الرئيسة \  ملفات المركز  \  التحضير لدولة كردية - مقالات وتحليلات 3-8-2013

التحضير لدولة كردية - مقالات وتحليلات 3-8-2013

04.08.2013
Admin


عناوين الملف
1. دولة الأكراد تسبق دولة العلويين؟
2. البارزاني يعقد مؤتمرا قوميا للأكراد ويعلن الدولة المستقلة في أيلول المقبل - الفرات اليوم
3. إيجاد جبهة موحدة وتحصينها هدف المرحلة المقبلة...أربيل تسعى إلى لم شمل الأكراد
4. هل يفتتح الأكراد مشروع التقسيم السوري؟!
5. التايمز: اكراد سوريا يستغلون الأزمة لإقامة حكم ذاتي
6. أربيل تعاود إطلاق حلم 'دولة الأمة الكردية'
7. الأكراد يحاولون فرض سيطرتهم على شمال سورية تمهيداً لإعلانه دولة مستقلة
8. أين الكرد من مؤتمرات الحوار حول سوريا؟: جنيف 2 أنموذجاً
9. «الكيان الكردي» المتوقع في شمال سوريا يثير مخاوف الصدام الداخلي..مقاتلو «بي واي دي» يسعون إلى السيطرة على منافذ حدودية مع العراق وتركيا
10. معارضون أكراد يلتقون مسؤولين بالخارجية البريطانية للمطالبة بموقف ضد هجمات الجماعات الأصولية على مناطقهم’
11. هل تقسيم سوريا ممكن؟
12. النهوض الكردي والدولة - الطائفة
13. حجاب يدعم إنشاء دولة كردية في سوريا...والجيش الحر يهاجم مقرات عسكرية في حلب
 
 
دولة الأكراد تسبق دولة العلويين؟
الخميس 16 رمضان 1434هـ - 25 يوليو 2013م
راجح الخوري
تنطوي السيناريوات الخمسة التي وضعها رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي امام الكونغرس بهدف التدخل في سوريا على محاذير وموانع ربما ستؤدي الى استمرار التردد الذي غلب على سياسة باراك اوباما حيال الازمة المتفاقمة، التي باتت تهدد باشعال حريق مذهبي كبير يطاول كل دول الاقليم.
واذا صح ما نشرته صحيفة "الغارديان" عن ان شخصية ديبلوماسية معروفة قامت بتكليف من بشار الاسد بالاتصال بافيغدور ليبرمان، وطلبت منه الا تقف اسرائيل ضد الاتجاه الى تشكيل دولة علوية اذا اقتضى هذا الامر، بما سيضطر النظام الى ترحيل مجموعات من النازحين الى مرتفعات الجولان، فان ذلك يعني امرين:
اولاً ان التدخل الاميركي لدعم المعارضة لن يحصل واذا حصل لن يكون فعالاً. وثانياً ان اسرائيل التي تحلم بشرق اوسط مقسّم ومتصارع على اسس مذهبية وطائفية ستضغط لمنع التدخل الاميركي، وستشجع عملياً على قيام الدولة العلوية التي يبدو ان الدولة الكردية في الشمال تسبقها، وخصوصاً بعدما انكب "الحزب الديموقراطي الكردي" على كتابة دستور للدولة الجديدة "باعتبار ان الازمة في سوريا لن تنتهي قريباً ولهذا نحتاج الى تشكيل ادارة ذاتية داخل مجتمعنا في غرب كردستان " كما يقول صالح مسلم امين عام الحزب!
ما يثير الدهشة والألم هو كيف يتم سحق الانسان والحياة في حومة الصراع عندنا، وكيف يتم الحرص حتى على رفات القتلى وعلى المفقودين عند العدو الاسرائيلي. ذلك ان "الغارديان" تنقل عن مصدر عرف تفاصيل الاتصال السوري مع ليبرمان، ان هذا الاخير لم يرفض فكرة الدولة العلوية لكنه اشترط الحصول على معلومات عن مكان وجود رون آراد وعن ثلاثة جنود اسرائيليين اسروا في قرية السلطان يعقوب قبل 31 عاماً وعن رفات ايلي كوهين الجاسوس الذي اعدم في دمشق!
لست ادري اذا كانت الدولة الكردية ستسبق الدولة العلوية، ففي حين بدأت كتابة دستور للدولة الكردية، بدأ النظام انشاء مطارجديد للدولة العلوية في طرطوس بالقرب من القاعدة الروسية، لكن الوجه الآخر للصورة يبدو مكملاً للكارثة، فسوريا قد لا تتجه الى التمزق بين العلويين والاكراد فحسب، بل ان الصراع قد يطول بين "الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة" التي تشكلت نواتها بعدما اطلق آصف شوكت عشية مصرعه 46 قيادياً من "القاعدة" واكثر من ألفي جهادي كانوا في السجون السورية، بهدف تشويه صورة الثورة ووصمها بالارهاب وقد نجح هذا الامر!
الى جانب سيناريوات ديمبسي واقتراحات " السي اي اي"، هناك نصيحة من هنري كيسنجر قالها في اطار ندوة في جامعة ميتشيغان ووصلت مدوّية الى البيت الابيض وهي: الحل الوحيد تقسيم سوريا!
*نقلاً عن "النهار" اللبنانية
====================
البارزاني يعقد مؤتمرا قوميا للأكراد ويعلن الدولة المستقلة في أيلول المقبل - الفرات اليوم
الكاتب : العراق للجميع - 03:03:44 2013-07-23
الفرات اليوم- كتب المحرر السياسي
بدأت في أربيل أمس الخطوات الأولى على طريق " توحيد لشم الشمملالكرديا عقائديا"، حيث ترأس مسعود البارزاني اجتماعا" تاريخيا و مصيريا" لقيادات كردية في سوريا وتركيا وإيران، اضافة الى العراق، ما يضعه المراقبون في مصاف " الاعلان غير المباشر" عن اقامة الدولة الكردية الكبرى، بالاستفادة من تراخي هيمنة الحكومات المركزية على صناعة القرار الاقليمي.
وتمثل الأجتماعات التي تستضيفها أربيل بمشاركة   39 حزبًا وحركة سياسية واجتماعية تمثل أكراد هذه الدول للاعداد لمؤتمر قومي للأكراد في ايلول المقبل ، لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع الدولة الكردية المستقلة، بمساندة دولية وغياب الرفض الأقليمي، ما يضع العراق على طريق التقسيم القومي من ناحية ويؤسس لمشاكل سياسية وأمنية وأقتصادية سيكون النفط ومضة الكبرت فيها، حسب قول مختصين، مشيرين الى أن الحديث عن " شعب كردستان"، يعني اعطاء الضوء الأخضر لاعلان الدولة على الأرض لاحقا.
ويقول مراقبون لتطورات المشهد الكردي في الفترة الأخيرة، ان خروج الأمور عن سيطرة الحزب الواحد في المنطقة، وتنوع جبهات القتال الداخلي فيها، اضافة الى "اندثار" المشروع الوطني بين تراكم التناحرات السياسية بكل توصيفاتها الطائفية و العرقية، أعطى الأكراد " متنفسا اضافيا " عزز من رغبتهم في توظيف المناخات الجيدة لتحقيق حلم طال أمده، حسب تعبير المراقبين، الذين لا يخفون قناعتهم بامكانية جمع الفرقاء على " طاولة حوار لجس النبض، لكن سيكون من الصعب التفاهم على توزيع مراكز النفوذ، وخاصة القرار الرئاسي".
وتكشف " الفرات اليوم" عن التزام  البارزاني بتقديم كل اشكال الدعم المادي و المعنوي من أجل تمرير مشروع تقرير المصير، واعتبار الخلافات السياسية أمرا ثانويا بالنسبة لتحقيق حلم الدولة، بحيث يكون التوجه من أيلول المقبل صوب " توحيد وجهات النظرقوميا"، على أن يتكفل البارزاني  بتوفير الدعم اللوجستي بالاستفادة من نهضة أقتصادية في أربيل و ميزانية كبيرة داخل رحم الدولة العراقية، اضافة الى تحالفات محورية مع قوى مؤثرة في صناعة القرار الاقليمي، لذلك تحدث البارزاني بلغة قائد الدولة الجديدة بقوله" نحن لا نود أن نعادي أي شعب أو دولة جارة أو دول المنطقة، بل نريد أن ننهي العداوة إلى الأبد ونتوصل إلى اتفاق كامل وحل سلمي وعادل للقضية الكردية، فنحن نعيش عصراً مغايرا، حيث لا يستطيع أحد أن يواجه الاكراد بقوة السلاح أو الإلغاء وأن دول وقوى المنطقة أكثر الناس إدراكًا لهذه الحقيقة".
وتأتي هذه الخطوة لتعزيز دور بارزاني وتطلعاته لإعلان دولة كردستان الكبرى خاصة وأنه طالما نادى بحق تقرير المصير للاكراد، حيث  لعب دوراً فاعلاً في توحيد أو تقارب القوى الكردية في سوريا ، مثلما دافع عن حقوق أشقائه في تركيا، بينما تحتضن كردستان منظمة بيجاك الكردية المعارضة لطهران، ما يعني توفير أرضية الأنفاصل و تجديد التطلعات الكردية في انشاء دولة كرستان الكبرى وتحقيق حلم والده الزعيم الكردي الراحل الملا مصطفى البارزاني الذي كان احد عرابي تأسيس جمهورية مهاباد الكردية عام 1945.
====================
إيجاد جبهة موحدة وتحصينها هدف المرحلة المقبلة
أربيل تسعى إلى لم شمل الأكراد
المصدر: بغداد- عراق أحمد
التاريخ: 28 يوليو 2013
تستعد مدينة أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان العراق، لاستضافة مؤتمر قومي كردي بمشاركة جميع الأحزاب الكردية السورية والعراقية والإيرانية والتركية، يهدف إلى الدعوة لحل القضية الكردية «بشكل عادل».
لكن الاجتماع يجري في وقت تشهد المنطقة تطورات خطيرة في سوريا والعراق وعلى الحدود التركية، ما يؤكد أن الأكراد يريدون تحصين أنفسهم والاتفاق على مشتركات مرحلية.
وبدأت الاستعدادات في أربيل بعدما وجه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني باسمه وباسم الرئيس العراقي جلال طالباني السبت الماضي رسالة إلى جميع الأطراف السياسية الكردية في المنطقة لحضور مؤتمر تحضيري بعد اجتماع عقد في أربيل، ضم ممثلي 39 حزباً كردياً، من أجزاء كردستان الأربعة، في العراق وسوريا وإيران وتركيا، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر القومي الكردي في الفترة المقبلة في أربيل.
العمل السلمي
وما يلفت نظر المراقبين في هذا الاجتماع التحضيري، هو الدفع باتجاه العمل السلمي، وأن بارزاني تحدث باسم زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي يعد رمز «الكفاح المسلح الكردي»، إضافة إلى كونه الصوت الأعلى المنادي بتشكيل «الدولة الكردية الواحدة»، ما يعني أن هذا التوجه «القومي اليساري» غيّر موقفه واستراتيجيته في مرحلة تطورات إقليمية ودولية فرضت ذلك.
ويقول كثير من السياسيين إن رئيس إقليم كردستان بأنه يسعى إلى ترؤس دولة كردستان الكبرى، إلا أن مساعيه وتوسطه لتغيير حزب العمال الكردستاني نهجه تؤشر عكس ذلك، إذ لا يمكن أن يتوسط مع تركيا لانسلاخ الأناضول عنها، كما أن النهج القومي الكردي يختلف من دولة إلى أخرى، ومن حزب إلى آخر، ولا يوجد انسجام في الهدف والتكتيك في كل الدول التي تضم أكراداً، ومنها العراق.
حلم الدولة
ويقول القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني فؤاد معصوم لـ «البيان» إن «حلم الدولة الكردية الكبرى هو حلم كل الأكراد، وهذا حق طبيعي ومشروع، فلا أحد يستطيع أن يمنع أحداً من أن يحلم، أما هل يتحقق الحلم أم لا؟ وكيف؟، فذلك شيء آخر».
ويضيف: «كل العرب يحلمون بالدولة العربية الكبرى، ولكن ذلك على أرض الواقع غير ممكن، على الأقل في المدى المنظور، ونفس الأمر ينطبق على الأكراد وأمم كثيرة أخرى».
ويؤكد معصوم أن عدم تحقق الحلم «لم يمنع من تشكيل تنظيمات قومية عربية أو كردية تسعى إلى أهداف مشتركة تمنحها القوة والتقارب الضروري لديمومتها من أجل تحقيق برامج مرحلية، وإن اختلفت في الكثير من الأمور الأخرى».
وفي السياق، يقول الرئيس السابق لبرلمان إقليم كردستان عدنان المفتي، إن «المجتمعين في أربيل، توصلوا إلى تشكيل لجنة تحضيرية لممثلي الأجزاء المختلفة من كردستان، تقوم بتهيئة الأوراق والمستلزمات الضرورية وتحديد عدد الأعضاء الذين سيحضرون المؤتمر المقبل، حيث تم الاتفاق مبدئياً على عقد المؤتمر في غضون شهر من الآن، وربما بعد الانتخابات التشريعية في الإقليم».
ويؤكد المفتي أن «المجتمعين شددوا على أن رسالتهم في هذا المؤتمر هي رسالة سلام لجميع دول المنطقة، وأن الشعب الكردي الذي حرم من حق تقرير مصيره بعد الحرب العالمية الأولى، يتطلع الآن إلى الحرية، ويريد من العالم مساعدته».
موقف أنقرة
ويقول الأكاديمي سمير صالحة إن «أنقرة سوف لا تعارض عقد مؤتمر تشارك فيه جميع الأطراف الكردية، شريطة ألا يكون هناك تجاوز على أمنها القومي، وألا تنفذ ما أسماها مشاريع ذات بعد إقليمي».
 لكنه أفاد بأن «إيران لا تحبذ ذلك، على الرغم من وجود اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة والمسلحين الأكراد، وتعتبر مثل هذه الاتفاقات تحفيزاً للقوميات الأخرى في البلاد لاتخاذ مواقف مشابهة، لا سيما أن الموقف الأميركي من أكراد إيران، يختلف عنه من أكراد تركيا، وكذلك نظرائهم في سوريا».
مخاوف إيرانية
ويوضح مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن علي رضا نوري زادة، أن «لطهران مخاوف حقيقية من مشاركة أكراد إيران في المؤتمر القومي الكردي، بسبب اعتراف تركيا بالثقافة واللغة الكردية، وبروز كيان كردي شبه مستقل في سوريا بعد سيطرتهم على مناطق واسعة يريدون تحويلها إلى إقليم شبيه بإقليم كردستان في العراق».
====================
هل يفتتح الأكراد مشروع التقسيم السوري؟!
كتبه  المستقبل - العراق نشر في كتابات الثلاثاء, 30 تموز/يوليو 2013 15:20
هشام منوّر/ كاتب وباحث
أربع دول وخمس حكومات، إذا ما استثنينا الحديث عن جبل العرب وسهل حوران وما قد تؤول إليه الأمور، هو تعداد مبدئي لما هو متوقع قيامه من دول وحكومات في سوريا، فمن دولة للأكراد وأخرى لدولة العراق والشام الإسلامية، ودولة للعلويين في الساحل السوري، وأخرى لمناطق سيطرة ائتلاف المعارضة السورية، فضلاً عن الحكومة القائمة في دمشق... (حتى الآن) لا يبدو المستقبل مرشحًا للتفاؤل أو يشي بأن ما خرج السوريون يطالبون به.. قد وجد ضالته في مآلاته السياسية.
 ستتقاذف الأطراف الضالعة في الأزمة السورية المسؤولية عما ستؤول إليه الأمور في سوريا من دون ريب، في محاولة لاستباق الأحداث التي بات الجميع يراقب تحولاتها وتداعياتها على سوريا، بعد أن باتت نذر التقسيم تطرق أجراس إنذار اللاعودة.  مع استعداد الأكراد لإعلان إدارتهم الذاتية لإقليم غرب كردستان في الشمال السوري، كما يطلقون عليه، بحكومة موقتة تهيئ لانتخابات ديمقراطية بحسب دستور مؤقت، تضحي الدولة الكردية على قاب قوسين أو أدنى.  أما تركيا الرسمية والشعبية، فتعيش حالة من التأهب بسبب تواتر المعلومات عن احتمال إعلان دولة كردية أو حكومة لأكراد الشمال السوري، تكون نواة تأسيسية لكيان كردي مستقل، مشابه للكيان الكردي في العراق. القيادة التركية رفعت حال التأهب على حدودها مع سوريا، خصوصًا في المناطق المحاذية للمنطقة ذات الكثافة الكردية، والتي تشهد منذ أيام مواجهات بين التنظيمات الكردية والكتائب الإسلامية، وبالذات دولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة، وعزز الجيش التركي وحداته في المنطقة، مؤكدًا أن الأوامر صدرت للمقاتلات التركية باستهداف أي تحرك مشبوه عند الحدود، بعد اجتماع استثنائي عقد بين رئيس الجمهورية عبد الله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش الجنرال نجدت أوزل.  والأنباء الواردة من شمال سوريا تتواتر وتؤكد عزم الأكراد هناك تشكيل حكومة مستقلة لإدارة مناطق وجودهم، ونقلت وسائل الإعلام عن صالح مسلم، أمين عام حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، قوله: “نرى أن الازمة في سوريا لن تنتهي قريبًا، ولهذا نحتاج داخل مجتمعنا في غرب كردستان لتشكيل إدارة ذاتية ديمقراطية”. وعبارة غرب كردستان تشير في العادة إلى المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، لا سيما محافظة الحسكة وبعض مناطق حلب.  “مسلم”، ورغم قربه من النظام السوري، لم ينف أن مشروع إقامة إدارة ذاتية هو مشروع حزبه منذ العام 2007، مدعيًا أن الهدف من هذا المشروع هو تأمين احتياجات الناس، وأن الحكومة المشكلة في غرب كردستان ستكون مؤقتة، أو شكلاً موقتًا للإدارة، وبمجرد حصول اتفاق شامل ضمن سوريا مستقبلًا، عندها يمكن أن نضع حدًا لهذه الإدارة. أما شيرزاد الايزدي، المتحدث باسم مجلس الشعب لغرب كردستان، فقد أكد التوجه إلى تشكيل هذه الحكومة المؤقتة، قائلًا إن هذه الإدارة ستتخذ الإجراءات لتنظيم انتخابات في المناطق الكردية، وأن التجربة ستكون مشابهة لتجربة إقليم كردستان العراق، في بعض أوجهها.  تجرية المجالس المحلية التي تتولى إدارة المناطق الكردية في شمال سوريا، تشابه إلى حد بعيد تجربة المجالس المحلية في المناطق المحررة من سورية والخاضغة لسيطرة كتائب الثوار منذ انسحاب قوات النظام السوري منها، منتصف العام 2012م. احزاب وتيارات كردية عدة تحاول الانضمام إلى الحكومة المعتزم تشكيلها، حتى من قبل تيارات كردية منضوية في الائتلاف المعارض، وحتى الآن رشح عن هذه الأحزاب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي)، وحزب يكيتي الكردي، وحزب اليسار الكردي، وممثل عن عشيرة طي في المنطقة، واحد شيوخها، وستشكل ما تسمى وحدات حماية الشعب الكردي العنصر العسكري والأمني لدولة إقليم غرب كردستان. حدود سيطرة الحكومة المزمع إعلانها ستمتد من المالكية شرقًا إلى أجزاء من حلب غربًا، وتشمل القامشلي وريفها وصولًا إلى الحسكة المدينة، مع ترجيح أن تكون القامشلي هي العاصمة، ونتيجة ذلك، فإن المنافذ الحدودية التي ستسعى وحدات حماية الشعب الكردي للسيطرة عليها ستكون بالدرجة الأولى رأس العين، بالإضافة إلى منفذ سيملكا مع العراق، وهو منفذ مائي غير رسمي فوق نهر دجلة، وهو الوحيد مع العراق من جهة الحسكة، وكذلك منفذ نصيب مع تركيا في القامشلي، ويوجد منفذ غير رسمي في رأس العين وهو مغلق منذ أكثر من شهرين بسبب المعارك، وكذلك منفذ تل أبيض. هذه المعلومات التي باتت متداولة ويدعمها الاشتباك الحاصل مع دولة العراق والشام الإسلامية واعتقال زعيمها في مدينة تل أبيض الحدودية بعد اشتباكات مع الكتائب الكردية، تتساوق مع معلومات مسربة عن اعتزام دولة العراق والشام الإسلامية إعلان دولتها الخاصة في كل من حلب والرقة ودير الزور وأجزاء من الجزيرة السورية بعد انتهاء فترة رمضان والعيد، ما يعني قرب قيام دولتين إحداهما إسلامية والأخرى كردية ونشوب صراع عسكري مسلح بين الأكراد والإسلاميين، بعد أن كان الصراع سنيًا شيعيًا بعد تطور الأحداث الأخيرة في مدينة القصير.
====================
التايمز: اكراد سوريا يستغلون الأزمة لإقامة حكم ذاتي
02/08/2013 15:32:00
الأضواءنت-عربية ودولية:  ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن أكراد سوريا يسعون إلى استغلال الفوضى الناجمة عن الصراع الذي تشهده البلاد من أجل الحصول على الحكم الذاتي ولكنهم عاجزون حتى الآن عن حسم اصطفافهم إلى جانب أي من المعسكريين لتحقيق مساعيهم سواء كان نظام الرئيس السوري بشار الاسد أوالمعارضة التي تسعى للاطاحة به.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - "إن الأكراد استغلوا الحرب الدائرة في البلاد وغيروا أسماء الشوارع من العربية إلى الكردية وبتعليم اللغة الكردية في المدارس، كما تقوم الميليشيات الكردية برفع علمها في نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية.
وأضافت الصحيفة، أن الأقلية الكردية الموجودة في شمال شرق البلاد استفادت من الفراغ الأمني بسبب الحرب الأهلية للضغط، والحصول على حكم ذاتي وقفت حكومة الرئيس بشار الأسد ضده لفترات طويلة.
وأشارت، إلى أن كفاح أكراد سوريا من أجل الحكم الذاتي هو أحدث صراع في الحلم الكردي لبناء الدولة الكردية في كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران، بعد عقود من الاضطهاد ، فالأكراد يحاولون الآن الاستفادة من الفوضى السائدة في دول الشرق الأوسط لتحقيق طموحهم في الوصول إلى الحكم الذاتي الديمقراطي.
وأوضحت، أن تمكن الاكراد في الآونة الأخيرة، من تثبيت أقدامهم في سوريا، آثار ضدهم موجات من الصدام حيث اتهمتهم المعارضة بالتواطؤ مع الأسد، كما اتهمهم المقاتلون المرتبطون بالقاعدة، الذين يرون في السيطرة الكردية تحديا لخطتهم لإقامة دولة إسلامية بالعمل ضدهم.
====================
أربيل تعاود إطلاق حلم 'دولة الأمة الكردية'
ميدل ايست أونلاين
اربيل (العراق) - تستعد مدينة اربيل كبرى مدن اقليم كردستان العراق لاستضافة مؤتمر قومي كردي بمشاركة جميع الاحزاب الكردية العراقية والايرانية والسورية والتركية يهدف الى الدعوة لحل القضية الكردية "بشكل عادل".
وبدأت الاستعدادات في أربيل بعدما وجه مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان باسمه وباسم الرئيس العراقي جلال طالباني السبت رسالة الى جميع الاطراف السياسية الكردية في المنطقة لحضور مؤتمر تحضيري.
وقد انعقد المؤتمر التحضيري الاثنين بمشاركة 39 حزبا كرديا وشكلت خلاله لجنة تحضيرية مكونة من 21 شخصا لإجراء الاستعدادات لعقد المؤتمر القومي، بحسب ما قال عدنان المفتي القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني.
وقال المفتي ان المؤتمر العام "سيعقد في غضون شهر من الان".
وتابع إن "المؤتمر يهدف الى ايصال رسالة الى الدول الاقليمية التي يعيش فيها الاكراد بانهم عامل استقرار وسلام للمنطقة وانهم يعززون من ديموقراطيتها".
وأكد مسعود بارزاني خلال اجتماع الاثنين ان "المؤتمر القومي الكردي واحد من اهم أهداف كافة القوى والأطراف السياسية الكردستانية التي أمضينا معها وقتا طويلا للتباحث بشأنه".
وأضاف ان "نريد اتفاقا كاملا وحلا سلميا وعادلا للقضية الكردية، لأننا نعتقد بان الأمة الكردية وثروات وموارد كردستان باستطاعتها المساهمة بشكل كبير في تطور المنطقة ورفع المستوى المعيشي للشعوب".
وتعني كردستان أرض الكرد، وهي المنطقة التي يقول الأكراد إنها تتضمن أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا.
ويتواجد الأكراد - إضافة إلى هذه المناطق- بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان.وتم تقسيم إقليم كردستان إلی أربع دول قسرا في اتفاقية "لوزان" المبرمة بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولی.
وقال بارزاني "هدفنا الرئيسي من عقد المؤتمر هو ان تتوصل كافة الأطراف السياسية الكردستانية إلى خطاب واستراتيجية مشتركة مبنية على أساس إيصال رسالة (...) للشعوب العربية والتركية والفارسية بأن الأكراد يريدون تعايشا على اساس السلم والمساواة".
ويقول محللون إن الزعيم الكردي أراد الإشارة من خلال تصريحه هذا إلى أن الموقف الكردي سوف يتطور في المستقبل نحو فرض مطالب مؤلمة على دول المنطقة تؤكد أن الحلم بكردستان موحدة لم يمت وأن الظروف الموضوعية التي تمر بها دول المنطقة والضغوط الداخلية التي باتت تواجهها تجعل من إعادة إحيائه موضوعية جدا.
ويقول مراقبون إن اربيل التي اصبحت تتمتع بصفة الدول داخل الدولة العراقية، تريد أن تؤكد أن مؤشرات "استقلالها" عن بغداد باتت أمرا واقعا يصعب إعادته إلى الوراء بل لعله قد يتقدم أكثر نحو الانفصال التام إذا ما توفرت الشروط الموضوعية لذلك. وربما تريد ان تفيد باقي الأقليات الكدية داخل دول المنطقة بتجربتها في المناورة للحصول على المكتسبات السياسية من السلطات المركزية وتدعيمها في ظل ترهل الدولتين العراقية والسورية وصعوبة استخدام الحل العسكري في الملف الكردي بالنسبة لإيران وتركيا وذلك لسباب موضوعية ودولية
ودخلت حكومة أربيل بقيادة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق في نزاعات سياسية ونفطية مع الحكومة المركزية في بغداد نجحت في ألا تخرج منها بالهزيمة عندما لا يمكنها أن تنتصر.
وتشرف اربيل على تصدير "نفطها" الواقع في نطاق الإقليم وترفض أن تمر هذه الصادرات عبر بغداد كما ترفض أن تسدد لها أيا من عائدات البترول وتحتفظ بكل المبالغ المالية لفائدتها.
وفي ما يعرف بقضية مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والاكراد نجحت اربيل في المحافظة على الأراضي التي افتكتها من العرب، مانعة إلى حد الآن التوصل إلى حل سياسي في المدينة متعددة الأعراق لا ينص على انها مدينة كردية. وهددت حتى باستعمال القوة العسكرية في مواجهة أي تدخل عسكري للحكومة المركزية في المدينة.
ويخوض مقاتلون اكراد معارك مع المقاتلين المتطرفين في تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة" في عدد من المدن في شمال سوريا.
واعلن مسؤولون اكراد في وقت سابق ان اكراد سوريا ينوون تشكيل ادارة ذاتية مؤقتة للمناطق التي يعيشون فيها في سوريا.
وتقدر بعض الإحصاءات عدد الأكراد موزعين على اربع دول بحوالي 55 مليون نسمة، اغلبهم يستوطنون تركيا وإيران وسوريا والعراق.
====================
الأكراد يحاولون فرض سيطرتهم على شمال سورية تمهيداً لإعلانه دولة مستقلة
بيروت - أ.ف.ب
    يسعى الأكراد من خلال المعارك التي يخوضونها ضد المقاتلين الجهاديين في شمال سوريا، الى تثبيت سلطتهم الذاتية على الارض والاقتصاد في المناطق التي يتواجدون فيها، في استنساخ لتجربة أقرانهم في العراق، بحسب ما يقول محللون.
وقضى 29 مقاتلا من الجهاديين والاكراد خلال يومين من المعارك في محافظة الحسكة في شمال سوريا، وادت الى طرد الاكراد للعناصر الاسلاميين المتشددين من مدينة رأس العين على الحدود التركية.
ويقول الخبير في الشؤون السورية والحركات الاسلامية توما بييريه ان "الاكراد يعملون وفق مصالحهم الخاصة، وفي هذه الحال يريدون إزالة العوائق من امام اقامة كيان شبيه بدولة في شمال سوريا"، مشيرا الى ان الجهاديين "يمثلون أحد هذه العوائق الاساسية".
ويضيف هذا الاستاذ في قسم الدراسات الاسلامية والشرق أوسطية في جامعة ادنبره "يستفيد الاكراد من اطار غير مرحب بالجهاديين، لا سيما العدائية المتزايدة حيالهم من قبل الجيش السوري الحر والسكان، اضافة الى القوى الدولية الكبرى".
وأتت المعارك بين الاكراد والجهاديين بعد ايام من اشتباكات بين الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة ويحظى بدعم من دول عربية وغربية، وبين عناصر جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطتين بتنظيم القاعدة في شمال غرب سوريا.
ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز "جاينز" المتخصص في شؤون الامن والارهاب، ان التوترات بين الاكراد والجهاديين تتزامن مع الذكرى الاولى لسيطرة اللجان الكردية المسلحة على تسع بلدات في شمال سوريا انسحبت منها قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
كما تأتي بعد شهر من اعلان "الحكم الذاتي" الكردي في "المناطق المحررة" في سورية.
وينتمي المقاتلون الاكراد الى لجان الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تعده تركيا منظمة ارهابية.
ويخوض الاكراد هذه المعارك في سعي لتثبيت السيطرة على المناطق القريبة من تركيا.
ويقول ليستر "ثمة اسباب تدفع الى الاعتقاد ان الاعلان عن الحكم الذاتي شكل ناقوس خطر بالنسبة الى الاسلاميين، لان هذه المنطقة باتت شديدة الاهمية، خصوصا بالنسبة للجهاديين الذين يمكنهم تحويلها الى ملاذ آمن لهم، والافادة من عائدات الحقول النفطية الموجودة فيها". من جهتهم، يبدي الاكراد حساسية مماثلة حيال الجهاديين. ويقول الكاتب والمحلل السياسي الكردي السوري فاروق حجي مصطفى، ان الاكراد "لا يريدون ان تسيطر القوى الاسلامية على المناطق الكردية".
ويضيف "ان تصريحات الاسلاميين عن انشاء دولة اسلامية في شمال سوريا اثارت مخاوف الاكراد، فلذلك اتخذ الاكراد استعداداتهم لمواجهة اي طارئ، ومنها حماية الآبار النفطية وعدم تركها لأي جهة غير الوطنية السورية".
ويمثل الاكراد نحو 15 بالمئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون شخص، ويتركز وجودهم في المناطق الشمالية من البلاد.
ويتبع أكراد سوريا استراتيجية مماثلة لاقرانهم في العراق، الذين استفادوا من الأزمات المتعاقبة لفرض حكم ذاتي كامل في وجه السلطة المركزية.
ويقول حجي مصطفى "في الحقيقة فإن الاكراد منذ سنتين استطاعوا حماية أنفسهم بالرغم من وجود الخلافات الفكرية او الايديولوجية بينهم. الا انهم يتركون الخلافات الثانوية ويتحدون لمواجهة المشاكل الرئيسية" التي تواجه مستقبلهم.
ورغم طرد الاكراد للمقاتلين الاسلاميين من رأس العين، الا ان بييريه يعتبر انه "من المبكر جدا القول ان الجهاديين هم في طور الخسارة".
ويضيف "لكن من الواضح انهم يواجهون ميليشيات كردية مسلحة بشكل جيد، كما ان أحدا لا يهرع لدعمهم، والجيش السوري الحر لن يأسف لرؤية الدولة الاسلامية تتلقى الضربات".
ويرى ليستر ان بدء معركة لطرد الجهاديين من كل المناطق التي يعتقد الاكراد انهم أولى بالسيطرة عليها، ستضع حزب الاتحاد الديموقراطي في وضع صعب، على رغم ان لجانه الشعبية "في وضع عسكري ولوجستي وتكتيكي أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عام، وذلك ربما بفضل مساعدة من حزب العمال الكردستاني".
ويرى الخبير السويدي في شؤون الشرق الاوسط آرون لوند ان هيئة الاركان في الجيش السوري الحر والمعارضة السورية دعتا "المجموعات المختلفة من المقاتلين المعارضين الى عدم الانشغال بمعارك ثانوية".
وكان بيان مشترك للهيئة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية امس الخميس ابدتا "استغرابهما" من "الاقتتال بين الاخوة"، محذرتين من " الوقوع في فخ التناحر" الذي يغذيه "النظام المجرم".
====================
أين الكرد من مؤتمرات الحوار حول سوريا؟: جنيف 2 أنموذجاً
إقصاء قوى المعارضة المدروس والممنهج للكرد من أي طاولة حوار تُدار لرسم مستقبل سوريا الجديدة دليل أنَّ إخوتنا في الوطن والنضال ضد ظلم الأسد وزبانيته لم يتصالحوا مع ذواتهم بعد.
بقلم: سلمان العيسى
كثرت الأقاويل في الآونة الأخيرة حول مؤتمر جنيف 2، وكبُرَ الرهان عليه من قبل تلك الدول التي أثبتت الأيام أنها عدوة للشعب السوري، بعد أن أمدت النظام في طغيانه وجبروته وتسلطه وذلك عبر سياسة المُهل وشماعة الحوار والحل السياسي.
ومنذ أن أُعلِنَ عن نية وإصرار المجتمع الدولي في عقد مؤتمر جنيف 2 (وذلك بعد أن فشل شقيقه التوأم جنيف 1) حتى كثرَ السؤال عن السيناريو الذي تخطط له الدول العظمى وتحضره للسوريين والمستقبل الذي تقوم هذه القوى برسمه لبلادهم في مرحلة ما بعد الأسد، خاصة في ظل تشتت المعارضة (المُفتعل) إلى حدٍ كبير، وما يجره هذا التشتت والانقسام من غياب التوازن والانسجام في جسم المعارضة السورية المُثخن بالعلل والأسقام، خاصة في ظل غياب التمثيل الحقيقي لكافة تلوينات المجتمع السوري العرقية، الإثنية، الفكرية والإيديولوجية وسواها.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في هذه الصورة الضبابية لكتلة المعارضة السورية، والتي من المُفترض أن تمثل تطلعات الشعب السوري المقهور في الحرية والانعتاق، هو التغييب المتعمد للكرد من هذا المؤتمر المفصلي والحساس (إن عقد طبعاً). تغييبٌ تعمل قوى معينة ومعروفة من داخل المعارضة السورية على تنفيذه إرضاءً لأجندات الدول الداعمة لها مستفيدة في تنفيذ هذا المخطط الإقصائي من عاملين جوهريين، ألا وهما:
أولاً). حالة التشتت المفضوحة التي تعيشها المعارضة الكردية بكافة مجالسها وتوجهاتها. هذا الضياع والتناطح الداخلي الذي ألقى بظلاله على تقييم المعارضة السورية والمجتمع الدولي للكرد وحقوقهم الوطنية المحقة بشكلٍ سلبي، الأمر الذي أدى إلى عدم وضوح الرؤية فيما يخص تمثيل الكرد في جنيف 2 من جهة، وإلى إفراغ القضية الكردية في سوريا من مشروعيتها من جهة أخرى.
ثانياً). تعمد المجتمع الدولي في إقصاء الكرد وإرجاء ملفهم وملف باقي الأقليات لحين الانتهاء من حكم الأسد والمرحلة الانتقالية (الحرجة) التي ستليها، وذلك بحجة أن إعادة إحياء سوريا جديدة يقع في سلم أولويات المنظومة الدولية، وأنَّ عملية إعادة الإحياء تلك تتطلب من الكرد وسواهم من إثنيات وأطياف المجتمع السوري تأجيل ملف الأقليات وحقوقهم في سوريا المستقبل لحين الوصول إلى حالة الاستقرار المزعومة.
إننا ككرد نقولها دائماً وأبداً منذ بدء الثورة أن الأسد وزمرته وداعميه.. سراً وعلانية لا مكان لهم في أي حوار مستقبلي، لكن يبدو أنَّ إخوتنا في الوطن والنضال ضد ظلم الأسد وزبانيته لم يتصالحوا مع ذواتهم بعد، بدليل إقصائهم المدروس والممنهج للكرد من أي طاولة حوار تُدار لرسم مستقبل سوريا الجديدة. لذا يتوجب علينا تجاوز كافة الخلافات الجانبية الصغيرة، والتوجه أكثر من أي وقت مضى نحو خطاب التوحد ووحدة الصف والكلمة في وجه هذه الهجمة الشرسة التي تشنها عليها قوى المعارضة السورية المريضة.. المتخفية تحت ثوب فضفاض عنوانه العريض: الحرية والديمقراطية لسوريا.
====================
«الكيان الكردي» المتوقع في شمال سوريا يثير مخاوف الصدام الداخلي
مقاتلو «بي واي دي» يسعون إلى السيطرة على منافذ حدودية مع العراق وتركيا
بيروت: «الشرق الأوسط»
استأثر الوضع في المناطق الكردية في شمال سوريا باهتمام محلي وإقليمي واسع، في ظل تردي الوضع الأمني في المنطقة نتيجة الهجوم الذي يشنه المقاتلون الأكراد على المقاتلين الإسلاميين لطردهم من عدد من المناطق، وتحديدا في منطقة رأس العين الحدودية ومعبرها، بالتزامن عن معلومات يتم بثها بشكل متصاعد عن نية الأكراد إعلان «كيان ما» وصل إلى حد توقع إعلان دولة، أو إعلان «حكومة غرب كردستان».
وبينما قالت مصادر إعلامية وعسكرية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن أكراد سوريا ممثلين بحزبي «بي واي دي» و«يكيتي» بالإضافة إلى المجلس الوطني الكردي يتجهون إلى إعلان حكومة خاصة بهم بمشاركة شيخ عشيرة آل طي العربية، مرجحة أن يتم إعلان حكومة دولة «إقليم غربي كردستان» التي ستمتد بمحاذاة الشريط الحدودي الشمالي والشرقي لسوريا وتحديدا إقليم كردستان العراق قريبا جدا، أكدت هيئة التنسيق التي ينتمي إليها الحزب الكردي الرئيس «بي واي دي» أن أمين عام الحزب صالح المسلم نفى هذه المعلومات، في حين يلفت باحثون أكراد إلى أن المشروع «غير ممكن على الأرض»، معتبرين أنه «لا يعدو كونه مغامرة بالأكراد تفيد النظام وبتحريض منه ربما».
ولفت الناشط الإعلامي أمير الحسكاوي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «حكومة غربي كردستان ستضم 9 وزراء بينهم رئيسها المهندس صالح محمد مسلم»، بالإضافة إلى كل من «سينم محمد نائبا لرئيس الحكومة، عبد الحميد حاج درويش وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الحكومة، محمد موسى وزيرا للطاقة والثروة البترولية (عن حزب اليسار الكردي)، محمد الفارس وزيرا للمالية والاستثمار (شيخ عشيرة طي)، فؤاد عليكو وزيرا للعدل والشؤون الانتقالية (حزب يكيتي الكردي)، شيرازاد عادل يزيدي وزيرا للإعلام، العقيد آلدار خليل وزيرا للداخلية وقائد القوات المسلحة، وصالح كدو وزيرا للتضامن الاجتماعي».
وأضاف أن «المعلومات تشير إلى احتمال الإعلان عن الدولة قريبا جدا»، لافتا إلى أن الحكومة ستضم «حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) ، وحزب يكيتي على الرغم من جناح معارض في يكيتي لهذا التوجه، وكذلك شيخ عشيرة عربي هو محمد الفارس الموالي لنظام الأسد والمسؤول الأول عن ما يسمى جيش الدفاع الوطني وهو عبارة عن ميليشيات عربية سنية».
شرح الحسكاوي إلى أن سيطرة الحكومة المزمع إعلانها «ستمتد من المالكية شرقا إلى أجزاء من حلب غربا وتشمل القامشلي وريفها وصولا إلى الحسكة المدينة مع ترجيح أن تكون القامشلي هي المدينة العاصمة». وأوضح أنه نتيجة ذلك فإن المنافذ الحدودية التي ستسعى وحدات حماية الشعب الكردي للسيطرة عليها «ستكون بالدرجة الأولي رأس العين»، بالإضافة إلى «منفذ سيملكا مع العراق وهو منفذ مائي فوق نهر دجلة غير رسمي وهو الوحيد مع العراق من جهة الحسكة، وكذلك منفذ نصيب مع تركيا في القامشلي، ويوجد منفذ غير رسمي في رأس العين وهو مغلق منذ أكثر من شهرين بسبب المعارك، وكذلك منفذ تل أبيض».
ولفت الحسكاوي إلى أن الجناح العسكري لهذه الحكومة سيعتمد على كل من «جيش الدفاع الوطني والمتعارف عليه باسم (المقنعون) برئاسة محمد الفارس هو شيخ عشيره طي، الذي أنشأ مجموعتين في الحسكة والقامشلي على غرار تلك التي أنشأها النظام في حمص من العلويين». وأضاف أنه «سيتشكل جيش هذه الدولة من شبيحة عرب هم المقنعون وشبيحة أكراد هم عناصر وحدات الحماية كنوع من التوازن»، موضحا أن هذا سيكون «من خارج كل تشكيلات الجيش الحر والثورة». وأوضح أن «الجناح الكردي سيكون مؤلفا من وحدات الحماية بالإضافة إلى مقاتلين أكراد قدموا من قنديل في تركيا بعد إعلان أوجلان وقف الحرب مع الحكومة التركية».
من جهته، أوضح مصدر عسكري واسع الاطلاع في الجبهة الشرقية التابع لهيئة أركان الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «الدولة المفترضة ستمتد على طول الشريط الحدودي الشمالي لسوريا وبالأخص ذلك الملاصق لكردستان العراق وصولا إلى حلب»، مشيرا إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود البارزاني يدعم قيام هذا الإقليم بشكل مطلق». لكن هذا المصدر العسكري أكد أن «هذه الدولة المفترضة غير ممكنة التحقق ولن يتعدى الأمر إذا حصل حد إعلان حكومة». وأشار إلى أن هذا الإعلان سيفيد النظام «لكن لن يتم السماح بتحويله واقعا على الأرض».
في هذا السياق، اتفق الكاتب والباحث الكردي السوري بدرخان علي في حديث لـ«الشرق الأوسط» مع ما ذهب إليه المصدر العسكري، مشددا على أنه «لا يرى إمكانية لتطبيق هذا المشروع على الأرض»، واصفا الكلام عن تشكيلة حكومية جاهزة بأنه «مجرد شائعات». وقال: «الأسماء حتى الآن غير مطروحة. الخطوة مريبة وليست مطمئنة قط. وأراها مغامرة بالأكراد إلى حد كبير».
وفي حين يقر علي بأن «موضوع تشكيل حكومة كردية من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، بمسمياته المختلفة، ليس مجرد فرقعة إعلامية»، لكنه يشدد على أنه «مشروع أحادي من طرف (ب ي د) وتحديدا جماعة صالح مسلم لم يستشر فيه أحدا أو يناقشه مع أي هيئة كردية بل الجميع عرف به من الإعلام وهناك اعتراض واسع على المشروع كرديا على الأقل وهو مرفوض سوريا ودوليا»، ونفى علي أن تكون «أي جهات دولية أو إقليمية أبلغت الجهات الكردية رسميا بموقفها الرافض لإقامة هذه الدولة»، لكنه أعرب عن اعتقاده أن هذا المشروع «يخدم مصلحة النظام السوري كما أنه يضع الأكراد في مواجهة مع بعضهم البعض كما مع عرب المنطقة وكذلك تركيا وغيرها».
ورأى أنه إذا كان الائتلاف الوطني المعارض مع كل الاعتراف الذي يحظى به من قبل دول غربية كثيرة ودول إقليمية «لم يستطع إلى الآن تشكيل حكومة مؤقتة لأسباب كثيرة منها بالتأكيد المخاطر المترتبة على وجود حكومتين في نفس البلد، فعلى ماذا يعتمد الاتحاد الديمقراطي في خطوته هذه؟ وعلى ماذا يراهن؟». ورجح علي أن يكون ما يحصل «سياسة فرض الأمر الواقع»، مردفا «لكن ليس كل شيء يفرض بالقوة»، وشددا على أن «تشكيل حكومة كردية أمر لا يعني الأكراد وحدهم».
ولفت إلى أن زعيم عشيرة طي «محمد الفارس هو رجل النظام وله ميليشيا في القامشلي هي عبارة عن جيش الدفاع وطني»، معتبرا أن اشتراك الفارس بالمشروع إذا حصل «يؤكد الاعتقاد السائد بأن هناك تحريضا من قبل النظام على المضي قدما في إعلان الدولة الكردية وهو أمر لا أستبعده».
إلى ذلك، تطرق على إلى الواقع على الأرض، وأوضح أن «النظام موجود في القامشلي ويدفع رواتب للناس ويتسلم محاصيل الزراعة كما أن هناك بعض الفروع الأمنية»، لينتهي إلى تساؤل: «هل ستكون الحكومة المفترضة حكومة ضمن حكومة (سورية تابعة للنظام)؟ لن ينجح الأمر».
وكانت توقعات قد راجت بشأن إعلان «الدولة» يوم أمس في الذكرى ضمن إطار التحضيرات لتشكيل إدارة مشتركة في غرب كردستان الذي طرحه حزب الاتحاد الديمقراطي بمناسبة حلول الذكرى الأول لبدء التحرك الكردي ضد النظام في 19 يوليو (تموز) 2012. وقد عقد حزب الاتحاد الديمقراطي اجتماعا لمناقشة «مشروع الإدارة المشتركة التي سيشارك فيها جميع مكونات المنطقة من عرب وكرد وسريان وآشور. والتي ستكون وظيفتها إدارة المنطقة من جميع النواحي السياسية، الدبلوماسية، الخدمية، الأمنية والاقتصادية»، بالإضافة إلى كتابة دستور للمنطقة، كما أفاد بيان عن الاتحاد أمس. وأوضحت معلومات رسمية كردية أنه من المقرر أن يحصل كل حزب سياسي أو مؤسسة أو منظمة أو حركة موجودة في غرب كردستان توافق على المشروع على خمسة مقاعد في الإدارة المشتركة والتي ستنتخب لجنة تنفيذية من أعضاء الإدارة ستعمل خلال ستة أشهر لتنظيم إجراء انتخابات من أجل وضع حكومة مؤقتة للمنطقة. وقال البيان إن جميع اللقاءات أكدت أن المشروع لا يهدف إلى إقامة حكومة مركزية أو أي محاولة انفصال عن سوريا.
====================
معارضون أكراد يلتقون مسؤولين بالخارجية البريطانية للمطالبة بموقف ضد هجمات الجماعات الأصولية على مناطقهم’
لندن ـ يو بي آي: عقد معارضون أكراد سوريون لقاءً مع مسؤولين من وزارة الخارجية البريطانية، قالوا إنه هدف إلى حثّ حكومة بلادهم على التنديد بالهجمات المتواصلة التي تشنها الجماعات الأصولية عى مناطقهم ومناطق أخرى في سورية.
وقال أحمد شمو، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في بريطانيا، ليونايتد برس انترناشونال الجمعة ‘إن اللقاء كان ايجابياً وحضره ثلاثة مسؤولين من وزارة الخارجية ومندوب من مكتب رئاسة الحكومة، وتم خلاله مناقشة الهجمات والمجازر الوحشية والتطهير العرقي التي تتعرض لها المناطق الكردية في تل أبيض وتل كوجرات في القامشلي، وفي تلحاصلوتلعرن وعفرين بريف حلب من قبل جبهة النصرة ودولة الاسلام في العراق وبلاد الشام’.
وأضاف ‘طلبنا من المسؤولين البريطانيين التنديد بهذه الممارسات وبخطف وقتل الناس الأبرياء، وأن تضغط بلادهم على الاتحاد الأوروبي لشجب المجازر التي ترتكبها هذه الجماعات بحق المدنيين في جميع أنحاء سورية، وأن تلتزم بواجباتها الاخلاقية والإنسانية لحماية الأكراد والمجتمعات الأثنية في سورية، وحذّرناهم من أن الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة تمثل تهديداً لا يقتصر على المناطق الكردية في سورية فقط، بل على كل المناطق الاقليمية والعالمية’.
وأشار ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في بريطانيا إلى أنه ‘زوّد مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية باحصائيات من مصادر موثوقة عن عدد الأكراد الذين اختطفتهم الجماعات الجهادية، ومن بينهم 300 مخطوف في تلعرن و 450 مخطوفاً في عفرين، وسلمهم رسالة حول مطالب الحزب وموقفه من الأزمة الدائرة في سورية’.
وقال شمو ان المسؤولين البريطانيين ‘أيدوا هذه المطالب، ووعدوا بأن يعرضوا اقتراحاً على وزير الخارجية وليام هيغ والحكومة البريطانية لاصدار بيان يندد بممارسات الجماعات الجهادية، ويدعو إلى حماية المدنيين المسالمين في المناطق الكردية في سورية’.
ودعت رسالة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى وزارة الخارجية البريطانية والتي حصلت يونايتد برس انترناشونال على نسخة منها المجتمع الدولي إلى ‘حماية المدنيين الأكراد والعرب والآشوريين والأرمن والمسيحيين من هجمات التطهير العرقي الوحشية التي تستهدف التعايش السلمي بين الأقليات في المنطقة الكردية بسورية، واخلاء هذه الأقليات بالقوة لفرض أحكام دولة الاسلام في العراق وبلاد الشام’.
وأضافت ان حزب الاتحاد الديمقراطي ‘يعتبر التوصل إلى تسوية سياسية شاملة هو الحل الفعّال لانهاء الأزمة في سورية، ويدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى حماية المجتمعات المتعددة الأعراق في سورية، والتعاون مع الأكراد وغيرهم من الحركات الديمقراطية ضد التهديد المشترك الذي يقوّض الاستقرار الإقليمي والعالمي والديمقراطية والسلام
====================
هل تقسيم سوريا ممكن؟
المستقبل
حافظت سوريا منذ تشكل كيانها السياسي في اعقاب الحرب العالمية الاولى على كيانها الوطني بصورة مستمرة، ووقفت موحدة في مواجهة تحديات الانقسام التي فرضتها عوامل داخلية واخرى خارجية، وكان الابرز في تحدياتها الداخلية، تنوع سكانها، وتوزعهم على اصول قومية بينهم عرب واكراد واشوريون وسريان وارمن، اضافة الى تنوع الانتماءات الدينية، حيث بينهم مسلمون ومسيحيون ويهود وكان لكل واحدة من التشكيلات الدينية طوائف ومذاهب، وقد رغبت اغلبية السوريين بالبقاء في كيان موحد رغم ذلك التنوع والتعدد، وبهذا تجاوز السوريون عوامل الانقسام الداخلي، وكانت تلك الارادة بين العوامل الاهم التي واجهت عوامل وضغوط الانقسام الخارجي، وكان ابرزها واهمها قيام الانتداب الفرنسي في عشرينات القرن الماضي بمحاولة تقسيم البلاد الى خمس دول ذات انتماء طائفي مناطقي، افشلتها ارادة السوريين بالبقاء كياناً موحداً، ثم جاءت محاولات خارجية من دول الجوار باقتطاع اجزاء من سوريا والحاقها بتلك الدول، وقد فشلت باستثناء قيام تركيا بمشاركة فرنسية وتواطؤ دولي بالحاق لواء الاسكندرون بتركيا وسط ظروف سورية واقليمية ودولية معقدة.
ولئن حافظت سوريا على وحدتها الكيانية في العقود التالية، فان محاولات تقسيم سوريا والاستيلاء على اراض منها تواصلت وخاصة من جانب اسرائيل، التي استغلت ترديات السياسة السورية في عهد البعث، فاستولت على الجولان عام 1967 في حرب احاطت بها الالتباسات، قبل ان تكشف عن خطة استراتيجية هدفها تقسيم سوريا الى دول متصارعة في اطار استراتيجية عامة هدفها تقسيم المنطقة الى كيانات دينية وطائفية ومناطقية متناقضة حسب خطة عوديدعينون المشهورة التي كشفتها الصحافة الاسرائيلية ونشرت تفاصيلها في العام 1982.
غير ان صمود السوريين في مواجهة عمليات وخطط تقسيم كيانهم الوطني، صار اضعف بفعل دخول النظام على خط التقسيم، وهو جزء من سياسة النظام في مواجهة ثورة السوريين التي اندلعت ضده في آذار من العام 2011. اذ انه وبالاضافة الى العنف المفرط الذي قابل فيه المتظاهرين والمحتجين وحواضنهم الاجتماعية، فقد اتجه الى ممارسة سياسة تصعيد التجاذبات الدينية والطائفية والقومية بتحريض البعض على البعض الآخر، واتبع سياسات عملية لرفع حدة تلك التجاذبات.
ان الابرز في سياسة تصعيد التجاذبات محاولة النظام تصوير ثورة السوريين على انها ثورة الاسلاميين السنة والمتطرفين منهم بصورة خاصة، وان هدف الثورة هو اقامة دولة اسلامية متشددة محكومة بعقيدتهم، ولا مكان فيها لغيرهم، واعطى بالمقابل نفسه صفة النظام العلماني الحامي للاقليات والمدافع عنها، واستناداً الى هذه السياسة مارس النظام كل ما يخدم سياسته، حيث استباح مناطق "الاكثرية" قتلاً وتدميراً حتى لو كانت تضم بعضاً من "اقليات" يدعي حمايتها، وقام بحماية وتنظيم وتسليح مناطق "الاقليات" ولو ضمت قلة من "الاكثرية" يمارس سلوكاً مناهضاً لها.
لقد انطلقت ثورة السوريين، واستمرت اشهراً موحدة في ادواتها وفعالياتها، التي شارك فيها سوريون من كل الانتماءات، رافعين شعاراتها المؤكدة على وحدة السوريين وبلادهم وعلى هدفها في اقامة نظام ديموقراطي بديل، يوفر الحرية والعدالة والمساواة، عبر نهج سلمي تجسده التظاهرات والاعتصامات وصولاً الى الاضرابات والعصيان المدني. غير ان عمليات القمع الوحشي وعمليات التدمير الواسع مترافقة مع التجييش والتحريض ضد الثورة، غذت الميول البسيطة للثائرين بالتصدي المسلح لآلة النظام، وتبني سياسة الدفاع عن النفس (وهي حق تقره كل الشرائع الدينية والقوانين الوضعية) مما وفر للنظام اساسا ماديا، يركن اليه في الحديث عن جماعات مسلحة وارهابية.
واستناداً الى ذلك صاغ النظام استراتيجيته في التصدي للثورة عبر ثلاثة خطوط سياسية، الخط الاول، يقوم على التصعيد في سياسته الدموية قتلاً واعتقالاً وتشريداً لاغلبية السوريين، وتدميراً لممتلكاتهم وموارد عيشهم مما يدفعهم للذهاب نحو الدخول معه في مواجهة مسلحة خاسرة في اكثر نتائجها وفق موازين القوى القائمة حالياً. والخط الثاني، خلق اطر تنظيمية مسلحة، وتعزيز توجهات وسياسات جماعات التطرف من أي جهة جاءت، سواء من خلال تدخل مباشر، او بصورة غير مباشرة لان تلك الاطر والجماعات، توفر له خدمات سياسية وامنية كبيرة، بل ان النظام في هذا الجانب، لم يطلق قادة وعناصر جماعات التطرف الذين كانوا معتقلين في سجونه وفي اقبية مؤسساته الامنية فقط، وانما اطلق سجناء جنائيين سعياً منه لقيام كل منهم بتشكيل تنظيمات عنفية، يمكن ان تتلطى خلف اية واجهة ترغب فيها دون ان يمنعها من ذلك مانع سياسي او قانوني أو اخلاقي نتيجة الظروف السائدة في معظم انحاء البلاد، والخط الثالث، يمثله قيام النظام بتوفير غطاء سياسي لتقسيم سوريا من خلال عمليات الفرز السكاني، والتي اتخذت طابعاً سياسياً في بعض الاحيان، وطابعاً طائفياً اقلوياً في احيان اخرى، الامر الذي عزز توجهات في اكثر من موقع نحو اقامة كيانات، تنتمي الى ما قبل الكيان الوطني.
ان مشروعات تقسيم الدولة السورية التي يجري طرحها، استندت في تنامي التوجه اليها الى استراتيجية النظام وتجسيداتهاالعملية.وبالاستناد الى محتويات تلك الاستراتيجية، ظهرت التوجهات التقسيمية لدى جماعات التطرف الديني والقومي ومنها مشروعات جبهة النصرة او الدولة الاسلامية في الشام والعراق في المناطق التي تتواجد فيها، ويصنف في السياق ذاته مشروع الكيان الكردي في شمال وشمال شرق سوريا الذي تطرحه بعض التنظيمات الكردية التي لها ميليشيات منظمة منها وحدات حماية الشعب الكردي، وفق خريطة جرى نشرها مؤخراً، ولعل الصراع العسكري القائم بين بعض الجماعات الدينية المتطرفة والاخرى القومية الكردية هو احد تعبيرات الصراع على مشروعات تقسيمية لبعض المناطق السورية (وثمة تعبيرات اخرى غيرها).
غير انه وبالرغم من تصاعد الحديث عن مشروعات لكيانات دينية وقومية، تمثل نهجاً تقسيمياً للكيان السوري، فان من الصعب القول، ان تلك المشروعات تملك في المرحلة الحالية شروط تحقق او نجاح، نتيجة عوامل داخلية وخارجية لا تساعد في تحقيق اية مشروعات تقسيمية، لكن تلك المشروعات تلعب الان دوراً في اطالة امد الازمة وتعميم الصراع الاهلي، وهو ما يفيد النظام ويؤجل انتصار ثورة السوريين، التي مازالت اغلبيتهم خلف مشروع لنظام ديمقراطي، يقيم العدالة والمساواة لكل السوريين، وهو ما لا يستطيع أي مشروع تقسيمي لسوريا ان يحققه.
فايز سارة
====================
النهوض الكردي والدولة - الطائفة
كتبه  عمار الشيخلي نشر في كتابات السبت, 27 تموز/يوليو 2013 23:44
مصطفى زين/ كاتب عربي
 لمْ تستطع الشعوب في الشرق الأوسط، عموماً، التوصل إلى بناء الدولة - الأمة، وتكريس المفهوم الوطني. وقد تراجع الخطاب القومي، خلال العقود القليلة الماضية، لمصلحة الخطاب الديني والمذهبي. وأضحى مفهوم العروبة التي «روحها الإسلام»، على ما كتب ميشال عفلق، مجرد شعار يعود إلى بدايات القرن الماضي. لا دولة تسعى إلى تحقيقه، ولا مسؤول يعتبر تحققه منقذاً من الأزمات المتلاحقة. ولا حزب يعتبره غايته. فالبعث في العراق يكاد يندثر ويتحول إلى جزء من طائفة. وهو في سورية ليس فاعلاً أو مؤثراً في الأحداث الدامية التي تكاد تدمر البلاد بكل طوائفها ومكوناتها، وتحولها إلى دويلات مذهبية متناحرة.
 إن ضلوع مختلف الأطراف والطوائف في الحروب الداخلية في سورية، والهجوم الدولي الخارجي والإقليمي الذي تتعرض له يثبتان تراجع التوجهات القومية، إلا أن شمول الهجوم المشرق العربي كله يؤكد، من جهة أخرى، وحدة بلدانه في المصير. وإذا لم تكن هذه الدول تعي ذلك، أو تعيه وتخاف من الجهر به ورسم ستراتيجياتها على أساسه، فإن الغرب، وفي مقدمه الولايات المتحدة، يبني كل خططه على أساس وحدة هذه البلدان.
 طاول هذا التراجع في التفكير القومي الجميع عدا الأكراد الذين كلما غرق الآخرون في حالة التشرذم كلما وجدوا فرصة لتمييز أنفسهم والإمعان في الانفصال عنهم. وربما كان ما قاله رئيس إقليم كردستان في العراق مسعود بارزاني أفضل ما يعبر عن هذا الوضع.
 دعا بارزاني، باسمه وباسم الرئيس العراقي جلال طالباني وزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، الأحزاب الكردية في إيران وسورية وتركيا إلى «مؤتمر قومي» يعقد في أربيل. وقال خلال اجتماع تحضيري للمؤتمر: «إن الأوضاع في سورية اليوم تشكل فرصة تاريخية للشعب الكردي لنيل حقوقه». والواقع أن الأكراد السوريين، بدعم من الإقليم، وبرعاية دولية، وغض نظر من أنقرة ودمشق أيضاً، استطاعوا السيطرة عسكرياً على معظم المناطق، حيث يشكلون الأكثرية، وبدأوا العمل لتشكيل إدارة ذاتية مستقلة عن دمشق، قد تكون نواة حكومة لإقليم «كردستان الغربية»، على ما يسمونها، ما أثار غضب تركيا التي أعطى برلمانها الجيش حرية التحرك خارج البلاد إذا دعاه الأمر، والمعني بذلك أكراد سورية الذين ينسقون مع «العمال الكردستاني» في الأناضول.
 سيناقش المؤتمر القومي الكردي العتيد أوضاع هذه القومية في تركيا وسورية وإيران، وإمكان الحصول على حكم ذاتي في كل منها، على غرار الحكم الذاتي في شمال العراق. ولا شك في أنهم سيناقشون وحدة «أرضهم»، وإمكان توحدهم مستقبلاً. وهم، وإن طمأنوا الدول التي ينتمون إليها حالياً إلى أنهم يسعون إلى السلام والأمن مع مكوناتها الأخرى. إلا أن مسيرتهم في العراق تؤشر إلى خلاف ذلك، فبارزاني نفسه يلوح بالانفصال عن بغداد، كلما رفضت الحكومة الاتحادية طلباً له. أو كلما طالبته باحترام كونها ممثلة لكل العراق، واحتجت على توقيعه عقوداً مع شركات النفط من دون علمها.
 للأكراد حقوق في كل الدول التي ينتمون إليه، مثلهم مثل غيرهم من الأثنيات والطوائف والمذاهب الأخرى. وقد ارتكب أردوغان (... خطأ) عندما بدأ يتعامل معهم في العراق كأنهم دولة مستقلة عن العراق، متوخياً استرضاءهم في الداخل كونهم مسلمين، غير مدرك أن الإسلام السياسي الذي يمثله لم يستطع توحيد المنتمين إلى مذاهب أخرى غير مذهبه، فكيف يستطيع التوحد مع جماعة تعتبر نفسها مختلفة كلياً عن الجميع ولها قوميتها الخاصة. وكان عليه، وهو مجدد العثمانية أن يعتبر من التاريخ ويدرك أن السلطان - الخليفة فشل في ذلك قبله فتفككت سلطنته على الأسس القومية.
النهوض القومي الكردي يقابله تفكك عربي، وكل الخوف أن تحذو باقي الطوائف والأعراق في العالم العربي حذو الأكراد فنعود إلى عصر الدولة - المدينة، أو الدولة - الطائفة.
====================
حجاب يدعم إنشاء دولة كردية في سوريا
والجيش الحر يهاجم مقرات عسكرية في حلب
بيروت - دمشق - وكالات - الوطن العربي - الأربعاء, 31 يوليو 2013
أفادت مصادر المعارضة السورية أن اشتباكات عنيفة اندلعت، الأربعاء، قرب مقرات عسكرية في مدينة حلب بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة.
فقد استهدف مقاتلو الجيش الحر الأكاديمية العسكرية في منطقة الحمدانية بحلب براجمات الصواريخ وقذائف الهاون وفقا لما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.
كما ذكرت أن مقاتلي الجيش الحر شنوا هجوما على ثكنة هنانو العسكرية في حلب، ما أسفر عن اشتباكات مع القوات الحكومية.
وفي ريف حلب ذكر ناشطون أن حصيلة قصف القوات الحكومية على مسجد في عندان ارتفع إلى 9 قتلى إضافة إلى عشرات الجرحى.
وفي حمص، شهدت بلدات تلبيسة والغنطو قصفا بقذائف الهاون والمدفعية بالتزامن مع انفجارات هزت المنطقة.
واستمر القصف بقذائف الهاون على حي الوعر غربي المدينة وهو يعد أكبر تجمع للنازحين من مناطق حمص التي دمرت أجزاء كبيرة منها بالمواجهات.
من جهة أخرى قالت قناة الدنيا المقربة من الحكومة إن الجيش السوري "دمر عدد من أوكار وتجمعات الإرهابيين في أحياء القرابيص والورشة وباب هود."
وفي ريف دمشق، تجدد قصف قوات النظام بالهاون والمدفعية الثقيلة على حي جوبر
وشنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات للعشرات في البساتين الشرقية لبلدة جديدة عرطوز بريف دمشق.
وفي درعا، بث ناشطون فيديو قالوا إنه للسيطرة على مستودعات للذخيرة داخل كتيبة النقل في منطقة اللجاة بريف درعا ولم يتسن لنا التأكد من صدقيته من مصدر مستقل.
إلى ذلك، حصل موقع "الوطن العربي" على رسالة تحمل توقيع رئيس الحكومة السورية الأسبق رياض حجاب، موجهة إلى رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم يبارك فيها خطواته لإنشاء دولة كردية في مناطق شمال شرق سورية، مطالباً إياه بضرورة الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية وإغرائها بالاستثمارات لضمان وقوفها إلى جانب هذا المطلب في المحافل الدولية والإقليمية للاعتراف بالدولة الكردية، كما دعاه إلى الاستفادة من تجربة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني وعلاقاته مع الغرب وإسرائيل لتسريع إعلان الكيان الكردي.
يذكر أن حجاب شغل مناصب رفيعة في سورية، حيث كان محافظاً لمدينة اللاذقية ثم وزيراً للزراعة قبل أن يصبح رئيساً لمجلس الوزراء مع بدء الأحداث، ليعلن بعدها  انشقاقه عن النظام بسبب ممارساته السلبية تجاه الشعب السوري، واعتماده الخيار الأمني لحل الأزمة التي أدت إلى قتل آلاف السوريين.