الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الثورة السورية: استكمال جولات جنيف2 على الارض

الثورة السورية: استكمال جولات جنيف2 على الارض

20.02.2014
عبد الغني محمد المصري


القدس العربي
الاربعاء 19/2/2014
ترافق مع جنيف 2، انطلاق احداث اوكرانيا. احداث تلك الدولة اوجدت شرخا بين روسيا والغرب. المشكلة الاوكرانية اساسها نزاع بين فريقين فريق يتطلع الى الانموذج الغربي، وفريق آخر يتطلع لاستمرار الارتباط الانموذج الروسي.
على الارض، ووفقا للتركيب القومي والديني -تبعية الكنيسة- في اوكرانيا، فإن المعركة محسومة للجانب الروسي، لكن يمكن للجانب الغربي ان يحقق نقاط اختراق ونجاح، لا بأس فيها.
الخلاف في تلك النقطة، لن يكون له تأثير مباشر على مجريات الثورة السورية، كون نتائج الثورة السورية -من وجهة نظر القوى الدولية- تتعلق ببعد استراتيجي على الوجود اليهودي في المنطقة.
لكن ورغم ذلك فقد وجدنا بعض آثار لذلك الخلاف ظهر في كلام لافروف عن ان المؤتمر اساسا هو للاتفاق على محاربة الارهاب، وليس لتشكيل حكومة انتقالية، او خلع بشار، بينما الابراهيمي -الذي ينحني كلما سلّم على بشار- رأيناه يعتذر للشعب السوري نتيجة عدم التوصل الى اي اتفاق، مع عدم الكلام عن موعد محدد قادم لجولة جديدة.
في نفس الوقت رأينا مدير الاستخبارات الامريكي جيمس كلابر يتحدث عن خطورة الثورة السورية، وان نتائجها قد تؤثر على امن الولايات المتحدة!!.
ما سبق يطرح التساؤلات الآتية:
– هل المفاوضات اظهرت انه مازال لدى الثورة، قوة، ونفس، وعصب للصمود.
– وهل ذلك العصب المقاوم، هو ما جعل المجتمع الدولي، لا يضغط بشكل حقيقي على بشار، واعطاءه مزيدا من الوقت للضغط عبر الحصار الغذائي على المناطق الثائرة لاخضاعها، مما استدعى التنسيق كي يتدخل لافروف ويتكلم عن مؤتمر جنيف ليس لتشكيل حكومة انتقالية او غيرها، بل هو فقط للتوافق على محاربة الارهاب؟
– وهل تفريغ حمص، وكذلك مظاهرات التأييد الوهمية، وعقد الهدن، قد اثبت من خلالها النظام لروسيا، انه لا يزال يملك كثيرا من الاوراق وانه قادر على العودة مرة اخرى؟
– ام ان هناك حقا خلافا بين روسيا وامريكا، حدوده هو بشار فقط، مع الحفاظ على الدولة الطائفة او الطائفة الدولة قدر المستطاع؟
كلها تساؤلات مشروعة، إلا ان هناك ما هو الاهم:
— النظام لن يعود بأي حال، وتحت اي اتفاق كان، فهل يستطيع بشار، او مسؤول امني بارز، ان يتحرك بعد اليوم في موكب في شوارع سوريا، دون حدوث امكانية كبيرة لعملية اغتيال؟
– هل مئات الآلاف من اهالي الشهداء، لن ينتقموا لأولادهم الذين قضوا شهداء تحت التعذيب؟ ألن يعترف من قام بالقتل عن اصحابه؟ ألن تكشف السلسلة نفسها كلها بشكل متسلسل مما يعرضها للتصفية على يد من قتل تحت التعذيب والجوع والقصف؟
اذا، وعلى ارض الواقع فلن يعد هناك وجود للنظام بمعنى الدولة على الارض، بغض النظر عن اية نتيجة على الارض، مع وجود عشرات الآلاف من المسلحين الذين لن يسلموا اسلحتهم الخفيفة بأي حال، وبغض النظر عن اي نتيجة سياسية.
نتائج جنيف2، تشير الى ان هناك جنيفا عسكريا قاسيا سيجري على الارض، املا في تهيئة الاجواء لجنيف3، الجنيف العسكري على الارض، سيكون هدفه انهاك الجميع، ومزيدا من القتل، والاجرام، لكسر اية بقية لإرادة، وهزيمة وعي الثورة في حاضنتها، وذلك مما يوجب، احياء الثورة، وادامة اوارها، ويكون ذلك عبر اشعال
جبهة الساحل، وتحقيق الانتصارات الواضحة في دمشق وريفها، فالانتصارات، واثخان العدو، هو ما يديم النار ويحييها.
واما المجتمع الدولي، ومخاوفه من نتائج الثورة او تأثيرها على العالم، فقد يكون ذلك الآن شبه مزحة، لكن ادامة الاقتتال عبر التقتير على الثورة او حصارها  فهو لن ينهيها، ولن يكسر عودها ايضا، بل سيبني وعيا جمعيا حادا، بجيل ينشأ، ويرى، ويحفظ الصور، ويعي التآمر، جيل لن يكون معه مجال للدبلوماسية او السياسة، فإلى اي مسار سيتحرك العالم؟.