الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التفاوض مع هتلر!

التفاوض مع هتلر!

26.03.2015
خالد الجابر



الشرق القطرية
الاربعاء 25-3-2015
تطورات عديدة في الموقف بالنسبة لسوريا، سوف تتضح ملامحها بشكل أكبر بعد الصفقة المتوقعة مع إيران في نهاية هذا الشهر. حديث وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عن "اضطرار" واشنطن إلى التفاوض مع الرئيس السوري، يشكل نقطة انعطاف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، أشار إلى أن واشنطن وحلفاءها قلقون من تفكك الدولة وسقوطها بيد الجماعات المسلحة المتطرفة. ورغم أن الخارجية الأمريكية قللت من مضمون تصريحات كيري، مؤكدة أن الأسد لن يكون — أبداً — طرفاً في مفاوضات السلام. إلا أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قال في تصريحات جانبيه: إذا جلستم مع الأسد وصافحتموه، فإن ذلك لن يمحى من ذاكرة الضمير الإنساني على مر التاريخ، فلا فرق بين مصافحة الأسد، وهتلر، و(سلوبودان) ميلوسوفيتش. رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال أيضاً إنه يأسف لتصريح كيري، مؤكداً أنه لن يكون هناك سلام، في حال بقي الأسد في الحكم، وكيري يعرف ذلك جيداً.
هل نحن إذن أمام مرحلة مغايرة من الصراع على سوريا؟ الولايات المتحدة التي أضحت شريكاً مباشراً في الأزمة، بات واضحاً أنها تدعو لمفاوضات مع دمشق، وتقوم من ناحية أخرى بمعظم الجهد العسكري الداعم للمعارضة بالتعاون مع دول عربية وإسلامية؟! ومن الجانب الآخر بدأت تخرج تصريحات من بعض الدول الغربية، تشير إلى أنها لم تعد تنظر إلى الأسد على أنه مجرم حرب، والطرف الذي يتحمل مسؤولية سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وتشريد وتهجير ملايين المهجرين، والدمار الذي وقع في سوريا. والمحزن أنه يتم ربط مستقبل سوريا بأقل الأضرار، والمقارنة بينه وبين قيادات "داعش" التي أطلق العديد من قياداتها الأسد نفسه من السجون والمعتقلات؛ لكي يتم تشويه الثورة السلمية.
إن الأدهى والأمر في هذه الحرب الأهلية أن الشعب السوري هو الضحية الحقيقية نتيجة هذا الصراع، ومع استمرارها وتمددها تزداد معاناة المواطنين، من جرائم تنظيم "داعش" ومن نظام الأسد وشبيحته، الذي ترمي طائراته البراميل المتفجرة على الضحايا، وتقصف مناطقهم التي تحاصرها بالقنابل والصواريخ وبالأسلحة الجرثومية. فهل هناك فرق كبير بين هتلر والأسد وداعش؟ أم إنهم مجموعة صور لعملة واحدة؟!