الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التعنت الروسي يفاقم الأزمة السورية

التعنت الروسي يفاقم الأزمة السورية

01.10.2015
الوطن السعودية



الاربعاء 30/9/2015
ألا يتوصل الطرفان الروسي والأميركي في لقاء القمة أول من أمس بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما إلى قواسم مشتركة لحل الأزمة السورية، فذلك محبط لكل من تأملوا خيرا من اللقاء، فتمسك روسيا ببقاء الأسد هو نقطة جوهرية في الخلاف بينها وبين معظم دول العالم، ورأي بوتين بأن "الشعب السوري هو من يقرر مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد" يجانب الصواب، لأن الشعب السوري قرر وثار ضد القمع والظلم، أما الانتخابات الهزلية الأخيرة التي أجراها النظام لاستمرار الأسد، فالجميع يعرف أنها غير شرعية مع استمرار القتل والتدمير والتهجير.
من غير المنطقي، إصرار روسيا على أن يكون نظام الأسد جزءا من التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهو الذي جلب وسهل للتنظيمات الإرهابية السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فلم يقاومها وانسحب من بعض المدن تاركا إياها للتنظيمات الإرهابية كما فعل في "الرقة" التي صارت معقلا لـ"داعش"، بل في بعض الأحيان كان يمهد لها بسلاحه الجوي لاحتلال المدن والقرى. وبالتالي لم يكن انتقاد بوتين للغرب برفض العمل مع قوات الأسد للقضاء على "داعش" في محله، فالتخلص من التنظيمات الإرهابية يجب أن يبدأ أولا بمسببات وجودها وفي مقدمتها نظام الأسد.
لذا، فإن الرئيس الروسي في كلمته أول من أمس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة -وهو يدعو إلى تشكيل تحالف واسع لمحاربة تنظيم "داعش" في سورية- غيب الجهود التي تبذلها اليوم دول كثيرة لمواجهة الإرهاب، ويبدو أنه يعني أن أي تحالف لا يضم النظام السوري "غير واسع"، وهذه مغالطة روسية أخرى لن تفيد في حل الأزمة السورية.
أما إشارة بوتين إلى أن "هناك من حاول تهميش الأمم المتحدة وعرقلة مهامها"، فقد تناسى فيها "الفيتو" الروسي في مجلس الأمن الذي لولاه لربما كانت الأزمة السورية قد انتهت، ولمارست المنظمة الدولية مهامها في حماية الشعوب.
إن كانت روسيا تريد إنهاء معاناة الشعب السوري، فلتوقف تعنتها، وتحكم العقل الذي يقول إنه لا مستقبل للأسد في حكم سورية، وبالتالي فرحيله عاجلا أم آجلا أمر حتمي، وطريق الخلاص يكون بالعودة إلى مخرجات جنيف1 وتشكيل حكومة انتقالية، ومن ثم تبدأ عملية التطهير وإعادة بناء ما هدمه نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية.