الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التحالف الدولي

التحالف الدولي

15.09.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 14-9-2014
يبدو أن الولايات المتحدة في مساعيها وتحركاتها التي تقودها حاليا لتشكيل تحالف دولي او حشد دولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف بـ"داعش" والذي يتمدد الان في العراق وسوريا، تكرر الاخطاء نفسها التي ارتكبتها في حالات مماثلة من قبل.
ومع التحفظات التي أبدتها عدد من الدول، بحسب مواقفها وزاوية نظرتها الى العملية وانعكاساتها، وغموض الاهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها في المنطقة، لا يزال التردد "سيد الموقف" بالنظر الى السياسة التي اتبعتها امريكا في حشد الدول خلفها، وهي سياسة تحيط بها الكثير الكثير من الشكوك، نظرا لانه لم يتم اعتمادها نتيجة للتشاور وتبادل الآراء مع الحلفاء في المنطقة.
لقد كان بالامكان، ومنذ وقت طويل، تلافي الكثير مما يحدث اليوم من مخاطر جمة في المنطقة، ولجم التطرف الذي نشأ وترعرع في كنف الازمة السورية، لو أن واشنطن والدول الغربية استمعت في وقت مبكر للنصائح التي اسديت اليها من دول المنطقة فيما يتصل بالتحلي بالمسؤولية الاخلاقية المطلوبة للتعامل مع القضية السورية.
لم يكن ظهور تنظيم "داعش" وانتشاره سوى نتيجة طبيعية لاستراتيجية النظام السوري في التعامل مع ثورة الشعب وتطلعاته نحو الحرية والكرامة، بل انه يمكن القول كذلك ان التنظيم نفسه هو وليد شرعي لتخاذل المجتمع الدولي والانتهازية السياسية التي تعامل بها الغرب ازاء الازمة السورية ، وصمته المريب عن المجازر وعمليات الابادة التي ظل يرتكبها نظام بشار الاسد ضد شعبه الى حد استخدام السلاح الكيماوي والصواريخ البالستية وبراميل الموت التي ظلت الطائرات الحربية تلقيها على السكان في كل مكان.
لقد ظلت الدول العربية وفي مقدمتها دولة قطر من خلال رئاستها للجنة المعنية بسوريا في الجامعة العربية تدعو الى حماية الشعب السوري من القمع الذي يتعرض له وتحذر من تداعيات الازمة دون ان تجد آذانا صاغية من المجتمع الدولي.
ان الدعوة الامريكية الحالية لقيام تحالف دولي ضد تنظيم الدولة تحتاج الى اجراء المزيد من التشاور مع الدول العربية حول تفاصيلها واهدافها المرجوة، حتى لا يصبح المشاركون فيها مجرد أدوات تستخدم لأغراض لا تصب في مصلحة المنطقة وشعوبها.