الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الفتنة الطائفية.. ودفاع المالكي عن الدور الإيراني ؟

الفتنة الطائفية.. ودفاع المالكي عن الدور الإيراني ؟

08.07.2013
داود البصري

الشرق القطرية
الاثنين 8/7/2013
المعلومات الخطيرة التي أدلى بها مؤخرا قائد القوات الأمريكية الأسبق في العراق الجنرال جورج كيسي حول دور المخابرات الإيرانية في تفجيرات مراقد سامراء عام 2006 والتي أدت لإشعال فتيل حرب طائفية قذرة ومهلكة في العراق! وحول معرفة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بذلك الدور وصمته المطبق عن التعليق أو التصرف! قد أثار هواجس عديدة وحرك الرأي العام العراقي من جديد لتصعيد الاحتجاجات ضد سياسة الحكومة العراقية الغارقة في بحار ألأزمات، ورفع الأصوات عاليا لمحاسبة النظام الإيراني والدعوة لإعادة فتح ملفات تلك المرحلة الدموية المرعبة ومن ثَمَّ رفع قضية جنائية دولية ضد النظام الإيراني في المحافل الدولية وضرورة اللجوء لإجراءات رد دبلوماسية حاسمة!!، وتلك جميعها مجرد أحلام وتمنيات لا محل لها من الإعراب أبداً في الحالة الحكومية العراقية الراهنة المرتبطة روحيا وصميميا ومرجعيا بالنظام الإيراني وبمخابرات فيلق القدس للحرس الثوري تحديدا..؟ التطور الغريب والبارز كان في موقف رئيس الحكومة نوري المالكي الذي شمر عن ساعديه وتحمس بعد أن شرب حليب السباع للدفاع عن النظام الإيراني رافضا إدعاءات الجنرال كيسي!، طاعنا في مصداقيتها وصدقيتها!! دون توفير الدليل الحقيقي على صدق أقواله؟ والسؤال الحائر يتمثل في التساؤل حول من نصدق؟ أنصدق الجنرال وقائد القوات الأمريكية صاحبة الفضل الأول والأخير في وصول المالكي وحزبه الدعوي الإرهابي لقمة السلطة في العراق؟ أم نصدق رئيس الحكومة والذي هو في الوقت نفسه زعيما لحزب طائفي إيراني المرجعية والتأسيس عمل طويلا ولا يزال في أروقة ومؤسسات السلطة الإيرانية وللولي الإيراني الفقيه الدور الحاسم والمعروف في تعيين وتثبيت نوري المالكي في رئاسة الحكومة وسرقة نتائج الانتخابات من الدكتور إياد علاوي! والقائمة العراقية، ومن ثَمَّ قيادة العراق بطريقة فاشلة وتحويل البلد لواحد من أكثر بلدان العالم فشلا، وتوسع مساحات الفساد في مختلف المجالات ومن ثم اندلاع الانتفاضة الشعبية في محافظات العراق الغربية والشمالية ولجوء حكومة المالكي لأسلوب المواجهة الدموية مع الجماهير المنتفضة وكما حصل في مجزرة الحويجة المرعبة وقتل الميليشيات الطائفية للجماهير بدم بارد!، الأمر الذي نعرفه جميعا ومن واقع التجربة الميدانية والمباشرة بأن النظام الإيراني في تحركاته وخططه السياسية السرية وحتى المعلنة لا تهمه أبداً مصالح شيعة العراق في شيء!، وهو بالتالي لا يبالي إن بلغ التوتر الطائفي الداخلي في العراق أقصى مدياته وتحول لحرب أهلية طائفية مستعرة، لأن في تلك الحرب إن قامت لا سمح الله مصلحة استراتيجية مباشرة للنظام الإيراني، وجميعنا يعلم بأن مخابرات الحرس الثوري كانت تحمي لسنوات طويلة عددا من قيادات القاعدة الميدانيين والذين كان آخرهم سليمان بو غيث المعتقل في الولايات المتحدة حاليا بعد طرده من إيران لتركيا ووصوله للأردن واعتقاله هناك، المالكي وهو يدافع ذلك الدفاع المستميت عن النظام الإيراني ويتبرع بصرف صكوك التبرئة والغفران لأجهزته السرية إنما يتصرف وفق منطق التبعية المعروف للنظام الإيراني ولكن المفارقة الغريبة هو في كونه يلتمس الأعذار لموبقات النظام الإيراني في العراق فيما لا يتورع عن وصف المنتفضين من شعبه بأقذع الأوصاف والصفات المستهجنة والمرفوضة، والأكثر غرابة وإثارة للسخرية هو في تصريحات المالكي ونصائحه للجنرالات الأمريكيين بعدم التصريح بما لا يتناسب ومواقعهم فيما لا يستطيع أي المالكي تحريك ميليشياته السلطوية ضد قيادات الإرهاب الميدانية في العراق كالبطاط والخزعلي وأبو مهدي المهندس وأبو درع وغيرهم من العصابات التي تجند الشباب العراقي للقتال دفاعا عن النظام الإرهابي القاتل في الشام، الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في العراق مطلب ستراتيجي إيراني تعمل عليه المؤسسات الأمنية الإيرانية وتجند لأجله عصاباتها الطائفية المعروفة والعاملة في الساحة العراقية، ولعلها واحدة من أغرب الملفات في الشرق في أن يقوم من قامت قوات الولايات المتحدة بحمايته وتصعيده للقمة باتهام جنرالاتها بالكذب والتلفيق بشأن الملف التخريبي الإيراني في العراق!!.. حقيقة اللي اختشوا ماتوا... الطائفيون لا يمتلكون سوى أسلوب اتهام الجميع وتبرئة المجرم الحقيقي!!. وتلك قاصمة الظهر في عراق يصعد على بطنه نحو الهاوية.!