الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التطمينات الغربية رسائل غير مباشرة إلى"حزب الله" لمنع تورطه لا ضمانات دولية أو محلية بعدم الردّ والح

التطمينات الغربية رسائل غير مباشرة إلى"حزب الله" لمنع تورطه لا ضمانات دولية أو محلية بعدم الردّ والح

10.09.2013
سابين عويس

التطمينات الغربية رسائل غير مباشرة إلى"حزب الله" لمنع تورطه لا ضمانات دولية أو محلية بعدم الردّ والحزب لا يكشف أوراقه

النهار
الاثنين 9/9/2013
يبدأ اعتبارا من اليوم العد العكسي للعملية العسكرية الاميركية المحتملة على سوريا في ضوء ما سينتهي اليه الكونغرس مع بدء اجتماعاته.
في لبنان، لم يعد الكلام في الشأن الداخلي مهما. فالهم اللبناني بات في مكان آخر، وتحديدا في البحث عن السبل التي تقي البلاد تداعيات الضربة على ساحته الداخلية الهشة اساسا بفعل حدة الانقسام الطائفي والسياسي من جهة، وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية من جهة اخرى.
لا يحمل لبنان اليوم ثقل ازمة النزوح الكثيف المرتقبة في حال حصول الضربة، وهو تجاوز قدرته الاستيعابية في هذا الشأن. بل ان ثمة هاجساً امنياً حقيقياً يكمن في كيفية حماية الاستقرار الداخلي وتحييد لبنان عن الضربة واحتواء مفاعيلها، في ظل المخاوف من ردة الفعل الداخلية ولا سيما من جانب حزب الله، الذي وان كان يلتزم بالحد الأدنى من الصمت والتوعد بالرد، ينصرف الى اعداد العدة للمواجهة.
والسؤال الذي بات يشغل الوسط السياسي المحلي لم يعد حيال الضربة في ذاتها بل حيال موقف الحزب وقراره، وما اذا كان يملك هذا القرار او أنه سيكون أسير خياراته الإقليمية.
هذا السؤال لم يكن بعيدا عن الحركة الدبلوماسية الكثيفة التي شهدتها المقار الرسمية طيلة الاسبوع الماضي، ولا سيما السرايا الحكومية التي بدا سيدها وكأنه استعاد وهج رئاسة الحكومة بعد اشهر من تصريف الاعمال.
والواقع ان السرايا تبقى المقر الافضل لتبادل الرسائل، تماماً كما فعل السفير الأميركي الجديد ديفيد هيل في اول اطلالة ديبلوماسية له فور تقديمه أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية، اذ اختار المقر الحكومي ليوجه الرسائل الاميركية قبيل الضربة العسكرية. هذه الرسائل التي كان سبق لعدد من الديبلوماسيين الغربيين ان تقاطروا لتوجيهها، وهي في اتجاهين:
- احدهما إنساني يتعلق بملف اللاجئين السوريين حيث تم تجديد الموقف الغربي بدعم لبنان ومساعدته في مواجهة العاصفة المقبلة من اللاجئين.
- والثاني والاهم، تأكيد تحييد لبنان وعزله عن الضربة منعا لاستهدافه، وقد أكدت المعلومات المتوافرة في هذا السياق ان السفيرين الأميركي وقبله الفرنسي باتريك باؤلي أكدا عدم استخدام الأجواء او الاراضي اللبنانية.
لكن التطمينات الغربية تزامنت مع تحركات احتياطية بدأتها سفارة الولايات المتحدة الاميركية بالطلب الى طاقمها مغادرة لبنان، فضلا عن موقف اتخذته الحكومة الايطالية تتريث في إعلانه، ويقضي باتخاذ رايات وقائية في حق رعاياها في لبنان.
وعكست هذه الإجراءات عجز الولايات المتحدة ودول الغرب عن إعطاء أي ضمانات للحكومة اللبنانية حيال ردود الفعل المرتقبة على الضربة .
وفي رأي مصادر حكومية مطلعة ان تطمينات السفير الأميركي لم تستهدف الحكومة اللبنانية، بل هي موجهة في الدرجة الاولى الى "حزب الله" وان في شكل غير مباشر، من اجل تطمينه أنه لن يكون هناك استهداف له من خلال الضربة، وبما يعني ان لا حاجة للجوئه الى ردة فعل تأخذ المنطقة الى حرب مفتوحة.
في المقابل، فإن الحكومة اللبنانية عاجزة بدورها عن تقديم اي ضمانات حيال هذا الموضوع باعتبار ان قنوات الاتصال مقطوعة في هذا الشأن مع الحزب ، والحكومة بصفتها المستقيلة في منأى عن تحمل أي مسؤولية حيال اي ردة فعل سلبية من جانبه. فهي لم تنجح بتغطية انخراطه في سوريا من خلال انتهاجها سياسة النأي الا حتى استقالتها. اما بعد الاستقالة، فقد تحرر الحزب من عبء المظلة الحكومية لينصرف علنا الى القتال في سوريا، وهو لن يخرج عن استراتيجيته اليوم ليعطي ضمانات بعدم التدخل والرد على الضربة او عدم الانصياع لخياره الإقليمي. فالحزب الى اليوم لم يكشف عن أوراقه وليس في وارد القيام بذلك الآن.
كل الرهان الداخلي على ان يستحضر الأمين العام للحزب السيد نصر الله عبارته الشهيرة بعد عدوان تموز عندما قال:" لو كنت أعلم"، اما اللبنانيون وفي غياب اي سلطة رسمية ترعاهم، فينقادون وراء غريزتهم، ويستعيدون مشاهد سودا من الحرب: العودة الى تزود المواد الغذائية والمحروقات. فشبح الحرب لا يزال مخيما وليس بعيدا من الديار.