الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الانتصار الأكبر ضد داعش

الانتصار الأكبر ضد داعش

31.01.2015
الوطن السعودية



الخميس 29-1-2015
قبل أيام خسر تنظيم داعش مدينة عين العرب السورية، وهذه الخسارة تمثل النصر الأول والحقيقي لقوات التحالف الدولي والمقاتلين الأكراد، الذين تمكنوا من طرد مسلحي "داعش" خارج المدينة الحدودية مع تركيا.
كان للغارات الجوية لقوات التحالف الدولي دور كبير، ولا شك في خسارة "داعش" لـ"عين العرب"، وهي مركز حيوي استراتيجي كان يسعى التنظيم إلى الحفاظ عليه بكل الطرق الممكنة، إلا أن المقاتلين الأكراد كانت لهم الكلمة الأولى في تحرير هذه المدينة من احتلال ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.
لكن الواقع الفعلي على الأرض يحتم على كل المتضررين من الإرهاب وتنظيماته، وأفكاره ورموزه، وداعميه، أن يؤجلوا فرحهم بهذا الانتصار المبدئي، لأن "داعش" لم يخسر حتى الآن سوى "عين العرب"، ولأن هذا التنظيم الإرهابي لا يزال يتمدد في العراق وسورية، ولا يزال في مراحل الكر والفر حتى في بعض المناطق التي خسر فيها.
هزيمة "داعش" لن تتم بسهولة وستستغرق وقتا طويلا، حتى لو تم طرده من بعض المناطق التي كانت تحت سيطرته، وذلك لأسباب عدة، أولها أن هذا التنظيم ليس "دولة" لها أجهزتها ووزاراتها واستخباراتها وعلاقاتها الدولية وممثلوها الديبلوماسيون، فـ"داعش" تنظيم مترابط له هيكلة إدارية وعسكرية صارمة، وله ممولون لا يتوقفون عن دعمه، وله - وهو الأهم من ذلك - أيديولوجيا قتالية، تؤمن بالعنف وسفك الدماء والتضحية بالنفس، وتصور ذلك كله على أنه الجهاد في سبيل الله، هذه الأيديولوجيا هي من تجعل هذا التنظيم أكثر تماسكا، حتى لو خسر في بعض المناطق التي كان يسيطر عليها.
لا شك أن هلاك "داعش" لن يتم بدون قوى عسكرية على الأرض، ودعمها دوليا، كما فعل المقاتلون الأكراد في "عين العرب"، هذه القوى ستساعد في هزيمة "داعش" عسكريا، ليتبقى الجهاد الأكبر ضد هذا التنظيم وأشباهه من التنظيمات الإرهابية، ويتمثل في المفاصلة التامة مع الثقافة والأدبيات والأفكار والفتاوى التي تهيئ الأجواء المناسبة لخروج هذه التنظيمات المتطرفة مع كل أزمة سياسية في هذا الإقليم الساخن.