الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاتفاق السياسي هو الحل في سوريا

الاتفاق السياسي هو الحل في سوريا

16.04.2013
Admin

المصدر:    صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية
البيان
الثلاثاء 16/4/2013
لقد بدأت الثورة في سوريا كاحتجاج سلمي قبل عامين طويلين، إلا أنه كلما طال أمد الصراع في شكله العنيف، أصبح أكثر استعصاءً على الحل. وفي الواقع، وبغض النظر عن المدى الذي ستكافح من أجله الأطراف المتحاربة لكسب المعركة، فمن غير المرجح أن يؤدي استخدام القوة لتحقيق نصر أي من الطرفين على الطرف الآخر.
ولكي يكون أي نصر عسكري ذا أهمية ومستداماً، يجب السماح للجانب المنتصر بإلقاء أسلحته، والبدء في إعمار البلد. وعلى أقل تقدير، يحتاج مثل هذا النصر منع انهيار البلد، وإنهاء سفك الدماء، واستعادة بعض إجراءات الاستقرار الداخلي والحوكمة.
لكن لتحقيق هذه الأهداف، تحتاج الأطراف الرئيسة للجلوس والتفاوض بشأن تحول سياسي متفق عليه بشكل متبادل، لوضع نظام مستقبلي للحكم، وفقاً لمعادلة تقاسم السلطة. ويتعين أن تكون معايير هذا الاتفاق، هي أن يحافظ على بقاء سوريا متماسكة، ومنع تكرار الاقتتال الداخلي، واقتناع الأطراف كافة بأنه لا يمكن تحسين الوضع عبر المكاسب العسكرية.
من المفيد هنا، الإشارة إلى اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، الذي أنهى الصراع طويل الأمد في إيرلندا الشمالية. فقد أطلق سراح نائب الوزير الأول لإيرلندا الشمالية "سيموس مالون"، بعد التوصل للاتفاق الشهير، وكان قد تم توقيع اتفاق آخر مشابه قبل 25 سنة في قرية "ساننغديل" في بريطانيا، وقد ألغي الاتفاق، غير أن كل أعمال العنف التي حدثت خلال السنوات اللاحقة، لم تؤد لأي تغيير أساسي في معايير الصفقة السياسية المشتركة.
وفي سوريا، وحتى لو استطاعت قوات المعارضة "إبعاد" الرئيس السوري بشار الأسد عن المشهد السياسي، فليس هنالك ضمان لإنهاء الصراع الدائر. ويخشى العلويون التابعون لنظام الرئيس بشار الأسد، من احتمال تعرضهم للاضطهاد، ولهذا السبب، من المرجح أن يواصلوا القتال، ما يطيل أمد الحرب، ويخاطر بالانقسام الفعلي للبلد. بالتالي، فإن مفارقة الصراع السوري، تتمثل في أن المكاسب العسكرية الموجودة على الأرض، ليست بالضرورة قابلة للترجمة على الطاولة السياسية.
 وحتى إذا ما تمكنت المعارضة من هزيمة الرئيس بشار الأسد ونظامه، بشكل قاطع، على أرض المعركة (وسيكون هذا الأمر مستحيلاً تقريباً، من دون مساعدة خارجية كبيرة)، فإنه من غير المرجح أن تكون المعارضة قادرة على استعادة الهدوء والاستقرار، من دون المجازفة بصفقة مع كل من بقايا النظام السابق، والطبقة العلوية التي تمثل الحكومة.
إن الطبيعة الطائفية التي أحدثها الصراع، جعلت هذا الانقسام الطائفي أكثر وضوحاً الآن. ففي أيامها الأولى، لم يكن لدى الاحتجاجات المعادية للأسد صفة طائفية واضحة، إلا أنه فيما بعد، تحولت الآليات على الأرض، والفضل يعود جزئياً لاستراتيجية "فرق تسد"، التي اتبعها الرئيس السوري بشار الأسد، ولقد صور ذلك نظامه أيضاً، كبطل لأقليات مضطهدة في سوريا.