الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التعاون بين الولايات المتحدة وايران

التعاون بين الولايات المتحدة وايران

09.09.2014
تسفي بارئيل


القدس العربي
هآرتس 7/9/2014
صحف عبرية
الاثنين 8-9-2014
عبارة "الجمهورية الاسلامية الايرانية" تطرح بشكل شبه طبيعي تعبير "محور الشر" الذي وضعه الرئيس بوش في العام 2002. هذا المحور الذي ضم العراق، ايران وشمال كوريا جاء لتعريف اعداء الولايات المتحدة وعلى اي حال العالم الغربي و "اخرج" العراق من هذا الوصف بان اسقاط نظام صدام حسين، اما كوريا الشمالية فلا تزال تلعب فيه دور النجم، بينما ايران، بعد دزينة من السنين، فتبدأ بارتداء ملابس جديدة وليس فقط بسبب الاتفاق المرحلي على برنامجها النووي.
نشرت "بي.بي.سي" يوم الجمعة باللغة الفارسية تقريرا جاء فيه ان زعيم ايران، آية الله علي خمينئي صادق على التنسيق مع الولايات المتحدة الصراع ضد الدولة الاسلامية. ونفى التقرير الناطقون الرسميون باسم النظام، ولكن يمكن التعاطي مع هذا النفي بانه "نفيا ليس بنفي".
صحيح أنه قبل نحو عشرة ايام صرح خمينئي بان "الدولة الاسلامية هي مخلوق امريكي صهيوني"، ولكن مصدرا ايرانيا افاد صحيفة "الحياة" السعودية الدولية بان "ايران لن توفر جهدا كي تساعد العراق، حتى وان كان هذا يعني التعاون مع الجانب الامريكي مثلما كان في العام 2007، وان كل تعاون كهذا سيتم بالتشاور مع العراق".
في العام 2007 أدار سفير الولايات المتحدة في العراق، ريان كروكر، محادثات مع مندوبين ايرانيين في محاولة لتهدئة الوضع الامني في العراق.
وقبل بضع سنوات من ذلك اوضحت ايران لواشنطن بانها ستوافق على مساعدة القوات الامريكية في افغانستان اذا ما اضطرت الى الخدمات الطبية. كما روت الـ "بي.بي.سي" بان ضباطا امريكيين وايرانيين التقوا في كردستان واجروا محادثات عن سبل القتال المحتملة ضد الدولة الاسلامية. "توجد مصلحة مشتركة، ايرانية – امريكية للقتال ضد الدولة الاسلامية"، قال الاسبوع الماضي عباس عركشي، نائب وزير الخارجية الايراني، "ولكن لا توجد حتى الان مؤشرات على أن هناك حاجة الى التعاون بين الدولتين".
وفي نفس الوقت، معروف أن مستشارين عسكريين ايرانيين وامريكيين يتواجدون في كردستان للارشاد وتنسيق الاعمال في الميدان، وان ايران وفرت مؤخرا سلاحا نوعيا للبشمركا الكردية.
لقد جاء التعاون غير الرسمي بين ايران والولايات المتحدة بالتوازي مع الائتلاف الغربي الذي يسعى الرئيس اوباما الى تشكيله، والائتلاف العسكري العربي الذي بادر اليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. واضح لكل الاطراف الصعوبة الهائلة للتسوية بين سياسة واشنطن تجاه النظام السوري وبين سياسة ايران.
فالتقارب بين الولايات المتحدة وايران يقلق ايضا السعودية التي تخشى من ان يكون من شأن الدور الايراني العميق في العراق أن يمنعها من تحقيق سياستها في سوريا، وتقويض تطلعها لتقريب العراق منها. ولكن يبدو أن الخوف من التهديد الاكبر الذي تشكله الدولة الاسلامية كفيل بان يدحر حاليا هذه الخلافات في صالح الصراع المشترك.
ايران، التي ترى في القاعدة وفي الدولة الاسلامية تهديدات استراتيجية عليها وعلى حليفاتها في الشرق الاوسط، تجد نفسها في رقعة واحدة مع الولايات المتحدة حتى في كل ما يتعلق بالسياسة في العراق. ايران، مثل الولايات المتحدة، عارضت استمرار حكم نوري المالكي كرئيس وزراء ولكن بشكل لا مفر منه هنأته لانتصاره في الانتخابات. ولكن هذه التهنئة سرعان ما ترافقت وخطوة غير مسبوقة. فقد اطاحت ايران بقاسم سليماني، قائد قوات القدس في الحرس الثوري، عن ادارة شؤون العراق، وعينت بدلا منه الجنرال علي شحماني، الامين العام لمجلس الامن القومي، والذي كان وزير الدفاع في عهد الرئيس خاتمي. وترى ايران في السليماني مسؤولا عن الفشل في العراق، حيث لم يتوقع تهديد الدولة الاسلامية وضعف الجيش العراقي. وسيكون سليماني من الان فصاعدا مسؤولا فقط عن الساحة السورية التي لم تعد لها بعد سياسة او استراتيجية للحرب ضد القوات الاسلامية المتطرفة.
هذه التجاذبات لا تزال لا تضمن تعاونا عسكريا ناجعا بين الولايات المتحدة واعضاء الائتلاف الغربي وبين ايران، وذلك لان القوة الهامة التي سيتعين على القوات الاجنبية ان تعتمد عليها هي الجيش العراقي، الذي فشل فشلا مخجلا حين فر ناجيا بروحه ولم يواجه قوات ابو بكر البغدادي، زعيم الدولة الاسلامية. فليست القدرات المشكوك بها للجيش العراقي ستشكل عائقا، بل ان غياب حكومة مخولة، يمكنها أن تقود الجيش وتدير معركة متداخلة، يضع علامة استفهام على جدوى عمل الائتلاف الدولي. فبدون تعاون مع أبناء القبائل السنية، الذين يطالبون بشراكة كاملة ومناسبة في الحكومة، لا يمكن للجيش العراقي، حتى لو تمتع بمساعدة جوية اجنبية، ان يدير معركة برية ناجعة تضمن الانتصار.