الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الانتخابات السورية والميزان الايراني

الانتخابات السورية والميزان الايراني

24.04.2014
علي البلوي


اليوم السعودية
الاربعاء 23/4/2014
 في ايعاز واحد وموحد ومن صنع ايران خرج حسن نصر الله في حوار مع السفير اللبنانية ليؤكد أن الجبهة المضادة للأسد تفككت، وأن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة متوقع جدا، ويصبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن الأزمة السورية انتهت وان ليس هناك ما يمنع من ترشح الأسد للانتخابات، وأن الأسد هزم الفصائل المتطرفة.
الملفت للانتباه أن جميع الأجهزة الاستخباراتية العربية وبما فيها السورية، ظلت تتحدث عن زعيم جبهة النصرة أبومحمد الجولاني كشخصية شبه وهمية، إلا أن الاستخبارات الايرانية هي الوحيدة التي نشرت صورة له ومعلومات عنه، ليتضح أن الجولاني كان معتقلا في البصرة وتحت اشراف مباشر من الحرس الثوري الايراني، ولهذا فان خلاف الجولاني مع أبوبكر البغدادي ليس خلافا عقائديا وإنما خلاف مع مرجعيات البغدادي السورية والايرانية.
فيما على الطرف الايراني مازالت ايران تمن وبشكل يومي بانها السبب وراء بقاء الأسد في السلطة، أي أنه لولا التدخل والدعم العسكري والبشري والمالي الايراني لسقط الأسد، وهذا يعرفه الجميع، لا بل ان ايران والحرس الثوري يسيطران على مفاصل الدولة الأمنية السورية اليوم، وان تدخل حسن نصرالله، ضاعف من ردة الفعل الشعبي السوري ضد الأسد، وهناك استرجع ما قالته شخصية مقربة من الرئاسة السورية ذات يوم، بان من يحمي الأسد هو ايران، وان ايران قد تبيع الاسد في صفقة، لانها تتطلع لما هو أبعد من الأسد، واضاف انه يرى ان السلوك الايراني في سوريا يهدف لزعزعة أمن سوريا، ومع تفتيتها لدرجة يلتقي المشروع الاسرائيلي بالمشروع الفارسي، وان الاسد ليس له من خيارات سوى التعاون مع الشيطان.
لعبة الانتخابات فهناك معلومات تؤكد أن الايرانيين وحزب الله لديهم قراءة تفيد بأن أي انتخابات نزيهة لن تأتي بالأسد رئيسا ولا بأي أحد مقرب منه الانتخابات ان تمت ليست كفيلة أولا باستقرار سوريا، وانما هي لعبة وقت ومحاولة اعلامية لبيان قدرة الاسد على فرض ارادته وكذلك الارادة الايرانية ومشروع ايران في المنطقة، وثانيا من الناحية الشعبية فالوضع في سوريا لم يعد كما كان عليه في الامس، فهناك واقع سياسي جديد، وكل الدماء التي سالت لم تمنح الأسد فرصة للبقاء حتى وان ظلت قوة الدعم الروسية والايرانية قائمة، وثالثا ان ثمة متغيرات كبيرة وتحولات جديدة مر بها المجتمع السوري، فلم يعد المجتمع الذي يطالب بالاسد رئيسا للابد، ولم يعد يخشى ويخاف الجانب الأمني ، وخامسا هناك قوى جديدة سياسية وتنظيمية ومدنية ستفرض نفسها، ستغير طابع وشكل الحكم في سوريا، ولهذا سيتغير الاسد سواء بالقوة الميدانية أو بالقوة المدنية، وسيكون حاله ليس افضل من حال صدام حسين بعد انتهاء الحرب الايرانية على العراق، جيش منهك، ومجتمع منهك، وتحولات اجتماعية سياسية كبيرة تفرض نفسها عليه بقوة.
ضمن هذه الرؤية علينا ان نمتلك رؤية استراتيجية عربية مدنية وسياسية للتعامل مع الوضع القائم في سوريا، ودعم عوامل التغيير المدني وتربيطها والمساهمة في تنظيمها وتطويرها، كقوى اجتماعية وسياسية ومؤسسات مجتمع مدني وذلك لتحقيق عدة اهداف رئيسية الأولى حرمان ايران من وضع اليد على سوريا كما عليه في العراق، وثانيا اضعاف قوة الأسد في استعادة وضعه السابق، وثالثا استعادة سوريا كبلد عربي من خلال احتضان تلك المؤسسات والرمزيات والقوى الجديدة والناشئة بما يعزز وجودها ويضعف الآخر، ولهذا وفي الوقت الذي يجري استنزاف الاسد، يجب ان تكون هناك خطط لكيفية استعادة سوريا واحدة متضامنة متسامحة.
أما لعبة الانتخابات فهناك معلومات تؤكد ان الايرانيين وحزب الله لديهم قراءة تفيد بان اي انتخابات نزيهة لن تأتي بالأسد رئيسا ولا بأي أحد مقرب منه، وانها تعمل على استعادة تجربة نوري المالكي في العراق، ولهذا سيلجأ الاسد وحزب الله وايران لتفجير سوريا من الداخل كما يجري في العراق قبل كل انتخابات على قاعدة إما أنا أو الفوضى.
Ali.bluwi@yahoo.com