الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاتحاد السوري العام للعمل الخيري .. والدور المطلوب

الاتحاد السوري العام للعمل الخيري .. والدور المطلوب

29.04.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 28-4-2014
كانت فكرة إنشاء مرجعية للجمعيات الخيرية والهيئات الإغاثية التي تدعم الثورة السورية المباركة حلما يراود أهل الغيرة والمسؤولية تجاه هذا الشعب الذبيح الجريح الذي عاش ومازال في كارثة إنسانية يكاد التاريخ لا يجد لها مثيلا. والحمد لله تعالى أن تحقق هذا الحلم بفعل المخلصين والمختصين الذين تداعوا إلى لقاء تشاوري في مدينة الريحانية التركية للعمل على تأسيس اتحاد سوري عام للجمعيات والمؤسسات الخيرية. ثم أقيم المؤتمر التأسيسي لهذا الاتحاد بتاريخ 26-4-2014م في مدينة غازي عنتاب التركية حيث انضمت إليه مائة جمعية من الداخل والمهجر. وتم إشهار الاتحاد بحضور لفيف من العلماء والمفكرين والساسة الناشطين وعلى رأسهم رئيس الحكومة المؤقتة د. أحمد طعمه الذي أثنى على هذا العمل الضروري لتوحيد الجهود المبعثرة لاسيما أن الشعب السوري الذي يقدم كل التضحيات يستحق بجدارة هذا الدعم الوحدوي المشترك نصرة له وهو يقف متحديا أعتى طغيان باطني معتمدا كليا على الصهيونية وأذنابها الطوال والقصار مما لم يعد يخفى على أهل البصائر. ونحن لا نستغرب أن تستيقظ الفطرة السليمة ويتحرك الضمير الإنساني بعد كل هذا السيل الدموي الرهيب. خصوصا من المسلمين الذين هم أمة التوحيد أصلا وهي إن مرضت وتراجعت حينا فإنها لن تموت وإن طموحها لن يشيخ أبدا. ولعل في الشدائد فوائد كما قال ابن القيم. ولعل في خوض غمار الابتلاءات صهرا للقلوب في بوتقة الإيمان وتربية عملية بالأحداث نفسها حيث تفرز رجالا يصدقون ما يعاهدون الله والوطن والشعب عليه. ويعتبرون أن على طريق النجاح إشارات ومعالم ويعتبرون هذا النجاح هو المتحدث والخطيب الأبلغ ولابد من دفع الثمن وكلفة الغلبة في كل وثبة. وأن كلفة تغيير هذا اللانظام هي أقل بكثير من كلفة إبقائه. ولنا في سنن التاريخ أسطع الشواهد، وإذا كان الحراك الإنساني الخيري وتوحيده ضروريا فلأن المعركة كلها واحدة لا تنفصل حلقة من حلقاتها عن بعضها على أرض الشام.
ولابد من تحقيق أهم أهداف الاتحاد السوري في تنسيق الأعمال والمواقف لتحسين الأداء ولتفادي أي سوء في توزيع الحاجات على جميع المتضررين من أبناء الشعب السوري. وإن هذا مما يعزز الثقة بين الداعمين والمؤسسات. ويؤدي إلى تنمية الكفاءات والتعاون فيها والإفادة من الاستشارات والدراسات لتفعيل العلاقات سواء مع حكومات أو منظمات مجتمع مدني عربية وإسلامية وعالمية بإعلام صادق هادف يسوق لكل ما ينفع الحاضنة الشعبية في سورية بهدف تثبيتها وصبرها ضد الطغيان. فهذا مما لابد منه لأن اللانظام يسعى حثيثا لقطع هذه الحواضن عن الثوار والثورة. فهلا قدمنا كل تقني في هذه المرحلة المختلفة من تاريخنا لتفويت هدفه ورعاية شعبنا بكل ما نستطيع! سيما أنه لا مستحيل عند أهل العزائم وبقدر الهموم تكون الهمم ورجل ذو همة يحيي أمة كما قال شوقي. غير ناسين أن العمل الخيري إنما هو أساسيات مقاصد الإسلام وهو المؤدي إلى الفلاح (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) الحج 77. ومن هنا فإن التعاون عليه وتوحيد فعالياته بكل قوة وإخلاص سيضمن تحقيق النتائج إن شاء الله. وكما قال ابن عطاء الله السكندري: "من كانت بداياته محرقة كانت نهاياته مشرقة" سيما أنه تتصور إثابة الله تعالى لكل من يسهم بالعمل حتى ورد في الحديث الذي خرجه الإمام أحمد: "العامل على الصدقة بالحق لوجه الله تعالى كالغازي في سبيل الله" مع ضرورة التنوع الإغاثي المادي والمعنوي اجتماعيا وصحيا وتعليميا إلخ. والمنافسة والمسابقة والمسارعة في ذلك لأنه واجب الوقت الفوري وأن ننبذ الفردية ويبقى الاتحاد قائما على التخطيط العلمي الموضوعي الذي لا يغفل غيرة الإيمان وعاطفتها وجماع ذلك توفر الإخلاص مع الاختصاص معا ليكون العمل صوابا ناجحا. وبما أننا في زمن التخصص الدقيق فليس مطلوبا من كل جمعية في الاتحاد أن تقوم بمظاهر العمل الخيري وتكرر ما هو حاصل عند غيرها بل تنظم طاقتها في التخصص وأن تبعث سنة الأوقاف الخيرية. وتتحرك بالموارد المنتجة والاستثمار. وتهتم جمعيات المرأة والطفل والموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة وأسر الشهداء فإن توحد الأعمال يجعل النمل ينتصر على السبع كما قال سعدي الشيرازي وإنه إذا اتحد أفراد القطيع نام الأسد جائعا.
إذا العبء الثقيل توزعته.. أكف القوم خف على الرقاب