الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التوغل الإيراني داخل الأراضي السورية

التوغل الإيراني داخل الأراضي السورية

03.01.2015
الوطن السعودية



الخميس 1-1-2015
سقطت شرعية نظام الأسد لأنه خالف سنن الكون في تطور المجتمعات والأنظمة. وقد شاء القدر أن يثور الشعب ضد النظام في 2011، لأنه لم يحقق شيئا من أدبيات وشعارات البعث والممانعة والمقاومة والكرامة والحرية التي قام عليها.
تبخرت تلك الشعارات الزائفة وأضحت سورية بلدا محتلا، بسبب سياسات النظام، وغدت ساحة للصراع بين الأطراف الدولية التي تتنافس لملء الفراغات السياسية في أهم الأقاليم الاستراتيجية في العالم، ومرتعا لأشكال مختلفة من إرهاب التنظيمات والدول.
الإيرانيون تمكنوا من احتلال سورية بعد الثورة الشعبية، وبعد أن سهل لهم نظام بشار الولوج إلى كل مفاصل الدولة السورية، بجيشها ومطاراتها وموانئها، فأصبح الوطن السوري ـ كهوية جامعة لكل السوريين ـ في خطر حقيقي.
اعترف الإيرانيون ـ وعلى لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ـ بوجود جيوش شعبية مرتبطة ببلاده في سورية واليمن والعراق، وأن عددها يفوق عدد عناصر حزب الله اللبناني، وهناك معلومات تتحدث عن إنشاء طهران لـ"حزب الله السوري" على غرار حزب الله اللبناني، بقيادة مباشرة من الحرس الثوري، وبمشاركة قيادات من لبنان. تضم هذه الميليشيا التابعة لإيران عناصر من دول عدة، بينها العراق ولبنان وأفغانستان وسورية واليمن.
استطاع الإيرانيون تهجير الشعب السوري بالوقوف مع نظام الأسد ومساعدته عسكريا، وقاموا بشراء عقارات وأطيان سجلت باسم بعض رجال الأعمال الإيرانيين، واستولوا على مفاصل الجيش والدولة، ومن هنا يمكننا الجزم بأن الاحتلال الإيراني قد تجذر في الوطن السوري، وأصبح واقعا على الأرض، وأن سورية الآن أضحت الملف الأعقد والأصعب عند أي مفاوضة أو مساومة مع إيران، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، بل إن الملف السوري أهم بكثير من الملف النووي الذي يمكن أن يكبد إيران خسائر اقتصادية جديدة.
والحقيقة المرة أن أي حلول أو رؤى يمكن لها أن تسهم في حل الأزمة السورية، لا بد أن تمر من خلال طهران، والحقيقة الأخرى أن الغرب يتحمل المسؤولية التاريخية فيما يحدث الآن في سورية.