الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاستثمار في الثورة السورية

الاستثمار في الثورة السورية

02.08.2013
علي سلامة الخالدي

الرأي الاردنية
الجمعة2/8/2013
لا شك أن الثورة السورية مولود شرعي، للظلم، والقهر، والعبودية، هي بركان طبيعي لهذا التاريخ الموغل، في الاستبداد، والذل، المُصادر لكل أشكال حرية البشر، وإنسانية أبناء آدم، نموذج لحكم فردي يرى الوطن مزرعة أبقار، والشعب قطيع ماشية يهشّ عليها بعصاه، حطم الرقم القياسي في تخريج أفواج من المشوهين والمدنسة كراماتهم، عبر معتقلات العبودية والعذاب، بالإضافة إلى ألوف القتلى والجرحى بتهم الإرهاب والعمالة والتآمر، هكذا هم دعاة المقاومة والممانعة، هكذا يتم مواجهة المشروع الأمريكي –الإسرائيلي، يا حبذا لو تصل عدالتهم إلى أدنى درجات الظلم الاستعماري، قيادة تقتل الأطفال والشيوخ، تغتصب النساء، لذنب اقترفوه وهو المطالبة بحقوق البشر، لا وحتى يقبلون بحقوق الحيوان بتوفير الأمن والماء والطعام والسكن.
الاستثمار الروسي- الإيراني يندرج تحت عنوان مكافحة الإرهاب، لتأمين مناطق نفوذهم، وضمان توازن مصالحهم ضمن دعم الهلال الشيعي المضاد لدول الاعتدال العربي، الإمساك بورقة مفاوضات جنيف «2» الذي لن ينعقد، مساندة النظام السوري كآخر معاقل (الرفيق) على شواطئ البحر المتوسط، تهديد مصادر الطاقة وطرق التجارة الدولية، أما الضبابية الأمريكية فتقوم على تشجيع العناصر الإرهابية (جبهة النصرة-حزب الله)، للانزلاق نحو المستنقع السوري، لاستنزاف قوتها، وتدمير قدراتها، والانتحار المتبادل، ومدها بعناصر البقاء، تحقيقاً لهدف الدمار الشامل للوطن، والشعب، والجيش السوري، من أجل تحويل سوريا إلى دويلات، وكنتونات، ومحميات متصارعة، تعتمد على الطائفية والعرقية والأثنية، فالدولة السورية ضمن المفهوم الحالي انتهت إلى الأبد، لن تقوم لها قائمة، وخرائط التقسيم جاهزة لدى دوائر الاستخبارات في الدول الكبرى.
أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهناك قناعة أن شعوب المنطقة ينقصها التطور العلمي، والثقافي، والحضاري، وهي غير مؤهلة للديمقراطية، لهذا فهي تخشى على أمنها وتمنع وصول العناصر الإسلامية (الإرهابية) للحكم في منطقة الشرق الأوسط، وهم مقتنعون أن دفن الإرهاب داخل الوطن السوري هو الأسلوب الأفضل لمواجهة انعكاسات الثورة السورية، يرون في الدولة السورية الضعيفة، المكسورة الجناح، المقلمة الأظافر، المتشظية، الممزقة، إلى دويلات هو ضمان للأمن والسلم الدوليين، وهذا يحقق مصالح إسرائيل.
الدول العربية ينحصر استثمارها في عدم انتقال عدوى الانفلات إليها، عن طريق تشجيع وتسليح بعض العناصر المتطرفة هناك، تلك العناصر التي لا تؤمن بالديمقراطية، ولا كرامة الإنسان، وذلك لردع المطالبين بالإصلاح، وتهرباً من استحقاق التغيير، وتأجيلاً للديمقراطية، يوضع الناس أمام خيارين، إما قبول الواقع، أو النموذج السوري، هذا الانحسار الديمقراطي في دول الربيع العربي يشكل مصدر فوضى، وعنصر دمار، وعامل تقسيم، وجرح قابل للتلوث والالتهاب والتوسع، هذا الكم الهائل من الأسلحة، والمتفجرات، سيغرق المنطقة في ظلام دامس، ستقع تحت الاقتتال الطائفي، والعرقي، وسيكون هناك قوافل من الحروب الثأرية، والمذهبية، بدأت شواهدها في العراق، ومصر، وليبيا.
الحل هو الاغتسال من معصية الإقصاء، فتح حوار الحناجر لا حوار الخناجر، الحوار بالأفكار لا بالنار، الدم يستسقي الدم، لا بد من قطع الطريق على البرابرة، ومجموعة الضباع التي تعيش في الغابات، وكسر إرادة الذئاب المتعطشة للدماء.