الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التدخل الأميركي مَنْ المسؤول؟

التدخل الأميركي مَنْ المسؤول؟

04.09.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الثلاثاء 3/9/2013
لولا أنَّ هناك «الإمبريالية الأميركية» و»الصهيونية العالمية» لحار عرب إدعاء الثورية، الذين إمتهنوا الحديث عن النضال دون أن يمارسوا أي شكل من أشكاله في حياتهم، في إيجاد مشجب يعلقون عليه إتهاماتهم وعجزهم وكذبهم ويحمِّلونه مسؤولية العنف الأهوج الذي يمارسه «ديكتاتوريي» هذه الأمة المهيضة الجناح ضد شعوبهم «الغفورة» وليست «الغفيرة» وحقيقة أنَّ هذا ما يفعله الذين يتكئون على خلفيات طائفية مفتعلة وبغيضة فعلاً للدفاع عن نظام بشار الأسد الذي يرتكب كل هذه المذابح ضد «شعبه»!!.
لا يمكن أن يجادل حتى أصحاب أنصاف العقول في أنه عندما «تقع» البقرة يكثر «السلاخون» وأنه عندما يحوِّلُ نظامٌ بلده إلى ساحة صراع دولي وإقليمي، كما بات عليه الوضع في سوريا، فإنَّ أيدي كثيرة ستمتد حتماً إلى هذا البلد وأن أصحاب المصالح المتضاربة سيسارعون هرولة لتصفية حساباتهم على هذه الساحة والمشكلة هنا ليست لا في العدو الصهيوني ولا في «الإمبريالية العالمية» بل في المسؤول الذي لم يعرف كيف يتعامل مع شعبه والذي بقي يركب رأسه ويتصرف برعونة الأشقياء وقطاع الطرق إلى ان غدت أبواب هذه الدولة العربية العزيزة مشرعة تدعو كل طامع لولوجها من أجل تحقيق غاياته.
إن الحق ليس على «الذئب» عندما يهاجم قطيعاً ليخطف شاة ويفترسها بكل وحشية بل على «الراعي» الذي من المفترض أنه المسؤول عن هذا القطيع والذي يجب أن تَفْرِضَ عليه مسؤوليته أن يكون مستيقظاً بإستمرار وأن يتصدى للذئاب الغادرة ويحول دون أن يصل اللصوص وقطاع الطرق إلى أغنامه التي هي أمانة في عنقه والذي هو المسؤول عن كل واحدة منها!!.
ولهذا فإنه لا يمكن أن يعتبرَ عاقلٌ أن هذه «النخوة» الأميركية خالصة لوجه الله ومن أجل عيون الشعب السوري فمواقف الدول أولاً وأخيراً مصالح وكل الدول، حتى «بيليز» و»مايْكرونيزا»، عندما تجد فراغاً في أي دولة في الكرة الأرضية فإنها مصالحها تدفعها لملْئه.. ولذلك فإن الحق ليس على الولايات المتحدة عندما تستغل فرصة سانحة، كفرصة إستخدام نظام بشار الأسد الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً ضد شعبه وضد أطفال شعبه، وتسارع إلى أرسال بوارجها ومدمراتها وطائراتها إلى هذه المنطقة وتعلن الحرب المحدودة وغير المحدودة لتصفية حسابات مع إيران ومع كوريا الشمالية ومع حزب الله وأيضاً مع روسيا الإتحادية التي تخلت عن «صاحبها» من اجل مصالحها والخوف على مصالحها «قبل أن يصيح الديك».
إنَّ المعروف أن هناك مثلاً قديماً يقول :»إن الحق ليس على الدُّب بل على مَنْ إستدرج الدبَّ إلى كرْمه» فالولايات المتحدة ليست جمعية خيرية ولا هي قوة رسولية.. إنها دولة ذات أنياب ومخالب لها مصالح منتشرة من أقصى بزوغ الشمس إلى أقصى غروبها وإنه لا جدال في أنَّ ما يحركها هو هذه المصالح، وهذا ما قاله باراك أوباما بكل وضوح وصراحة، ولذلك فإنه يجب ألاَّ يكون مستغرباً أن تبادر إلى التدخل في سوريا وفي غيرها عندما تُسْتدرجُ إستدراجاً إلى مثل هذا التدخل وهذا هو ما تفعله إيران وتفعله روسيا.
ثم، وهذا السؤال موجه إلى من دبت في عروقهم الدماء الثورية فجأة ومَنْ تذكروا متأخرين جداً النخوة العربية وأيضاً من باتت تتحكم في مواقفهم مخاوف طائفية لا هي صحيحة ولا هي حقيقية، :هل يجب علينا أن نترك الشعب السوري يُذْبح بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً والذي تجاوزت أعداد قتلاه المائة ألف ووصل عدد مشرديه إلى الملايين ونرفض أي تدخل دولي لإنقاذه حتى بما في ذلك تدخل الولايات المتحدة وذلك إذا كان بعض العرب غير قادرين أن يفعلوا لهذا الشعب شيئاً وإذا كان بعضهم الآخر يتآمرون عليه ويبررون كل هذه الويلات التي حلت به وكل هذه المذابح التي تعرَّض ويتعرض لها؟!
نعم إن للولايات المتحدة مصالح هي التي تدفعها لإتخاذ هذه المواقف التي تتخذها تجاه كل هذه المذابح والويلات التي يتعرض لها الشعب السوري.. لكن هل المطلوب ما دام أن العرب غير قادرين على مواجهة جرائم نظام تجاوز بجرائمه ضد شعبه ما كان فعله التتار والنازيون أن نرفض مساندة «الإمبريالية الأميركية»؟! وأن نعتبر ما يفعله هذا الجزار ذبحاً حلالاً وكل هذا مع أن الحكمة العربية تقول :»وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند».. ولهذا فقد كان على الجامعة العربية أن تكون أكثر وضوحاً في الإستنجاد بأميركا وبالمجتمع الدولي لتحليص شعب سوريا من المذابح التي يتعرض لها على أيدي نظامه وجلاوزة نظامه!!.