الرئيسة \  واحة اللقاء  \  البراميل المتفجرة

البراميل المتفجرة

16.02.2015
زايد الشهري



اليوم
الاحد 15-2-2015
كثيرا ما نسمع أثناء نشرات الأخبار عن البراميل المتفجرة، عند تغطية الحرب الدائرة في سوريا، والتي تدخل عامها الخامس من قبل القوات الأسدية ضد شعبها الأعزل، فما هي البراميل؟ وكيف تصنع؟ وكيف تستخدم؟ وما مدى تأثيرها التدميري؟.
إن فكرة استخدام البراميل المتفجرة تعود في الأصل الى الترسانة الروسية، التي كانت تستخدمها كقنابل في الحروب تحت مسمى (OFAB) وهي عبارة عن أسطوانات مصنعة من قوالب معدنية أو اسمنتية بسمك قد يصل إلى 155 ملم، لها مروحة دفع خلفي وصاعق ميكانيكي في المقدمة، يتراوح وزنها بين 150 كغ – 600 كغ، فيما يتراوح وزن المتفجرات داخلها ما بين 100 كغ - 300 كغ.
كما أنها قامت باستخدام أسلحة محرمة دولياً مثل الغازات السامة، والمواد الكيميائية، إلا ان المادة الأساسية في تصنيعها يعتمد على مادة (TNT) شديدة الانفجار، بالإضافة الى قطع معدنية ومسامير تكون عبارة عن شظايا لإحداث أكبر قدر ممكن من التدمير، كذلك زيادة عدد القتلى والمصابين بين الأهالي، على مساحات قد يصل نصف قطرها الى 250 مترا محققة بذلك إصابات مؤثرة، حيث تعتمد القوات الأسدية على استخدامها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وتستخدم عند إسقاطها الطائرات المروحية من ارتفاعات مختلفة تجنباً للدفاعات الأرضية، ما عدا الصواريخ المحمولة مثل صاروخ (Stinger) والذي أثبت فعاليته ضد الطائرات المروحية.
هذه البراميل عند سقوطها تحدث تدميرا ثنائيا، عبارة عن التدمير من خلال ارتطام البرميل ذي الوزن الثقيل من مسافات مرتفعة، في حين يأتي التفجير مكملا على المناطق التي سقط عليها حسب العبوات التي احتوتها تلك البراميل.
إن هذا السلاح يعتبر سلاحاً محرماً دولياً، كون هذه البراميل تصنف من القنابل العمياء، لأنها لا تصيب الأهداف مباشرة ولكنها تسقط حسب اتجاه الريح، كذلك لا يمكن استخدامها لهدف محدد كونها غير موجهة، وإنما تعتمد على استراتيجية الأرض المحروقة.
وهذا السلاح يعتبر سهل التصنيع، وقليل التكلفة، وشديد التأثير خصوصاً في حال عدم وجود مضادات أرضية لصد الطائرات التي تتولى إسقاط هذه البراميل.
إن ما أحدثته هذه البراميل من قتل وتدمير يفوق ما أحدثه السلاح الكيماوي أثناء استخدامه من قبل القوات الأسدية ضد المواطنين العزل، إذ يقدر من قتل بسبب هذه البراميل بما يفوق 2700 قتيل، من خلال اسقاط أكثر من 1690 برميلا.
لقد لجأ النظام الى هذا السلاح الرخيص بعد أن شحت لديه الذخيرة من القنابل التقليدية، رغم صدور قرار مجلس الأمن بتحريم استخدام مثل هذه الأسلحة على المدن، كونه سلاحا إرهابيا يحدث خسائر فادحة بشرية واقتصادية، ونفسية، وهذا يتطلب تزويد الجيش الحر بأسلحة مضادة للطائرات لاتقاء شر هذه البراميل اللعينة.
 نائب رئيس تحرير مجلة الحرس الوطني سابقا