الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الالتفاف حول جنيف

الالتفاف حول جنيف

05.02.2014
رأي البيان


البيان
الثلاثاء 4/2/2014
سياسة القصف المستمر والممنهج للمدن السورية بالبراميل المتفجرة، تهدف في الأساس إلى تعطيل مسار عملية التسوية السياسية عبر مؤتمر جنيف 2 ، وتمكين الوصول إلى هيئة حكم انتقالي يتولى قيادة دفة الأمور في البلاد.
وكان واضحاً أن مشاركة النظام السوري في مؤتمر مونترو جنيف، في الأيام الأخيرة طغى عليها الطابع الدفاعي ومحاولة تبرئة النظام لتلافي الضغوط الدولية التي مورست عليه.
ولذلك، لا يمكن تفسير هذه الحملة ضد المعارضة السورية إلا محاولة لإجهاض "جنيف2" وعدم إيصاله إلى غاياته التي انطلق من أجلها، وهي هيئة الحكم الانتقالي، التي ستنقل سوريا من حالة الحرب الأهلية إلى حالة السلم الأهلي، والسير على طريق التحول نحو الديمقراطية.
ويسعى النظام السوري في هذه الفترة إلى تحويل الملف الإنساني في الأزمة إلى ورقة تفاوضية يضغط من خلالها على وفد المعارضة الذي أتى إلى جنيف حاملاً مطلبا واحداً وهو تطبيق اتفاق "جنيف1"، بينما بدا في محادثات مونترو تشتت المطالب والبنود، وإدخال المفاوضات في دهاليز وتفاصيل ليس في قدرة أحد حلها، بينما ركز النظام السوري ومؤيدوه وغيرهم على موضوع الإرهاب ورفض التدخل الخارجي.
وزاد على ذلك تلكؤ غير مبرر في تنفيذ الاتفاق الكيماوي، فها هي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ينتقدون عدم التزام النظام السوري بالمهل التي حددها الاتفاق لتسليم السلاح الكيماوي الموجود لديه للجهات الدولية التي تم الاتفاق على توليها مسئولية نقل هذا السلاح وتدميره.
المماطلة ومحاولات التنصل مما جاء من بنود في اتفاق جنيف 1 ينبغي أن يقابل بموقف دولي حازم، فليس من المعقول أن يبقى المجتمع الدولي، وخصوصاً الدول الراعية لعملية جنيف، صامتة أمام هذه المحاولات المستمرة لتعطيل الحل السياسي ووضع حد للكارثة الإنسانية المستمرة والمتنامية في سوريا، والتي سيؤدي استمرارها إلى أزمات أكبر إقليمية ودولية، ناهيك عن مزيد من المعاناة للشعب السوري.