اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الاحتطاب الإعلامي، في الحبال السياسية : لابدّ منه .. لكن ، كيف !؟
الاحتطاب الإعلامي، في الحبال السياسية : لابدّ منه .. لكن ، كيف !؟
15.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
كان الناس يخرجون ، إلى البراري ، لجمع الحطب، وكلّ منهم يحمل حبله ، ليحزم به حطبَه . وكان بعضهم يضع حطبه ، في حبل شخص ما ، له عليه فضل ، أو دالّة .. فيقال عنه : إنه ( يَحطب في حبل فلان ) !
وصارت الجملة تستخدم ، في المجالات الاجتماعية والسياسية ، على سبيل الكناية !
والكلام الإعلامي ، هو نوع من الاحتطاب ، بالمعنى الوارد أعلاه ؛ فيقال : الإعلامي فلان ، يحطب في حبل فلان : الرئيس ، أو الوزير، أو الوجيه ! أو يحطب في حبل الدولة الفلانية: أمريكا ، روسيا ، بريطانيا ، فرنسا..!
وهذا أمر عادي ومألوف ، في الحياة السياسية والإعلامية ! بل لابدّ منه ، لأيّ إعلاميّ ، أيّاً كان انتماؤه، وأيّاً كان حطبُه، وأيّاً كان هدفه من الاحتطاب! وحسابُ القيَم، والأخلاق- السامية والمتدنية – حاضرٌ ، أبداً ، في كل كلمة يحتطبها ، وفي كل حبل ، يضعها فيه !
والإعلاميّ من أوائل الناس ، الذين ينطبق عليهم بيت الشاعر:
إذا أنتَ لمْ تنفعْ ، فضُرَّ ؛ فإنما يُرجّى الفتى ، كيما يَضرّ، وينفعا
أي: ينفع صديقه ، ويضرّ عدوّه - وحتى هذا قد ينفعه ؛ إذا هداه إلى خير أو صواب-! فالصراع الإعلامي ، كسائر الصراعات : دفاع وهجوم ، ونفع وضرر! والمهمّ ، أن يعرف الإعلامي : متى يدافع ، وأين ، وكيف ؟ وأن يعرف : متى يهاجم ، وأين ، وكيف..!؟
فالكلمة الإعلامية رسالة ، فلينظر المرسِل ، في : طبيعتها ، وغايتها ، ونفعها ، والجهة المرسَلة إليها ! وإلاّ وقع في المحظور، وانطبق عليه قول الحطيئة ، عن الشعر:
الشعرُ صعبٌ وطويلٌ سلّمُهْ = إذا ارتقى فيه الذي لا يَعلمُهْ
زلّتْ به ، إلى الحضيض قدّمُهْ = يُريد أن يُعربَهُ ، فيُعجِمُهْ !
والكلمة، هنا، توازي الرصاصة ، في الصراع المسلّح ! فلينظر مُطلقها: كيف يطلقها، ومتى، وفي أيّ اتجاه ! وإلاّ أضرّت بصاحبها، قبل أن تضرّ بعدوّه ، أو نفعت عدوّه ، وأضرت بصديقه!
وصدق من قال : جراحاتُ السنان لها التئامٌ ولا يَلتامُ ماجرحَ اللسانُ
وقد ينتشر نفع الكلمة ، أو ضررها ، في المكان ، فيشمل عدداً كبيراً ، من الناس .. كما قد يمتدّ ، في الزمان ، فيشمل أجيالاً لاحقة ! وفي كل الأحوال ، هو ملاقيها -بنفعها وضرّها- عند ربّه ، في سجلّ حسناته ، أو صفحة سيّئاته !
أمّا الإعلامي المرتزق ، الذي يسلق الناس ، بألسنة حداد ، لقاء دراهم معدودة ، دون أن يردعه دين أو خلق.. فهو مجرّد أداة ، توظفها جهة ما، في وسيلة إعلامية ما، لخدمة هدف رخيص، كالافتراء على جهة معيّنة ، لتشويه سمعتها ، في ساعة من ليل أو نهار.. ثم تستغني الجهة التي وظفته ، عن خدماته ، بعد أن يؤدّي وظيفته ، التي يشوّه بها سمعته وكرامته ، ويلحق بركب الساقطين، من أمثاله ، حاملاً أوزار سفاهاته، بعد أن يتنصّل مستخدموه، من تكليفه بها !
وحين يكون الحبل مشتركاً، بين شخصين ، أو أكثر، يكون من يَحطب فيه، إنما يحطب لنفسه، بصفته أحد الشركاء ، في الحطب !
وبنظرة متمعّنة ، إلى الحطّابين الإعلاميين ، وحطبهم ، يستطيع اللبيب ، أن يحدّد الحبل ، الذي يحطب فيه كل منهم ! كما يستطيع تخمين الهدف ، وراء هذا الاحتطاب ، هل هو: خدمة لمصلحة شخصية (مال.. منصب.. شهرة)!؟ أم هو لمصلحة وطنية ، أو حزبية ، أوغير ذلك !؟
وبالنظر إلى مصالح الدول القائمة ، اليوم ، وتاريخ كل منها : الأبيض، أو الأسود.. يعرف المتمرّس الفطن ، دوافع الاحتطاب ، ومآلاته ، وهل هو: نافع للمحتطب، شخصياً ، أو لشعبه ، أو لدولته ..!؟ أم هو ضارّ: لشعبه ، أو دولته.. وإن كان فيه ، نفع شخصي له !؟
والاحتطاب الذي يحتاج ، إلى تأمّل عميق ، هو ذلك ، الذي يمارسه شخص ما، اجتهاداً منه ، أن احتطابه ينفع قومه ، أو شعبه ، أو دولته ! – فيعضّ اليد الممتدّة له ولشعبه ، طالباً من صاحبها ، أن يَمدّها بشكل أكبر، أو أن يقدّم له ، بها ، أكثر ممّا يقدّمه ، في الظرف الذي هو فيه ! دون تبصّر، فيما يستطيعه صاحب اليد ، وما يعجز عنه ؛ لأن يده تغلّها ، أيدٍ أخرى ، كثيرة ، أقوى منها ! - فيقع حطبه ، في حبل عدوّ: له ، أو لشعبه ، أو لدولته.. وهو يحسب ، أنه يحسن صنعاً ! وقد يكابر، صارخاً: أن هذا الحطب - الذي يحطبه هو- وحدَه ، الذي يقع في حبل شعبه، وكل ماعداه ، هو نوع من : الجهل ، أو النفاق ، أو الغباء السياسي !
وقد يصبح هذا الحاطب ، أسيراً، لرأيه السياسي ؛ فيظلّ يكابر، حتى بعد أن يعلم، أن حطبه ، يدفئ الجهة الفلانية ، المعادية .. بينما يظلّ شعبه يرتجف ، من شدّة البرد !– وهذا على افتراض ، حسن النيّة لديه .. أمّا سيّء النيّة ، فمصنف في خانة الأعداء - !
بل ، ربّما حوّلَ صاحبُ الحبل ، ذلك الحطب ، الذي جاءه ( بالمجّان ) إلى نار، تحرق المحتطبَ ، و شعبَه !
ولو نظرنا ، إلى أيّة دولة عربية - على سبيل المثال – لوجدنا ، بكل بساطة ، أن من يَحطب في حبل دولة ، من الدول المعادية لشعبه ، المتظاهرة بصداقته ، إنّما يحطب ، لمصلحته الدونية ، لا لوطنه ، ولا لشعبه.. بل ؛ ربّما كان حطبُه، وقوداً للآخرين، يحرقون به وطنه وشعبه.. ويحرقونه، هو، نفسه، مع أسرته، وكل من يلوذ به.. سواء أعرف هذا، أم جهله !