الرئيسة \  واحة اللقاء  \  البحث عن معارضة

البحث عن معارضة

10.11.2013
سميح صعب


النهار
السبت 9/11/2013
الرافضون لمؤتمر جنيف - 2 من معارضة سورية في الخارج ودول اقليمية داعمة لها يعتقدون ضمناً انه لا يزال في الامكان تحقيق امرين: اسقاط النظام بالحسم العسكري او انقلاب في المعادلة العسكرية تجعل النظام امام خيار واحد فقط هو تسليم السلطة. لكن المعطيات التي تجري على الارض لا توحي بأن أياً من الامرين في وارد التحقق في المدى المنظور، علماً ان الائتلاف الوطني المعارض لا يملك السيطرة الفعلية على الفصائل المسلحة ومعظمها جهادي ينتمي الى "القاعدة" بجناحيها "داعش" و"النصرة" بأجندات لا تمت بصلة الى الديموقراطية او الدولة المدنية التي يرفع لواءها الائتلافيون.
لقد وضع الائتلاف الوطني شروطاً تعجيزية من اجل الذهاب الى جنيف. وهي شروط ان تحققت في واقع الامر تنتفي معها حاجة الى انعقاد المؤتمر، مثل قبول الرئيس بشار الاسد بالتنحي سلفا وان ينسحب مقاتلو "حزب الله" من سوريا وان توقف ايران مساعداتها للنظام. واذا ما تحققت هذه الشروط فما هي حاجة الائتلاف للذهاب الى جنيف ومع من سيتحاور، ويكفيه عندها الانتقال من اسطنبول الى دمشق كي يتسلم السلطة ولا لزوم لكل الجهود الديبلوماسية التي تبذلها واشنطن وموسكو من اجل عقد مؤتمر جنيف -2 والتحضير له وتكليف الاخضر الابرهيمي مشقة التجوال في المنطقة والعالم بحثاً عن دعم للمؤتمر ووضع صيغ ينبغي ان تحظى بموافقة هذا الطرف او ذاك.
مشكلة المعارضة السورية الممثلة في الائتلاف انها تتصرف وكأنها هي النظام الان في سوريا وكأن النظام في دمشق هو المعارضة وانها لا تريد أن تتقاسم معه السلطة، وانه لا بد مع مرور الوقت من وصول النظام الحالي الى نقطة الانهيار عسكريا واقتصادياً وتالياً عدم القدرة على الاستمرار. لكن هذا يعني ايضاً استمرار الحرب مع كل المآسي التي تخلفها من قتل ودمار والقضاء في ما بعد على اي امكان لقيام سوريا موحدة، فضلاً عن الافساح في المجال لتحول سوريا الى افغانستان مطلة على البحر المتوسط على حد تعبير الرئيس التركي عبدالله غول لصحيفة "الغارديان" قبل ايام. وللتذكير، ان غول ليس من محبي الاسد، لكنه بدأ يستشعر خطر وجود "القاعدة" على الحدود الجنوبية لتركيا.
وكلما ابتعد جنيف - 2 زادت احتمالات استمرار الحرب السورية. وربما كان دافع روسيا واميركا اليوم الى عقد اجتماعات مع معارضين سوريين من خارج الائتلاف الوطني، هو البحث فعلاً عن معارضة سورية بديلة تقبل بمحاورة النظام وانقاذ ما يمكن انقاذه من سوريا.