الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التنافس في سورية يزداد تعقيدا

التنافس في سورية يزداد تعقيدا

29.08.2016
جونول تول


الوطن السعودية
الاحد 28/8/2016
الهدف الرئيسي المُعلن لعملية التوغل التركي في الأراضي السورية، الذي بدأ الأربعاء بدعم من الطيران الأميركي، هو إخراج تنظيم داعش من آخر معاقله القوية، وقطع طرق الإمداد قرب الحدود السورية التركية. ولقد دفع هذا الهدف تركيا لأن تكون منخرطة أكثر في الحرب ضد تنظيم داعش، وهو ما يُصب في مصلحة الولايات المتحدة، إلا أن هذا الأمر يضيف تعقيداً كبيراً على الوضع.
لقد كانت الأولوية التركية الرئيسية طوال الحرب السورية، هي منع الأكراد السوريين من الاقتراب إلى حدودها، خشية قيامهم بتقوية المتمردين الأكراد في جنوب تركيا، ومن هنا، فإن هدف تركيا من تطهير مدينة "جرابلس" من مقاتلي تنظيم داعش كان منع المقاتلين الأكراد، وهم حلفاء أميركا في سورية، من الدخول إلى البلدة.
الواضح أن الأهداف المتنافسة في سورية كانت وراء توتر العلاقات التركية الأميركية وانخفاضها إلى مستوى متدن. واللافت أن حملة القمع التي تبعت محاولة الانقلاب الفاشلة، قد أدت إلى حالة من عدم الارتياح في واشنطن والعواصم الغربية. وكان رد الولايات المتحدة البطيء على المطالب التركية بتسليم رجل الدين فتح الله جولن، الذي يعيش في بنسلفانيا والمتهم بتدبير المحاولة الانقلابية، مصدراً لزيادة المشاعر المعادية للولايات المتحدة.
يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما محقة في ضوء هذه المصالح المتناقضة، بالتركيز على تنظيم داعش ومحاولة هزيمته، إضافة إلى منع تدهور العلاقات مع تركيا أكثر، خاصة أن تركيا هي مقر قاعدة "إنجرليك" المهمة للعمليات الأميركية ضد الجهاديين، إضافة إلى أن تركيا يجب أن تكون جزءاً من أي حل لوقف الحرب الأهلية السورية.
تزامنت زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، مع بدء الحملة العسكرية، وهي تهدف إلى تلطيف العلاقة المضطربة بين البلدين، حيث إن بايدن عبَّر عن لهجة تصالحية، واعتذر للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لعدم زيارته أنقرة مباشرة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، ولم يقل أي شيء علناً حول حملة الاعتقالات التي شنتها الحكومة التركية عقب الانقلاب الفاشل، وأكد أن الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع مطالب تركيا بترحيل فتح الله جولن، مؤيداً إصرار تركيا على بقاء الأكراد في منطقة شرق الفرات.
لا شك أن إدارة أوباما مُحقة ببذل الجهود للحفاظ على العلاقات مع تركيا ومنعها من التدهور، فتركيا عضو مهم في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في منطقة من أكثر مناطق العالم التهاباً، وفيها مخازن نووية للحلف.
وتبدو إدارة أوباما واضحة في التعبير عن موقفها من التحالف مع تركيا، لكن يجب ألا يكون هذا تفويضاً مطلقاً للرئيس إردوغان لينتهك حقوق الإنسان، ويضطهد أعداءه السياسيين