الرئيسة \  واحة اللقاء  \  البعث.. سيغتال بشار

البعث.. سيغتال بشار

23.05.2013
وليد جاسم الجاسم


الوطن
من اللافت للنظر تصاعد النبرة العالمية ومن عدة دول كبرى وجهات دولية بالتركيز على بشار الأسد فقط، واعتباره هو الأزمة الحقيقية في سورية التي يتعثر ربيعها تعثراً كبيراً ودموياً وينذر بعودة حزب البعث للاطباق على أنفاس الشعب قريباً وبقوة.
 
التركيز فقط على الأسد وتنحّي الأسد وهروب الأسد يوحي كذباً أن الأسد هو المذنب الوحيد بحق الشعب السوري، بينما الواقع يؤكد أن بشار الأسد نفسه لا يملك من أمر نفسه شيئاً، بل إنني أجزم أنه لا يملك أمر إعلان تنحيه أو مغادرة سورية أو الهروب أو الاختفاء، فهو مجرد أداة طيعة بيد الحرس القديم الذي استمرت مؤسساته المتنوعة في الإمساك بتلابيب البلاد، وتلابيب بشار الأسد معه.
 
بشار الأسد مجرد صورة تملأ الفراغ داخل البراويز في المؤسسات والجهات الحكومية السورية جاء بها الحرس القديم بعد موت حافظ الأسد، قاصدين عدم التصارع فيما بينهم على مقعد الرئاسة التي تحولت شكلية صورية بينما هم من يملك القرار الحقيقي والأمر والنهي.
 
هل نسينا كيف جاءوا به الى السلطة؟ هل نسينا كيف عدلوا الدستور لأجله، وحددوا عمر 34 عاماً للرئاسة؟! إنه مجرد شاب بارد الملامح سخيف المنطق، مزعج النظرات، يحمل شهادة الطب (بدرجة ابن جزار)، كان مُهمَلاً بينما العيون تتجه الى أخيه باسل كرجل قوي ومتوقع كبديل عن والدهما حافظ، لكن باسل مات في حادث سيارة في شهر يناير من سنة 1994 وربما يكون الحادث الذي أودى به مدبراً من النظام البعثي نفسه لأن الحرس القديم ورفقاء الإجرام يعلمون بقوة باسل وانه لو جاء بديلاً عن أبيه سيكون حاكماً حقيقياً وهذا ما لا يريدونه.
 
حافظ الأسد كان مريضاً في سنواته الأخيرة والنظام البعثي الإجرامي كانت له أذرع أمنية قوية في سورية، وازدادت قوة خلال فترة مرض حافظ الأسد وعندما مات حافظ لم يرد الأقوياء في النظام السوري خوض صراع على السلطة خصوصاً وأن تحت كل منهم قواته وآلياته ونظامه الأمني والعسكري، لذا جاءوا بهذه الصورة (بشار) ليكون مجرد (خيال مآته) يملأ فراغ كرسي الرئاسة شكلياً.. ويمتنع بسببه الغرماء عن خوض صراع صعب يذكرهم بالأيام الصعبة مع رفعت الأسد.
 
وبالتالي.. فإن التسويق لأي تسوية للوضع في سورية تعتمد على خلع بشار الأسد فقط ستكون جريمة في حق سورية والشعب السوري وإهداراً وخذلاناً لدماء كل من قدموا أرواحهم في سبيل الخلاص من كابوس البعث.. وليس بشار الأسد وحده.
٭٭٭
لا أستبعد أن يدبر رجال الحرس القديم في حزب البعث أي اغتيال مفاجئ للرئيس الشكلي بشار الأسد آملين أن يكون ذلك طريقهم للخلاص.. ويا دار ما دخلك شر.