الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التمديد هامشي، الأولوية سوريا

التمديد هامشي، الأولوية سوريا

02.06.2013
علي حماده


النهار
السبت 1/6/2013
لن نتوقف دقيقة عند تمديد ولاية مجلس النواب الذي أقر البارحة. فهو فعل هامشي، ويعكس واقع لبنان بلدا معلقا في انتظار ان تتبلور الصورة في سوريا. صحيح ان "حزب الله" اراد التمديد منذ مدة بعيدة، ولكن معظم القوى ما كانت متحمسة إلا قولا لاجراء انتخابات في ظروف تعتبر الاخطر راهنا، ومع تزايد تورط "حزب الله" في القتال على الاراضي السورية. فكيف تجري انتخابات ولبنان عاجز عن توليد حكومة جديدة تخلف حكومة "حزب الله" وفي الوقت عينه ينتشر السلاح مشفوعا بمستويات عالية من التوتر المذهبي؟ كل هذا يجعل من اجراء انتخابات نيابية مستحيلا في الوقت الحاضر.
حصل التمديد. كنا نقول الاّ انتخابات منذ اكثر من عام، وأمس تحقق يا للاسف كلامنا. ولكن موضوع التمديد يبقى هامشيا مقارنة بتداعيات تورط "حزب الله" الدموي في سوريا، ونسفه عبر هذا القرار الحدود الدنيا من التوافق الوطني الداخلي على "النأي بالنفس" او على وجهة استخدام السلاح الذي لطالما طالب اللبنانيون بالبحث في مصيره في اطار "الحوار الوطني" من اجل وضعه في سياق استراتيجية دفاعية وطنية يكون فيها قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وليس بيد مليشيا تابعة لجهة خارجية.
لقد ادى تورط "حزب الله" ايا تكن الاسباب التي ادرجها امينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير الى نسف امكانية اجراء انتخابات في ظروف معقولة، كما نسف وظيفة اي مجلس نيابي مقبل، وكذلك جعل تشكيل حكومة جديدة امرا يلامس المستحيلات، بعدما تبين لـ"حزب الله" وحلفائه انهم لن يحصلوا على حكومة تغطي سياستهم الداخلية والخارجية. فلا رئيس الجمهورية عاد في وارد القبول بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، ولا الرئيس المكلف تمام سلام في هذا الوارد اصلا.
لذلك كل الانظار شاخصة الى سوريا، والى تورط ميليشيا "حزب الله" في قتل السوريين، وبالتالي الى الاحتمالات الكبيرة جدا باستدراج الحرب في سوريا الى قلب لبنان. في هذه الاجواء لن يكون مستغربا ابدا ان نشهد عمليات تفجير في الداخل اللبناني يتحمل مسؤوليتها بالتحديد "حزب الله".
لقد اسقط تحويل بندقية "حزب الله" نحو صدور السوريين (وهي اصلا موجهة نحو صدور اللبنانيين ) الحوار الداخلي حول السلاح. كما انهى مفاعيل التغطية الواهية عبر البيانات الحكومية، وعادت الامور الى النقطة الصفر.
خلاصة الامر ان التمديد ليس مهما، بل الاهم ان "الشريك "في الوطن يثبت مرة بعد مرة انه آلة قتل ومشروع حروب متنقلة ومصنف كمنظمة ارهابية. وعليه يقول بعضهم: "ما الداعي الى اي توافق مع هذا الصنف من الشركاء؟ فلندعه يغرق في بحر الدم في سوريا ولنتفرج على مواكب التشييع التي لا تنقطع".