الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التقاء على توحيد المعارضة السورية؟

التقاء على توحيد المعارضة السورية؟

06.12.2015
منار الرشواني



الغد الاردنية
السبت 5/12/2015
يفترض أن يشكل مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في الرياض، ربما الأسبوع المقبل، محطة توافق نادرة بين كل الفرقاء الإقليميين والدوليين. إذ بالمنطق، يمكن توقع أن يكون جميع هؤلاء الفرقاء أصحاب مصلحة في إنجاح المؤتمر وصولاً إلى الخروج بوفد معارضة موحد يتفاوض مع نظام بشار الأسد، ضمن هدف إنهاء الصراع الذي ما عاد محلياً منذ مدة طويلة، لكنه يوشك الآن أن يتجاوز خط "حرب الوكالة" إلى غير رجعة.
طبعاً، يستطيع المنحازون للشعب السوري في مواجهة نظام يؤمن بالإبادة الجماعية فحسب، أن يقولوا في غالبية هذه المعارضة، إن لم يكن جميعها، ما لم يقله مالك في الخمر؛ نتيجة عدم ارتقائها، لاسيما المعارضة السياسية في الداخل والخارج، إلى ما يوازي أدنى الحد الأدنى من تضحيات الشعب السوري. لكن في المقابل، فإن استخدام تفكك المعارضة السورية (وهو ما تشترك به مع كل المعارضات العربية) من قبل أنصار الأسد، تبريراً لدعمه غير المشروط، لم يؤد إلا إلى استفحال جرائمه من دون قدرة على تحقيق "النصر". بل والأسوأ أن أدى ذلك إلى جعل مصيره رهناً بقرار روسي-إيراني. يكفي مثالاً، أن يقرر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية، هو حسين أمير عبداللهيان، وليس بشار الأسد، أن هذا الأخير "يجب" أن يترشح في أي انتخابات مقبلة!
وبالنسبة لهاتين الدولتين الرئيستين الداعمتين للأسد؛ إيران وروسيا، فإن تبنيهما خطاب الأسد، إن لم تكونا قد فرضتاه عليه، بأن جميع معارضيه إرهابيون، قد نجح فعلاً في تدعيم جناح تنظيم "القاعدة" في سورية؛ "جبهة النصرة"، ناهيك عن تنظيم "داعش" الذي يبدو واضحاً تماماً أنه أقرب لنظام الأسد وحلفائه لناحية من يستفيد من جرائمه. لكن بعد ذلك أيضاً، فشلت هاتان الدولتان في تحقيق مكاسب مؤثرة على الأرض.
وإذ تنخرط إيران علناً اليوم بجنودها في المعارك السورية، مع تزايد خسائرها المعلنة (للتأكيد على حقها في الكعكة السورية مستقبلا)، فإنه لا يبقى في حال استمرار المعطيات الحالية إلا أن ترسل روسيا قوات برية أيضاً إلى سورية، وهو الأمر الذي يمكن القول بثقة إنها تتحاشاه؛ لتكلفته المادية والبشرية، مع غياب أي ضمانات بالانتصار في النهاية، وأخطر من ذلك غياب الضمانات بعدم امتداد الحرب خارج الحدود السورية، وإلى مسافات بعيدة جداً.
باختصار، ولأسبابهم الخاصة حتماً (التي لا علاقة لها أبداً بالجانب الأخلاقي والإنساني المتمثل في إيقاف قتل السوريين وتدمير بلدهم)، يبدو حلفاء الأسد أصحاب مصلحة حقيقية في وجود فريق معارض يستطيعون التفاوض معه لإنهاء الحرب في سورية، باعتبار ذلك بديلا عن مزيد تورط قد لا ينتهي، وإن انتهى فلن يكون إلا بالتفاوض أيضاً، لكن بعد تعظيم الخسائر.
مرة أخرى، هذا ما يفرضه المنطق. إلا أن المنطق، كما يعرف الجميع، غادر الأرض السورية منذ أمد طويل؛ حين أصر الأسد الابن على السير على خطى أبيه، وصولاً إلى تعذيب أطفال، ثم التنكيل بذويهم، وبكل من رفع صوتاً يطالب بالإصلاح، حتى على مستوى تغيير محافظ مدينة!