الرئيسة \  واحة اللقاء  \  البيان الجديد: الروسي - الأميركي

البيان الجديد: الروسي - الأميركي

12.05.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاربعاء 11-5-2016
 لعل السوريين، بكافة التزاماتهم، هم اقل الناس، تصديقاً للبيان الأميركي - الروسي الذي سبق قمة "أصدقاء سوريا" في باريس:
- فالمعارضة لم تخف عدم يقينها بأنه كلام على الورق.
- والنظام يعطي لحلب – وهي البؤرة الدموية – ثمانٍ وأربعين ساعة من وقف اطلاق النار اي حتى ليلة الخميس .
- وفي واشنطن يتنبأ خبراء السياسة الأميركية أن الأشهر الثمانية المتبقية من رئاسة أوباما لن تكون كافية لحل سياسي متوافق عليه.. لسوريا!!.
.. المهم أن الأميركي، في باريس، يريد من اوروبا احد الاحتمالين:
- إما تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا ويريد من دول الخليج تعديل أسعار النفط نزولاً أو صعوداً.
- او تخفيف العقوبات بربط ما يجري في أوكرانيا بما يجري في سوريا.
وفي الحالين، فان واشنطن لا تحتاج الى المغامرة العسكرية، والمالية. وتترك ذلك لروسيا مع انها اعلنت مؤخرا سحب 27 طائرة اخرى من قاعدة حميميم في ريف اللاذقية .
Tit for Tat كما يقول الانجليز: وقف التدخل الفظ الروسي في أوكرانيا، او اغراق الاقتصاد الروسي (والايراني) بالمقاطعة وبتدني اسعار النفط. ثمن وقف التدخل الفظ في سوريا . واوباما غير مستعجل فحساباته يمكن ان تأخذ ستة اشهر. لكن المؤكد ان الازمة السورية (والعراقية) لن تكون ارثه للادارة القادمة .
كان التأزم في العلاقات الأميركية العربية، يقوم على اتهام العرب للرئيس اوباما بانه لم يحسم في الموضوع السوري، وغادر العراق قبل استقرار نظامها السياسي. وكان الرئيس بصراحته الفاقعة يقول: أميركا ليست مستعدة للمشاركة في صراعات داخلية، او مذهبية او اقليمية.
- فلماذا تحارب من اجل العرب على ارض عربية او من اجل توسع النفوذ الايراني او التركي؟!. لقد كان وقع الرئيس بوش الابن على وجهه في حربه على العراق. ولم تكن اميركا هي الرابح للحرب، وإنما .. ايران . فلماذا يكرر اوباما الوقوع على الوجه في سوريا؟.
 - المعارضة السورية تلوم واشنطن منذ البداية لانها لم تسلّح المقاتلين "المعتدلين" منها, وخاصة الصواريخ المقاومة للطائرات!! وواشنطن تقول: كيف نسلح معارضة فيها 85 تجمعاً, وهي تجمعات غير ثابتة. اي امكانية انضمام النصرة أو بعض مقاتليها الى داعش. وماذا سيحدث اذا ذهبت مثل هذه الصواريخ الى مجموعات مستعدة لاسقاط طائرات مدنية؟
وزارة الخارجية الروسية تقول بكل وضوح: نحن لسنا حلفاء للاسد. وانما نعاونه في حربه ضد الارهاب. وهذا كلام موجه للعرب قبل الاوروبيين والاميركيين والاتراك. ورغم ان هناك دولاً عربية تتبرأ الان من تمويل داعش والنصرة لكن الحقائق اليومية تقول غير ذلك. وما على المتابع غير رصد ما يجري في ليبيا. فالتمويل العربي للميليشيات المسلحة هو السبب في عدم انعقاد مجلس النواب لمنح ثقته بالوزارة الجديدة. وهو السبب في عدم اكتمال تشكيل الوزارة. وهو السبب في تجميد تطوير وتسليح الجيش الليبي.