الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الفاشية الروسية ووحدة المعارضة السورية..؟

الفاشية الروسية ووحدة المعارضة السورية..؟

06.10.2015
داود البصري



الشرق القطرية
الاثنين  5/10/2015
وسط مهرجان الموت والدماء والقتل المجاني، وتحت شعار نصرة الظالم وسحق المظلوم، وفي خرق واضح للشرعية الدولية ولمواثيق وقيم الأرض والسماء، تحركت الآلة العسكرية العدوانية الفاشية الروسية لأول مرة خارج مجالها الحيوي منذ الهزيمة المذلة في أفغانستان عام 1988، وتصدر قيصر الكرملين بوتين المشهد السياسي والعسكري بنصرته للنظام السوري المهزوم بعد أن أفلست كل محاولات الترقيع التي قامت بها الميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية طيلة سنوات الثورة السورية الأربع.
لقد قرر الروس كسر المعادلة عبر دخول الطيران الروسي لسماء الشرق لا لحماية الحلفاء من هجمات أعدائهم، بل لحماية الحكام المجرمين الذين فقدوا شرعيتهم في مواجهة شعوبهم المسحوقة.
تاريخ النزاعات الإقليمية سجل لسلاح الجو الروسي حضوره في الأجواء المصرية بعد هزيمة 5 يونيو 1967 والتدمير الشامل لسلاح الطيران المصري وانكشاف الأجواء المصرية أمام العربدة الجوية الإسرائيلية خلال الفترة من 1967 وحتى عام 1970 بعد استكمال بناء حائط الصد الصاروخي لحماية العمق المصري، وقتذاك كان الطيارون السوفيات يقلعون بطائراتهم في أجواء مصر لردع الطيران الإسرائيلي عن ضرب الأهداف المدنية المصرية في حرب الاستنزاف الشهيرة!. ومنذ ذلك التاريخ تغيرت أشياء كثيرة وخطيرة، وفقد الحليف السوفياتي حظوته وجرت مياه عديدة تحت كل الجسور وطبعا شتان بين المشهدين السوفياتي الدفاعي السابق، والروسي العدواني الهجومي الحالي الذي لم يراع اعتبارات كثيرة أولها خيانة العهد الدولي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وإدارة الظهر لكل عذاب ومعاناة الشعب السوري التي يعرفها سيد الكرملين خير المعرفة.
لقد وجه الروس ضربات انتقام جبانة لا تعبر عن رؤية عسكرية أو إستراتيجية بقدر ما تعبر عن مواقف حقد وانتقام وضبابية في الرؤية والفكر والتخطيط، لقد كان هدفهم الأول الجيش السوري الحر الذي يشكل العمود الفقري والذراع الضارب للمعارضة السورية، وهذا الجيش المحترف الوطني الولاء لا علاقة بتنظيم الدولة ولا بأي تنظيمات أخرى؟ وكانت الرسالة الروسية ليست عبثية بل واضحة ومقروءة وتهدف لإرغام الشعب السوري الحر على الركوع والاستسلام والقبول بالديكتاتورية كبديل عن الدمار الشامل!، وهي رؤية ناقصة وإرهابية لكونها تتجاهل منطق الحتمية التاريخية، وتدير ظهرها لقوافل متواصلة من الشهداء الذين سقطوا في طريق الحرية المقدس..
الضربات الروسية العدوانية ستتواصل وتتعمق وستتطور لتدخل بري وبهجوم ثلاثي روسي وسوري وإيراني لكسر ظهر الثورة وإجهاضها وإعادة الوضع لما كان عليه قبل 15 آذار 2011!! وهو هدف مستحيل التحقيق مهما كانت قوة وكثافة وحجم النيران الروسية، وقائع الساحة وتوجهات الأحداث تفرض على قوى المعارضة السورية الحرة خيار مركزي لا محيص عنه ولا بديل، وهو خيار الوحدة الوطنية الشاملة، ووحدة السلاح والرؤية والهدف، وتسخير كل الإمكانيات المادية والتسليحية والتعبوية والإعلامية لدحر العدوان الروسي وتلقين المعتدين دروسا قاسية يبدو أنهم قد نسوها منذ أيام المغامرة الشيوعية في أفغانستان.