الرئيسة \  تقارير  \  التايمز: ما الدول التي تعدّ أكبر مصدر للتلوث في العالم؟

التايمز: ما الدول التي تعدّ أكبر مصدر للتلوث في العالم؟

01.11.2021
الجزيرة


الجزيرة
الاحد 31/10/2021
تعلّق الأمم المتحدة آمالا كبيرة على قمة المناخ المرتقبة في غلاسكو، إذ تقول إنها فرصة لإنقاذ البشرية من نفسها، وإطلاق سباق لوقف تغير المناخ قبل فوات الأوان.
لكن الدورة الـ26 لقمة المناخ المعروفة اختصارا بـ"كوب 26 (COP26) والتي ستعقد مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، تواجه العديد من التحديات، لعل أبرزها سياسات الدول التي تعتبر أكبر مصدر للتلوث البيئي في العالم، وفق صحيفة "تايمز" (The Times) البريطانية.
وتقول الصحيفة في تقرير مطول نشرته تحت عنوان "ما الدول التي تعتبر أكبر مصدر للتلوث في العالم؟"، إن التحديات الأكبر التي تواجه القمة ستكون من الدول التالية التي لديها أعلى مستويات انبعاثات الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري وتغير المناخ:
الولايات المتحدة
يشير تقرير التايمز إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيشارك في قمة المناخ، مصمم على التوصل إلى "صفقة جديدة" تغير منهج التعامل مع تغير المناخ في الولايات المتحدة، لكن قدرته على تمرير خططه الطموحة في الكونغرس المنقسم بمرارة تبقى موضع شك.
وفي هذا الإطار وضع بايدن خططا لخلق "أكثر من 10 ملايين وظيفة برواتب جيدة"، ومن المتوقع أن يعلن عن حزمة من الإجراءات المتعلقة بمحاربة تغير المناخ تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار في قمة غلاسكو.
لكن المشكلة هي أن الديمقراطيين في عهد بايدن لا يتمتعون بأغلبية هائلة تضمن تمرير تلك السياسات، بحسب التايمز.
ويرى تقرير الصحيفة أنه حتى وإن تمكنت إدارة بايدن من تمرير معظم خططها تلك بشأن حماية المناخ، فقد تحمل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة عام 2024 رئيسا لا يؤمن بأهمية المناخ، إذ من المحتمل أن يعود دونالد ترامب الذي يمكنه إلغاء العديد من تلك الخطط والإنجازات.
وتعد الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الكربون المسؤولة عن تغير المناخ بعد الصين التي تحتل المرتبة الأولى، وفق الصحيفة.
الصين
تشير التايمز إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي لن يشارك في قمة غلاسكو، أصدر أمرا بالانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقد عكست سلسلة انقطاعات الكهرباء خلال الأسابيع الأخيرة التي أمرت بها الحكومة مع النقص في ​​إمدادات الفحم الحجري بالصين، حجم اعتماد البلد عليه مصدرا رئيسيا للطاقة.
ويمثل استخدام الفحم مصدرا للطاقة نسبة 56.8% من إجمالي استخدام الطاقة في الصين. ورغم تراجع نسبة استخدام الفحم، فإن حجم استهلاكه الهائل ما زال عاليا، مما يعني مزيدا من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
وقالت التايمز إن بكين عمدت خلال العام الجاري إلى تخفيف القيود التي كانت تفرضها على استخراج الفحم، وسمحت للمناجم بزيادة طاقتها الإنتاجية لسد النقص الذي تشهده البلاد في مجال الطاقة بسبب اتساع الفجوة بين العرض والطلب.
وقد أصدرت بكين تقريرا عن جهودها بشأن تغير المناخ هذا الأسبوع، مشيرة إلى أنها تمكنت من خفض كثافة استخدام الكربون بنسبة 48.4% في عام 2020 مقارنة بعام 2005. وقالت إنها ستخفض كثافة استخدام الكربون بشكل أكبر بحلول عام 2025.
ولكن تلك الأهداف والنسب لا تكفي للوصول إلى الهدف الذي حددته اتفاقية باريس، وهو الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بـ2 درجة مئوية أو أكثر  لتجنب التأثيرات السيئة لتغير المناخ، بحسب الصحيفة.
السعودية
ويوضح تقرير التايمز أن المملكة العربية السعودية وضعت خططا كبرى في مجالات متعددة منها تنمية المجتمع والاقتصاد وتعزيز البيئة، بما في ذلك تغير المناخ.
ومع ذلك فإن اقتصادها يعتمد على ضخ الوقود الأحفوري من الأرض وتصديره للعالم، ولا يبدو أن ذلك سيتغير على نحو يذكر في المستقبل القريب.
وتشير الصحيفة إلى أن المخاوف من انخفاض عائدات النفط، التي تشكل جزءا كبيرا من ميزانية المملكة، والمعارضة الشعبية لخفض دعم الوقود، تعتبر من المعوقات للتغيير في هذا المجال.
وقال رئيس برنامج المناخ والمياه في معهد الشرق الأوسط محمد محمود "هناك الكثير من الجهود والمبادرات في مجلس التعاون الخليجي، والإعلانات تحدث فرقا. لكن قول ذلك أسهل من تطبيقه".
الهند
أبرز تقرير التايمز أن الهند تعتبر ثاني أكبر مستورد للفحم في العالم بعد الصين، ويقدر اعتمادها على الوقود بنسبة 70% من احتياجاتها من الطاقة.
ومع ذلك فإن هذه النسبة لا يعني أن الهند لا تسير في طريق تحقيق هدفها بشأن المناخ المتمثل في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 33% و35% بحلول عام 2030.
وبحسب مركز العلوم والبيئة في نيودلهي، فقد تمكنت الهند من خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة في البلاد بنسبة 24% في عام 2016، ومن المرجح أن تحقق الهدف الذي رسمته للعام 2030 "بشكل مريح للغاية".
روسيا
تقول الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعد بلاده رابع أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، سبق أن صرح بأن تغير المناخ ناجم عن عوامل طبيعية خارجة عن سيطرة البشر مثل البراكين.
لكن وجهة نظر الرئيس الروسي تغيرت فيما بعد على وقع حرائق الغابات المدمرة والفيضانات التي شهدتها بلاده مؤخرا والتي ألقى المسؤولون باللوم فيها على تغير المناخ.
وقد أعلن بوتين هذا الشهر أن بلاده تسعى إلى أن تصبح خالية من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060، الأمر الذي يعد تحولا مهما في طريقة تفكير الكرملين.
وأشار تقرير التايمز إلى أن بوتين، الذي تعد بلاده ضمن أكبر منتجي النفط والغاز في العالم وتشكل صادراتها من الوقود الأحفوري 35% من ميزانيتها، لن يشارك في قمة غلاسكو للمناخ.
البرازيل
أوضحت الصحيفة أن غابات الأمازون التي تعد رئة العالم تختفي بمعدل ينذر بالخطر، حيث يدعم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو قطع الأشجار بدلا من الحفاظ على الجزء الموجود في بلاده الذي يقدر بنحو خُمس ما تبقى من الغابات الاستوائية الأساسية للعالم.
ومنذ تولي بولسونارو منصبه في عام 2018، والكلام للصحيفة، ارتفع معدل إزالة الغابات إلى أعلى مستوى له خلال عقد من الزمن، حيث قطعت أشجار نحو 20 ألف كيلومتر مربع من الغابة المطيرة، وهو ما يعادل مساحة ويلز بالمملكة المتحدة، خلال أول عامين من تولي بولسينارو الرئاسة.
وأشارت التايمز إلى أن غابات الأمازون تمتص سنويا مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون، وهناك خشية من أن يؤدي قطع المزيد من تلك الغابات إلى "نقطة تحول" من شأنها تغيير مناخها وإطلاق عملية تدمير طبيعية سريعة لغابات الأمازون لا يمكن إيقافها.
المصدر : تايمز