الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الانتخابات التركية بين القضية السورية والفلسطينية !!!!

الانتخابات التركية بين القضية السورية والفلسطينية !!!!

23.07.2014
د. محمد علي الهرفي



الشرق القطرية
الثلاثاء 22/7/2014
في العاشر من أغسطس القادم ستبدأ أول انتخابات رئاسية تركية يقرر فيها الشعب التركي من سيكون رئيسا للبلاد، وهذه الانتخابات تعد الأولى من نوعها في تركيا حيث كان نظام الترشيح الرئاسي السابق يخول البرلمان التركي ترشيح الرئيس أما هذه المرة فإن الشعب هو من سيقوم بذلك.
المرشحون للرئاسة ثلاثة أشخاص هم: السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي، والسيد أكمل الدين إحسان أوغلو الذي كان يرأس منظمة المؤتمر الإسلامي، والسيد صلاح الدين دمير طاش وهو كردي يرأس حزب السلام والديمقراطية الكردي، وأعتقد أن المنافسة الحقيقية ستكون بين السيدين: أردوغان وأوغلو، أما السيد صلاح الدين فلا أعتقد أنه سيكون منافسا قويا للاثنين.
السيد أوغلو معروف باتجاهه المعتدل، ومعروف أيضا أنه ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي لمدة ثماني سنوات ولكنه كان فاشلا في عمله إذ لم يعرف عنه أنه اتخذ مواقف قوية ضد الصهاينة ولم يفعل الشيء نفسه مع معظم قضايا المسلمين الذين تعرضوا فيها للظلم والاضطهاد !! واللافت للنظر أن عتاة العلمانيين في تركيا هم الذين رشحوه للرئاسة - حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومي - ويبدو أن الأحزاب غير الدينية أصبحت تقر بأهمية ودور الدين في الشارع التركي مما جعلها ترشح السيد أوغلو باعتبار عمله السابق في منظمة المؤتمر الإسلامي لعله يحقق لهم ما يطمعون في تحقيقه لو تمكن من الفوز بالرئاسة بعد أن يئسوا من السيد أردوغان، وبعد أن فشلوا أيضا في كل الانتخابات السابقة وعلى كل المستويات!!
وأيضا فإن السيد أوغلو حصل على تأييد ودعم بعض دول الخليج التي حاربت أردوغان بسبب مواقفه المؤيدة لحماس والمناهضة للسيسي فهي ترى أن السيد أوغلو قد يحقق لها ماعجزت عن تحقيقه من خلال السيد أردوغان!!
الأحداث التي تجري على الساحة العربية كانت حاضرة في الدعاية الانتخابية لكلا المرشحين وأهمها ما يجري في غزة وفي سوريا!! فالسيد أوغلو أعلن صراحة أنه سيعيد العلاقات مع إسرائيل بصورة جيدة كما أنه لن ينحاز إلى الغزاويين، أما في المسألة السورية فهو ضد الاستمرار في استقبال اللاجئين السوريين كما أنه يرى إبعاد اللاجئين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة!! ولكي يرضي من رشحوه فقد زار قبر أتاتورك وأعلن أن الدين يجب أن يبتعد عن السياسة!!
في الجانب الآخر نجد أن السيد أردوغان لا يزال مصرا على مواقفه السابقة من الصهاينة ؛ فهو يتهمهم بالإجرام فيما يقومون به هذه الأيام من قتل للفلسطينيين، كما وصفهم بأنهم إرهابيون، وقال عن إسرائيل: (إنها دولة تهدد السلام في العالم والشرق الأوسط)، كما أنه اتهم الحكومة المصرية بأنها تعمل ضد حماس وأنها غير شرعية أصلا!! وفي الوقت نفسه مازال على موقفه مما يجري في سوريا. وانتقد تصريحات أوغلو بشدة حول قفل الأبواب أمام اللاجئين السوريين والحياد في موضوع فلسطين فقال: (أن الشعب التركي لا يمكن أن يغمض عينيه عما يجري في سوريا وغزة ومصر).
ولم يتوقف أردوغان عند هذا الحد عما يجري في غزة فهناك مبادرة كان يعمل عليها مع الحكومة القطرية، ومع أن الحكومة المصرية حاولت الالتفاف على هذه المبادرة حيث أعلنت عن مبادرة هزيلة لم تستشر فيها أحدا من الغزاويين واكتفت بالتنسيق مع بعض المسؤولين الصهاينة إلا أنه لم يتوقف - ولعله لا يتوقف - فقد تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية قطر الدكتور خالد العطية بخصوص آخر المستجدات في غزة وكذلك سبل إنهاء العدوان الصهيوني على الفلسطينيين ولعل هذه الاتصالات تنجح في لجم الصهاينة وتحقيق العدالة للفلسطينيين.
شيء آخر يعمل عليه أعداء اردوغان وأعداء السوريين في الوقت نفسه ولعلهم حسبوه دعما للسيد أوغلو الذي وضعوا عليه آمالهم!! فهناك من يعمل حاليا على إيجاد أزمة كبيرة بين اللاجئين السوريين وبين الأتراك وبدعم خارجي كبير!! والهدف من إيجاد هذه الأزمة إحداث حالة تصادم عنيف بين الطرفين ليتم بعد ذلك إحراج اردوغان وإظهار أن منافسه أوغلو على حق في مطالبته بالحد من هجرة السوريين!!
هذا المخطط يشارك فيه مجموعة من السوريين المندسين بين اللاجئين ومن هنا وجب على عموم السوريين وعقلائهم ومشايخهم أخذ الحذر من هذا المخطط والمبادرة إلى توعية اللاجئين بخطورة الانجرار وراء أي دعوة للعنف ؛ فالأتراك لهم فضل كبير عليهم، ويجب أن يقابلوا الفضل بأفضل منه، وعلى الطرفين تجاوز الأخطاء، ومعرفة ما يحاك لهم من دسائس ومؤامرات خبيثة والعمل على تجاوزها وإلا فإن هناك أزمة كبيرة قد يتعرض لها السوريون في تركيا!!
في زمن الذل والعبودية نفرح عندما نجد من يقاوم طغاة الصهاينة ومن هنا فإننا نسعد بمواقف السيد أردوغان ونسعد أكثر كلما رأيناه يفعل أكثر وأكثر من أجل فلسطين والمقاومة الفلسطينية.