الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التحولات في المسرح السوري

التحولات في المسرح السوري

24.06.2013
أنور ماجد عشقي

عكاظ
الاثنين 24/6/2013
مع أني لم أقم بزيارة سوريا منذ عشر سنوات، فإني أتلقى في كل يوم أسئلة من مختلف الشرائح العربية عن الموقف في سوريا، وهذا ما دعاني إلى المتابعة لكل ما يحدث هناك، مع أني ألتقي ببعض قادة الجيش الحر وكبار السياسيين.
لقد بدأت أرى السحب المتفرقة قد أخذت تتجمع مما يبشر بالغيث، فالسيادة العسكرية في ميادين القتال أصبحت للجيش الحر، والجماعات التي أخذت تتحول إلى قوات مساندة تنسق مع القيادة العسكرية.
أما الجيش النظامي، فلم تعد له قوة فاعلة إلا في أسلحة الرمي من طيران، ومدفعية، وصواريخ، وقناصة ينتشرون هنا وهناك، فالقيادة السياسية لم تعد تتمكن من زج قواتها في الميدان؛ لأنها تخشى من هذه القوات أن تنشق عليها.
لهذا استعانت القيادة السياسية بقوات من حزب الله وإيران، ولم تجرؤ روسيا على إرسال أفراد بسبب اللغة والثورة في الداخل إذا سقط أفرادها قتلى، ومعركة القصير شاهدة على أن المقاتلين فيها هم حزب الله، أما الجيش السوري فأصبح يقدم الإسناد بالنيران وبعض الأفراد، فلو أن الجيش السوري قادر على حسم المعركة، أو حتى المشاركة فيها لما استعان بقوات من حزب الله وإيران.
لهذا نجد أن روسيا تؤكد على الحل السلمي كي تضمن مستقبلها على الشواطئ السورية، كما أنها تهدد بالفراغ السياسي بعد رحيل الأسد، كما يبدي الرئيس قلقه من أن الجهاديين سوف ينتشرون بعد سقوط النظام في الدول الأوربية، وهذا الانطباع الذي يرتسم في ذهن المتابع للقناة الروسية.
إن وصول الأسلحة النوعية، وبشكل خاص المضادات للطائرات والدبابات، سوف يغير موازين القوى، وسيبقى حزب الله عاريا أمام الثورة ليلقى مصيره، أما الأرض فهي في قبضة الجيش الحر، ولن تتمكن قوات النظام من انتزاعها، ولهذا فإن النصر قادم.