الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التطرف الإسلامي من سوريا إلى الصين

التطرف الإسلامي من سوريا إلى الصين

05.06.2014
موناليزا فريحة



النهار
الاربعاء 4/6/2014
لم تكن "داعش" ولا "جبهة النصرة" محور اللقاء. ولا كانت جمعية "بيت المقدس" أو جماعة "بوكو حرام" موضوع النقاش. كانت الندوة عن التعاون الصيني - العربي لبناء "طريق الحرير" الجديد في قصر الضيافة "دياويويتاي" في بيجينغ. ومع ذلك، كان التطرف الاسلامي هماً ثقيلاً مشتركاً للجانبين.
ربط الطريق التجاري قديما الصين والهند وبلاد فارس والجزيرة العربية وأوروبا. وليست مبادرة الصين الى احيائه أخيراً الا ركناً أساسياً في "الديبلوماسية الاقتصادية" التي تنتهجها لتعزيز مصالحها وترسيخ نفوذها الناعم حول العالم. ويكتسب اختيارها الذكرى العاشرة لانشاء منتدى التعاون العربي - الصيني لاطلاق ما تسميه "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري" دلالات سياسية واقتصادية كبيرة، وقت تشهد علاقاتها توتراً مع واشنطن وكثير من دول جوارها الاقليمي. وفي ما يعد سابقة، يفتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ بنفسه غداً الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى، في مؤشر اضافي للأبعاد السياسية التي يريد العملاق الاصفر اضفاءها على هذا التعاون.
في الشكل، يبدو مشروع طموح كهذا خطوة استراتيجية للصين لتعزيز الاصلاح والانفتاح غرباً، كما يشكل ضمانة قوية لأمنها. وللشرق الاوسط وشمال أفريقيا، يعود المشروع بالفائدة بحسب احصاءات عربية على 400 مليون شخص.
ولم يغفل المتحدثون في الندوة، بمن فيهم نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ ونائب الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي ورئيسا الوزراء سابقاً المصري عصام شرف والاردني عبد السلام المجالي التحديات الامنية والسياسية والادارية والتقنية التي تواجه هذا المشروع. أما التحدي الساخن الذي أثاره رئيس مركز دراسات صينية فيتمثل في تنامي ظاهرة التطرف الديني في الصين التي تشوه صورة الاسلام.
ولم يفت المتحدث، وهو من أهل البيت، أن يبعد هذه الشبهة عن ضيوفه، مستدركاً أنه "يستحيل أن تكون الدول العربية تدعم الارهاب والتطرف".
واقترح الباحث الصيني تشديد الرقابة على المتطرفين الاسلاميين في الدول العربية وتعزيز تبادل المعلومات بين هذه الدول والسلطات الصينية، وإمكان ايفاد خبراء عرب الى شينجيانغ، الاقليم الصيني الانفصالي في شمال غرب الصين والذي تسكنه غالبية مسلمة، لتعريف أبنائه بالوجه الحقيقي للاسلام. لكن كلامه على التطرف الاسلامي خصوصاً استفز باحثاً سعودياً سارع الى التأكيد أن الارهاب لا دين له، وأنه يجب تضافر الجهود لمكافحته، فيما ذكّر آخر بأن دولاً عربية عدة تعاني الآفة نفسها.
من الرقة الى سيناء مروراً بالانبار، ومن برقة الى أورومشي، يتمدد التطرف الديني الاسلامي ويزداد وحشية. ومعه تكبر الاخطار وتتزايد لا في وجه "طريق الحرير" فحسب، وإنما في وجه أي مشروع تنموي أو ديموقراطي أو تحديثي.