الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الانتصار الوهمي

الانتصار الوهمي

29.10.2013
يوسف القبلان


الرياض
الاثنين 28/10/2013
    في أزمة سورية كان المنتظر نقل رئيس النظام الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على قتل الشعب السوري وتشريده، لكن مجلس الأمن جعل قضيته آلة القتل فحذر من استخدام السلاح الكيماوي ووضع الخط الأحمر الذي اذا تجاوزه النظام فهذا يعنى نهايته.
النظام تجاوز هذا الخط واستخدم السلاح المحذور، واعتقد المتابعون أن نظام بشار انتهى، لكن مجلس الأمن كان له رأي آخر فقد كان مظلة لصفقات واتفاقيات سرية دولية واقليمية جاءت على حساب مصلحة الشعب السوري الباحث عن الحرية والكرامة.
تلك المظلة أعطت الضوء الأخضر للنظام السوري لأن يستمر في القتل بشرط أن لا يستخدم السلاح الكيماوي.
صفقة الكيماوي أنقذت الأسد وأكثر من ذلك شجعته على أن يقرر ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة والاستمرار في الرئاسة لأنه سيفوز بها بالتأكيد بنفس الطريقة التي وصل بها الى الحكم حين عدل الدستور لمصلحته.
مجلس الأمن هنا يقدم مكافأة للنظام السوري جعلته يشعر بنشوة الانتصار، وهو انتصار وهمي، والانتصار الوهمي لا يدوم كونه يستند الى دعم خارجي يخدم مصالح القوى الخارجية ولا يخدم مصالح الشعب السوري.
وبنشوة الانتصار الوهمي بدأ الأسد يضع العراقيل في طريق مؤتمر جنيف 2، ويعلن أن شروط نجاحه غير متوفرة، وأنه لا يرى سببا يمنعه من ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة، مع أن استمراره في الحكم يعني استمرار الحرب بحسب رأي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وهذا تناقض واضح فالدول الكبرى بما فيها أمريكا هي التي شجعت الأسد على التمسك بالحكم فكيف يقال الآن إن استمراره يعني استمرار الحرب ؟؟
من الواضح أن التوجه نحو الحل السياسي دخلت فيه أطراف ودول أخرى اقليمية ودولية وأن المساومات ما تزال قائمة وأن مجلس الأمن أعطى نظام الأسد الوقت للمناورة، وتفرج على القوى التي تدخلت من أجل مصالحها الخاصة.. وساندته وكفلت له البقاء والاستمرار، ثم مد مجلس الأمن طوق النجاة لهذا النظام متمثلا في صفقة السلاح الكيماوي وشعر النظام أنه انتصر، وأنه وصل الى شاطئ الأمان لأن ما حصل كان برعاية مجلس الأمن وهذه الرعاية في نظر النظام أهم من رعاية الشعب ورضا الشعب ومصالح الشعب.
إنه الانتصار على الشعب وهذا ما يؤهله ليكون مجرد انتصار وهمي..