الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاتحاد الأوروبي و"حزب الله"

الاتحاد الأوروبي و"حزب الله"

15.08.2013
سيريل تاونسند

الاتحاد
الخميس 15/8/2013
منذ سنوات لم تقم المملكة المتحدة والولايات المتحدة بتنسيق مواقفهما وسياساتهما الدولية على هذا النحو الجيد. ولعل العلاقة الجيدة جداً بين وزير خارجية البلدين، هيج وكيري، عامل رئيسي في ذلك. وأحدث مثال على جودة هذه العلاقة وضع الجناح العسكري لـ«حزب الله» على قائمة الاتحاد الأوروبي السوداء. ففي 28 يوليو المنصرم، استطاعت المملكة المتحدة وهولندا إقناع ألمانيا وفرنسا بالرد على قتل «حزب الله» خمسة سياح إسرائيليين في بلغاريا، بوضع الجناح العسكري للحزب ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وتبعاً لذلك، فإن ودائعه الموجودة في أوروبا باتت اليوم مجمدة ومسؤولوه العسكريون ممنوعون من زيارة الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الاتحاد.
وقد شكل ذلك هدفاً لهيج منذ أشهر وتطلّب تحقيقه جهوداً دبلوماسية معتبرة. وبالطبع، فإن تدخل «حزب الله» في الحرب الأهلية السورية مثَّل حجة مهمة أخرى أضيفت إلى حقيقة أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل تعتبرانه منظمة إرهابية.
وقال هيج بعد قرار الاتحاد الأوروبي: «لقد بعث الاتحاد الأوروبي برسالة واضحة مؤداها أنه يقف موحداً ضد الإرهاب. كما تُظهر هذه الرسالة أنه لا يمكن لأي منظمة القيام بأعمال إرهابية على التراب الأوروبي، مثل الهجوم المروع الذي وقع في بلغاريا، دون أن تواجه عواقب ذلك».
بيد أن منتقدي الحظر الجديد الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الجناح العسكري لـ«حزب الله» يشيرون إلى أن الاتحاد الأوروبي مازال يتعامل مع الحزب. ومن الواضح أن هيج لم يتمكن من إقناع زملائه في الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع آرائه إلا من خلال التمييز بين «حزب الله» كمنظمة سياسية وكقوة عسكرية. وشخصياً، أجدُ أنه من السهل تعليل هذا التمييز. ذلك أن الاتحاد الأوروبي لا يرغب في التدخل في السياسة اللبنانية التي يلعب فيها «حزب الله» دوراً كبيراً ويشارك بوزيرين في الحكومة. ويقول هيج في هذا الصدد: «مثلما أظهرنا من خلال زياداتنا الكبيرة في المساعدات الأمنية والإنسانية للبنان مؤخراً، فإن المملكة المتحدة مازالت ملتزمة تجاه استقرار لبنان».