الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاتفاق المبدأي بين روسيا وأمريكا ومصير سورية

الاتفاق المبدأي بين روسيا وأمريكا ومصير سورية

14.05.2013
طرفة بغجاتي

القدس العربي
الثلاثاء 14/5/2013
الاتفاق المبدأي الروسي ـ الأمريكي حول سورية قد لا يبشر بخير لأسباب عديدة، مع ذلك فليس من صالح الثورة السورية والشعب السوري مقاطعة مؤتمر مصيري كهذا أعجبنا محتواه أم لا. المهم الآن إيصال رسالة الى الدول العظمى تحتوي على بعض النقاط المهمة ومنها:
– لا يمكن ان يكون لمؤتمر مثل هذا أي معنى اذا لم يتطرق الى المصير السياسي لبشار الاسد، هذه النقطة لا يمكن ان توضع جانبا الى اشعار اخر.
– مازالت القوى العظمى تتحدث عن الحكومة وكأنها هي المشكلة. المصيبة الكبرى في سورية هي في الأجهزة الأمنية والمخابرات القمعية، التي يجب ان تتفكك، هذا التفكيك الذي تحدث عنه الدكتور الطيب التيزيني في مؤتمر الحوار اليتيم بعيد الثورة، يجب ان يوضع على قائمة الأعمال وبأولوية قصوى. إطلاق سراح الألوف المؤلفة من السجناء لن يكون إلا نتيجة طبيعية، بل وبدهية وتحصيل حاصل لهذا التفكيك.
ـ من سيستلم قيادة الجيش النظامي، وما هي الآلية الضامنة الا يظل الجيش رهينة بيد القوى الأمنية والاستخباراتية؟
- ما هي الضمانات بالا يكون هذا الحل السياسي ذريعة للنظام تمكنه من التقاط الأنفاس لمعاودة الكرة ورد الصاع صاعين؟
- كيف سيتم التعامل مع كتائب الجيش الحر المسلحة ومع الكتائب المسلحة الأخرى؟
اذا وضعت هذه النقاط على أجندة المؤتمر فهناك بصيص أمل في ان يساهم هذا المؤتمر في إيقاف نزيف الدم السوري اولا، وفي فتح الطريق ولو بشكل جزئي لبناء سورية الحرية وكرامة الإنسان.
اما اذا وضعت هذه النقاط على جنب، كما حصل في جنيف، فلا يلومن أصحاب الفكرة إلا انفسهم حين يكون الفشل الذريع نتيجة الموتمر، حيث ان كل الحديث عن وقف إطلاق للنار وإفراج عن السجناء وحكومة انتقالية يكون سرابا في سراب، اذا لم يتم وضع النقاط المذكورة على أجندة المؤتمر.
اما ما يتعلق بدستور المرحلة الانتقالية فهذا يجب أيضاً ان يدرس من الآن، وأعتقد أن اول ما يجب القيام به هو الاتفاق على دستور مؤقت لأربع سنوات او خمس، لتلافي المعارك الدستورية الضارية، كما هو الحال في مصر وتونس الآن، وهنا أضم صوتي لكل من ينادي بالعودة الى دستور 1950، مع بعض التحفظات باعتباره اول دستور بعد الاستقلال، تم اعتماده في أجواء حرة واستفتاء نزيه. وبهذا تبدأ سورية مشوارها البرلماني الديمقراطي بعيدا عن نظرية القائد الملهم وحكم البصطار العسكري اللذين لم يجلبا لنا إلا المصائب والتخلف والويلات.