الرئيسة \  تقارير  \  التطبيع مع الأسد .. ما هو موقف المجتمع المدني التركي؟

التطبيع مع الأسد .. ما هو موقف المجتمع المدني التركي؟

09.01.2023
ترك برس

التطبيع مع الأسد .. ما هو موقف المجتمع المدني التركي؟
نشر بتاريخ 08 يناير 2023 تحليلات
ترك برس
يتواصل الجدل في الشارع التركي على خلفية تصريحات الحكومة بشأن التقارب مع نظام الأسد في سوريا وإمكانية عقد لقاء بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن تركيا بدأت اللقاءات مع النظام السوري من أجل مصالحها وسلامة الشعب السوري ومصالحه وحقوقه أيضا.
وأعرب عن قالن عن أمله في أن يسفر المسار القائم بين تركيا وروسيا وسوريا عن نتائج طيبة فيما يتعلق بإحراز تقدم على أصعدة مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، وعودة اللاجئين، والمضي قدما بالمسار السياسي وعمل اللجنة الدستورية.
وأصدرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني التركية بياناً مشتركاً أكدت فيه رفضها لسياسة الحكومة التركية في مسار إعادة علاقاتها مع نظام الأسد.
وأشارت المنظمات في بيانها المشترك إلى أن "الأسد ليس زعيماً، إنّه قاتل، تركيا رسخت خلال الأعوام الماضية موقفها المشرف من القضية السورية، ويجب عليها أن تحافظ على هذا الموقف، وأن لا تخسره بسعيها للقاء الأسد" .
البيان المشترك للمنظمات التركية تضمن أفكاراً جمّة، نوجزها فيما يلي:
"منذ عام 2011 ، باتت سوريا ميداناً لأفضع الجرائم في تاريخ الإنسانية ، عندما طالب السوريون بالحرية و العدالة و العيش وفق مبادئ الإنسانية ، عاقبهم نظام الأسد الإجرامي بكل وحشية و قسوة ، و قصفهم بالأسلحة المتفجرة ، و تعرض السوريون على يد هذا النظام المجرم لشتى أنواع التعذيب ، و القتل ، و الاغتصاب ، و التهجير ، و لسوء الحظ ، غض المجتمع الدولي الطرف عن كل هذه الجرائم ضد الإنسانية ، و غدت مظاهر الإبادة الجماعية التي تعرّض لها السوريون على مرأى من الجميع .
من جانب آخر، وقفت تركيا إلى جانب المظلومين ضد الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد طيلة الأعوام 12 الفائتة ، و احتضنت ملايين السوريين الذين دمرت مدنهم و قراهم ، في الوقت الذي انحازت فيه بعض الأطراف بشكل مباشر إلى نظام الأسد ، و التزم البعض الآخر منهم موقف الحياد .
بات جلياً في الفترة الراهنة ، أنّ الحكومة أصبحت تواجه صعوبات جمّة في الحفاظ على موقفها من نظام الأسد ، و بدأت التصريحات تنتقل من ميدان الكلام إلى الأفعال ، الأمر الذي توازى مع ضغوط روسيا ، و حملات الكراهية و العنصرية لدى المعارضة ، و بيئة الانتخابات القادمة .
ومع ذلك ، لا من حيث المبادئ الإنسانية أو الأخلاقية و لا من حيث الظروف الحالية ، يمكن تقبل فكرة التواصل مع نظام الأسد ، هذا النظام الإجرامي الذي أباد شعبه من أجل البقاء في السلطة ، و دمر البلاد و ما زال يواصل قمعه و وحشيته ، و بالرغم من كل الجرائم التي ارتكبها إلا أنّه نال دعم إيران و روسيا و تواطؤ الرأي العام الدولي .
إنّ قضية التنسيق أو العلاقة مع نظام الأسد لا معنى له بتاتاً سواءً أكان على المستوى الأخلاقي أو الإنساني أو على المستوى العملي ، فالأسد لم يعد حاكماً فعلياً على سوريا ، بل بات تابعاً لروسيا ، و تركيا ليست بحاجة لإقامة علاقات مع ( دمية ) ، في الوقت الذي تمتلك فيه مستوى متقدم من التنسيق مع روسيا.
إن التبريرات أو الذرائع القائلة بأنّ التعاون مع نظام الأسد هو في غاية مكافحة تهديد PKK / YPG ، و في غاية العمل من أجل إعادة اللاجئين السوريين ، كل ما سبق من ذرائع هي أفكار و تبريرات لا أساس لها من الصحة و لا يمكن تقبلها ، إنّ PKK / YPG ليسوا معارضين / أعداء لنظام الأسد ، بل هم متعاونون معه ، و تواجدهم في بعض المناطق قائم على الإتفاق و التنسيق بينهم و بين نظام الأسد ، و ليس من المنطقي الظن بأنّ تسليم بعض المناطق الحدودية لنظام الأسد سيكون مجدياً في مسار حفظ الأمن ، بل على العكس تماماً من ذلك ، تواجد نظام الأسد في بعض المناطق الحدودية سيشكل تهديداً على أمن تركيا .
كذلك ، لا يمكن مناقشة جدلية إعادة اللاجئين السوريين من خلال التنسيق مع نظام الأسد ، إذ لا يمكن للسوريين أن يعودوا إلى النظام الذي كان سبباً في تشردهم ، و قتلهم ، و إبادتهم ، لقد تخلى ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا  عن كل شيء من أجل حياةٍ كريمةٍ وحرةٍ ، وفقدوا أقرب أقربائهم ، و ذاقوا كل المآسي ، لا ينبغي أن يساور أحدٌ أدنى شك في أنه بمجرد أن يتحول الحديث عن اتفاق مع نظام الأسد إلى حقيقة ، فإنّ ذلك سيدفع ملايين الأشخاص للتفكير باللجوء إلى تركيا .
تغيّر رؤية الحكومة التركية للمسألة السورية و تصريحات أعضائها حول التنسيق و التواصل مع نظام الأسد ، أفقدت تركيا ( مصداقيتها ) لدى السوريين المتواجدين في مناطق الشمال السوري المحرر ، و زادت هوة انعدام الثقة معها ، الأمر كذلك اقترن مع تنامي مشاعر التوجس و القلق لدى اللاجئين السوريين في تركيا ، و لا سيما و أنهم ما زالوا متأثرين بجوانب خطاب الكراهية و التمييز العنصري .
نحن ،كمنظمات إسلامية ، نؤكد بأنّ البحث عن أي حل في سوريا مع نظام الأسد هو قرار خاطئ و غير إنساني ، و الجهد المبذول في مسار ( مصالحة ) المظلومين ( الشعب السوري ) مع نظام الأسد ، لا يختلف عن محاولة تزويج الضحية بمغتصبها .
نحن قلقون من محاولات إضفاء الشرعية على هذا النظام البربري المجرم ، و نؤكد دوماً بأنّ الأسد ليس رئيساً لسوريا ، بل هو قاتلٌ لشعبها "
المنظمات التي شاركت و وقعت على البيان ، هي :
DAVET-DER
ENDÜLÜS DERNEĞİ
GENÇLİK DERNEĞİ
İMAM BUHARİ VAKFI
ISLAH VE DAVET CEMİYETİ
İSLAMİ DAYANIŞMA CEMİYETİ
KARDEŞLİK PLATFORMU
MEDENİYET VAKFI
NEBEVİ NESİL VAKFI
OKUR-DER
ÖZGÜR-DER
RAHMET DERNEĞİ
ÜMMETİN SESİ DERNEĞİ