الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الاعتذار للأسد !

الاعتذار للأسد !

20.09.2016
خالد السليمان


عكاظ
الاثنين 19/9/2016
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية في السابق تقديم أي اعتذارات عن وقوع ضحايا مدنيين في أفغانستان والعراق نتيجة عملياتها الحربية، لكنها تبدو اليوم متسامحة جدا في تقديم الاعتذار تلو الاعتذار عن قصف طيرانها الحربي موقعا للجيش السوري التابع لنظام الأسد في دير الزور مما أسفر عن مقتل العشرات من جنوده!
في المقابل سارعت روسيا لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة الحادثة لكنها لم تدع يوما لعقد أي جلسة لمناقشة الجرائم التي ارتكبها النظام ومازال يرتكبها ضد شعبه، بينما استخدمت حق النقض الفيتو في إجهاض أي إدانة بحق ارتكاب تلك الجرائم!
بالنسبة للأمريكيين لم يكن الاعتذار سوى جزء من اللعبة السياسية حتى وإن بدا مهينا، بدليل أن مقتل جنود يشاركون في جرائم قتل الأبرياء استحق اعتذارا بينما قصف عرس في أفغانستان وتحويله إلى مقبرة للعروسين وأهلهما وضيوفهما لم يستحق نفس الاعتذار، وبالنسبة للروس فإنهم لا يكلفون أنفسهم عناء وضع الأقنعة، فمجلس الأمن أداة سياسية لخدمة مصالحهم والفيتو الذي يفترض أن يسخر للعدالة وضمان القانون الدولي أصبح مجرد وسيلة لمنع تحقيق العدالة وحماية القتلة!
في سوريا أمريكا وروسيا وجهان لعملة واحدة، والكل يتكلم باسم سوريا، لكن لا أحد يسأل السوريين عن رأيهم، الدول الكبرى تعقد الاجتماعات وتبرم الاتفاقات والشعب السوري منشغل بتجرع آلامه وتضميد جراحه ولعق دمائه!