبض عليه...
يقوم الشيخ أحمد معاذ الخطيب المستقيل من منصبه بجهود جبارة لبحث ملف القضية السورية إنقاذاً لبلدي الجريح حيث عاد للمشاركة في قمة الدوحة العربية تطوعاً منه رغم الاختلاف في وجهات النظر مع الرئيس الجديد غسان هيتو فقرر إلقاء كلمة الشعب السوري في المؤتمر بعيداً عن تطلعاته المستقبلية والتي ترتكز على ضرورة إعادة هيكلة المعارضة السورية من جديد.
لقد استحوذت القضية السورية على هموم قضايا القمة العربية الأخرى لطرح البدائل والحلول المصيرية في المستقبل القريب لتصبح عنواناً رئيسياً يخيم على أجواء القمة لأن سورية وصلت الى منحى خطير جداً خصوصاً في تطوراتها الأخيرة والتي تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان السوري، ومن أهمها استمرار الجرائم كالقتل والتنكيل وسفك الدماء وانتشار العنف ضد المدنيين العزل وبالتالي لا يجوز دعم النظام الحاكم لاستمرار حرق سورية ودعم الإرهاب.
شكراً للموقف القطري والموقف الكويتي والسعودي والمصري وجميع من ساهم في دعم الجيش الحر وشعبه الحر وشكراً للدور البطولي الذي اتخذه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان حينما أصر على البقاء ولم يذعن للضغوط الداخلية والخارجية التي طالبته بمقاطعة كلمة الخطيب.
ونشيد للدور البطولي لسمو أمير البلاد - حفظه الله ورعاه - الذي شدد على ضرورة دعم الشعب السوري بكل الطرق لتحقيق تطلعاته الى الحرية والديموقراطية، ونقول كما يقول سموه: «نعم ليس معقولاً أو مقبولاً أن نبقى متفرجين على مأساة الشعب السوري الشقيق ونكتفي ببيانات الاستنكار»!! انها كلمات من ذهب تستحق الشكر والثناء بكل فخر...
«النصر لسورية الحرة ويسقط بشار»...