الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التأييد الروسي المطلق لإيران غير مبرر

التأييد الروسي المطلق لإيران غير مبرر

13.07.2015
الوطن السعودية



الاحد 12/7/2015
مهما اختلفت الظروف والمعطيات في الوقت الراهن، فإن إيران تبقى دولة غير مؤتمنة الجانب بسبب ممارساتها وتهديداتها المتواصلة وتدخلاتها غير السلمية وغير المشروعة في دول المنطقة، فهي تبذل أقصى الجهود من أجل السيطرة على مراكز القرار في الدول المجاورة، وكي تحقق تلك الغاية فهي لا تتورع عن تسليح وتوجيه جماعات موالية لها لأسباب طائفية، محولة إياها إلى أدوات تسهم طهران في مد نفوذها عبرها لتكون بالتالي الدولة كلها خاضعة للهيمنة الإيرانية، والشواهد كثيرة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وغير ذلك.
وعليه، فإن تصريح وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف قبل أيام على هامش قمة مجموعة بريكس في مدينة أوفا الروسية بأن "رفع حظر تصدير السلاح المفروض على إيران يجب أن يحظى بأولوية بعد التوصل لاتفاق دائم بشأن برنامج طهران النووي".. يجانب الواقع، ويتجاهل ما تفعله إيران في المنطقة حتى باتت مشاركة في صناعة الفوضى في سورية والعراق واليمن، فموضوع الاتفاق النووي شيء، ومنح إيران السلاح شيء مختلف عنه، لأن جزءا كبيرا من هذا السلاح - إن سمح لطهران باستيراده - سوف يذهب للنظام السوري وحزب الله ليتابعا البطش بالشعب السوري، وللانقلابيين في اليمن لدعم وقوفهم ضد الشرعية..
وزير الخارجية الروسي لم يتذكر وهو يدعو لرفع الحظر في أسرع وقت ممكن معلنا على لسان دولته "سنساند الخيارات التي يطرحها المفاوضون الإيرانيون".. أن تحالف بلاده السياسي مع إيران يجب ألا يضر بمصالح الشعوب الأخرى، وإن كان لافروف يرى أن "إيران مشاركة في مكافحة تنظيم داعش، ورفع الحظر عن الأسلحة سيساعدها على تحسين قدرتها على محاربة الإرهاب".. فغيره يراها متواطئة مع ذلك التنظيم الإرهابي الذي يخدم بأفعاله الإجرامية النظام السوري بشكل غير مباشر، وكُتب الكثير من التحليلات عن التداخلات بين إيران والنظام السوري و"داعش"..
من حق أي دولة أن تعمل لأجل مصالحها وتحالفاتها السياسية التي تراها ملائمة لتوجهاتها في مرحلة ما من الزمن، لكن يفترض بها على أقل تقدير أن تنظر إلى ما قد ينجم عن ذلك من أذى على الآخرين لتتفادى وقوعه، فلا يكون انحيازها لحلفائها أعمى من غير حسابات، وعلى روسيا أن تدرك أن تصرفات إيران العدوانية في المنطقة غير مرحب بها من قبل الدول والشعوب