الرئيسة \  واحة اللقاء  \  البعد الديني والسياسي في التدخل الروسي.. هل سيكشف خطأ أم خطيئة؟!

البعد الديني والسياسي في التدخل الروسي.. هل سيكشف خطأ أم خطيئة؟!

08.10.2015
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الاربعاء 7/10/2015
لاريب أن جميع الباحثين العادلين بل حتى العوام المثقفين ثقافة عامة إعلاميا وسياسيا قد أصبحوا يدركون تماما أن المجتمع الدولي بغالبيته يتخذ مصطلح "الإرهاب" ذريعة للتدخل في شؤون المظلومين من البشر وطبعا دون أي رعاية لأي شيء من حقوقهم والتي أهمها الدماء والتمسك بالحرية طريقا للنهوض والتقدم والإعمار الحضاري لسبب بسيط نورده للذكرى فقط وهو أنهم لا يريدون سواهم من يبني نفسه ومجتمعه ويجعله قويا لأن هذا يهدد عروشهم ويلغي الاستبداد والفساد ولأنه مع كل تدنٍّ حضاري يتنامى هذا الشران. وهم يريدون بنا الشر وليس الخير مهما زعموا وادعوا. ومن هنا كان لابد من اعتماد تعريف صحيح للإرهاب يتفق ويجري التطبيق عليه في المواثيق العالمية. وماذا نفعل إذا كان "فاقد الشيء لا يعطيه"! إن الذين يغزون سورية اليوم من المحتلين الدِّبَبة الروس المجرمين تاريخيا قديما وحديثا. وكذلك الأمريكان فيما يبهرجون ويزخرفون من ادعاءات كلها تقوم بالحيلة الخداعة لا تسمن ولا تغني من جوع وماهي إلا لتنفيذ الاستعمار الجديد وفي بلادنا حصرا. وكذلك الإيرانيون الشعوبيون وأذنابهم فمن وطّنوا أنفسهم أن يكونوا مطايا لكل مستعمر وطامع وأن يتوغلوا في التوسع على حساب هذه الشعوب المظلومة كالصهاينة فيعملوا على نهب ثرواتها ومناصرة الشيوعيين ضد المسلمين بل والمحاولة الدائمة الدائبة لإدخال هؤلاء في مذهبهم الباطل الذي يعيد تأهيله من جديد سيما واليهود هم أقرب أصدقائهم. . نرى كيف يتبجح بشار الأسد بأن المحور الرباعي الروسي السوري الإيراني العراقي يقود هذه المرحلة ضد الإرهاب! وكأنه هو وهؤلاء ليسوا منهم. وهو يعرف والمجتمع الدولي وعلى رأسه إسرائيل المغتصبة والمدنسة للقدس والأقصى أنهم أكابر مجرميها وأنه لا يوجد أي تطرف في العالم يوازي تطرفهم وإرهابهم. ومع ذلك فهم الأشخاص الذين يشكلون قافلة حمائم السلام مع من يدعمهم من الكبار والصغار... ثم يتابع الأسد خلال المقابلة مع قناة "إيرين" الإيراينة قبل ثلاثة أيام بأنه من الأرجح أن ينجح هذا المحور. ولكنه إذا لم يتم له ذلك فإن الشرق الأوسط سيتعرض لدمار خطير. وهكذا قد جرى الاتفاق مع الروس بعد أن انهار الأسد ونفذ الدور . وسيثبت وجوده الحقيقي ميدانيا كما فعل في أوكرانيا وقبلها في القرم وجورجيا لكنه بماذا يريد أن يحقق ذلك. . ولاشك أنه بعد امتصاص الضربات المفاجئة سيذوق الروس الويلات أكثر حتى من أفغانستان والشيشان – بعون الله – فصمود الشعب السوري المتعلق والمتشبث بوطن الشام العريق الحضاري لن يدعه يحقق حلمه بحماية الأسد ونظامه النكد. ولا كذلك بدعم الموقع "الجيوسياسي" للروس في الساحل السوري. وياعجباً لموقف الروس والأذناب حتى من يدعون التصاقهم بالبعد الديني كبطريرك الكنيسة الروسية "كيريل" الذي أصدر بيانا رسميا بأن القرار الروسي باستخدام القوة العسكرية إنما هو لحماية الشعب السوري من المعاناة التي تقع عليه من الإرهابيين وكذلك لحماية الأقليات المسيحية! .
مع المعلوم أن روسية زعمت أنها تغزو "داعش" فقط رسميا. ولكنها ورَّت وأصرَّت على ضرب المواقع المشهورة للمعارضة المسلحة وخصوصا التي تحاذي ادلب وحماة وحمص واللاذقية ودمشق لإعداد الدويلة الكنتونية العلوية التي تبقي الأسد عليها لتحقيق مصالحها . وكأننا لا نعرف أن حكام روسية هم أنفسهم سادة حكام سورية في الترهيب والترغيب والمتاجرة ببازار النفاق مع شعوبها ومؤسساتها. وهل كان خافيا ما فعل "بوتين" بالمعارضة في روسيا. ولعل الروس الآن بهذه الأساليب يريدون أيضا أن يهيجوا البعد الديني عند المسلمين بل وسواهم من المسيحيين لإذكاء الحرب الطائفية عموما ويمثلها المحور الرباعي والناطق الرسمي فيها بشار الأسد علما أن المسيحيين الأرسوذكس في سورية استنكروا ما حدث من كنيسة روسيا وأنهم لا يرضون بهذا الغطاء الديني لهم. وعلى رأس المنكرين "رابطة سوريون مسيحيون ديمقراطيون والمرصد الآشوري لحقوق الإنسان " وأصدروا بيانا في ذلك. وقال المسيحيون الآشوريون. إن روسيا خدعتنا خلال التاريخ وكانت علينا لا معنا ولا يتوقع منها إلا الكذب. وأن "بوتين" لن ينجح في استمالة الأقليات وهو الذي يعمل على تقسيم سورية حقا بالاتفاق مع الأسد السفاح وأنه لن يجني المصلحة العليا في ذلك غير إسرائيل. ختاما: فإن الوهم الروسي لابد أن يفتضح قريبا قريبا وإن الأوضاع ستضطرب كثيرا وإن صاحب النية الخبيثة أيا كان لا يمكن أن يفوز بالتجارة الرابحة في عرف الرجال الذين لا يعبأون أبداً بقصور ونيران الأوهام. ولنا الله من هؤلاء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.