الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وتدويل الحرب

الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وتدويل الحرب

18.05.2013
أ.د. سامي سعيد حبيب

المدينة
السبت 18/5/2013
ثمة تسريبات بأن منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-300 قد وصلت إلى سوريا مع خبراء روس، وأن الشرر ينذر بشرٍ مستطير .لا تزال الحرب السورية بين النظام الطائفي المجرم الذي قتل حتى الآن ما يزيد عن 80,000 سوري من الأطفال والنساء والرجال وأحلافه الإقليميون (إيران، وحزب الله اللبناني، والحكومة الطائفية بالعراق) والعالميون (روسيا) من جهة، وبين الشعب السوري الشقيق من جهة أخرى يمثله الجيش السوري الحر، والذي أصبح جلياً لكل ذي بصيرة أن الغرب الصهيو-مسيحي وصنيعته إسرائيل يشترط علمنة المقاومة السورية كثمن لدعم الجيش الحر بالسلاح النوعي الذي سيُمكّنه بحول الله من حسم الحرب في وقت وجيز نسبياً ليتوقف شلالات الدم السوري، لا تزال الحرب في تصاعد مستمر في شدتها وفي اتساع دوائرها، ويأتي هذا الموقف الغربي من منطلقات عقدية، لأن الغرب اليميني يعتقد جازماً بأن بلاد الشام ستكون موقع ملاحم آخر الزمان الكبرى تمهيداً لعودة المسيح عيس ابن مريم عليه السلام، ولذلك يستميت الساسة الغربيون في أن لا يعود الإسلاميون إلى بلاد الشام.
إسرائيل في محاولاتها الإبقاء على نظام الأسد -الذي ظل لدهر طويل مهادن لها لا يطالب باسترداد هضبة الجولان السورية، وهو دون أدنى ريب خير لها من البديل الإسلامي- تساعد النظام السوري بطريقة غير مباشرة ليستمر في الحكم، فتخرج للعالم مسلسلاً من الهجمات الجوية والصاروخية كان آخرها يوم 5 مايو الحالي دون أي استفزاز سوري في مشاهد عظيمة الهول تقتل في كل منها مئات السوريين لإيهام العالم أن سوريا تتعرض للعدوان من الداخل من قِبَل المعارضة؛ ومن الخارج من قِبَل إسرائيل، وللربط في الأذهان بين المقاومة المشروعة للجيش السوري الحر والعدوان الخارجي الإسرائيلي المُصنَّف من قِبَل ما يُسمَّى بالقانون الدولي بمثابة إعلان حرب على سوريا، فيختلط الحابل بالنابل، وأقل ما يمكن أن يُقال عن دخول إسرائيل على المشهد العسكري السوري محاولة لإشعال النيران ولجر جميع دول الطوق من حولها وبقية دول المنطقة إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية الملتزمة بالأمن الإسرائيلي إلى حرب نووية "تضمن أمن إسرائيل" بتخريب البنية التحتية لدول المنطقة بأيدي أهلها وتمزيقها إلى دويلات طائفية متناحرة، والقضاء على ازدهارها إلى خراب بلقع غير قابلة للعيش بسبب الإشعاعات النووية.
ولأن الحرب السورية ذات أبعاد عالمية بامتياز فقد زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بهدف ضمان نتائج تلك السياسة العدوانية على سوريا، زار روسيا والتقى برئيسها بوتن في محاولة لثني موسكو عن إتمام صفقة تركيب نظام الدفاع الجوي الروسي إس- 300 التي بإمكانها إسقاط الطائرات الإسرائيلية المهاجمة لسوريا ولبنان، لأن مداها يصل إلى 200 كم من منصات الإطلاق، ويُقال إن المنظومة هي الأفضل في الترسانة الروسية بل ويُقال: إنها الأكثر تطوراً عالمياً، لكن نتنياهو حصل على تهديد صريح من الرئيس الروسي بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي على سوريا في تصريحاته التي أعقبت المحادثات التي استمرت لثلاث ساعات فقال: (من الأهمية بمكان في هذه المرحلة المصيرية تجنب أي تصرفات قد تفضي إلى اهتزاز الأوضاع)، لأن موسكو ترى في الهجمات الإسرائيلية إلى جانب كل ما مضى تمهيداً للهجمات الغربية على سوريا. ومن جانبه هدد نتنياهو بأن المنطقة بأسرها في حالة اضطراب منذر بالويلات.
ثمة تسريبات بأن منظومة الدفاع الجوي الروسية إس- 300 قد وصلت بالفعل إلى سوريا مع خبراء روس، وأن الشرر ينذر بشر مستطير، فالشام كما أسلفنا أرض الملاحم الكبرى بين الحضارة الغربية والإسلامية كما أخبر الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكن على أيدي المسلمين، ويبدو أن حرب سوريا الجارية حالياً هي من إرهاصاتها، والليالي والأيام القادمة ستكون حبلى بالأحداث المؤلمة من جهة والمفرحة من جهة، ولكل أجل كتاب.