الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الثورة السورية تختصر بـ"الكيماوي".. والقتل مستمر

الثورة السورية تختصر بـ"الكيماوي".. والقتل مستمر

15.09.2013
الوطن السعودية



السبت 14 /9/2013
يبدو أن الخطة الروسية في تعطيل الضربة العسكرية الأميركية للنظام السوري قد نجحت، مع منح النظام فرصة لالتقاط الأنفاس وإخفاء أسلحته الكيماوية التي اعترف تحت الضغوط بامتلاكه لها رغم نفيه الدائم سابقا لذلك، مما يقطع الشك باليقين بأنه استخدمها أكثر من مرة ضد شعبه.
ما يؤكد عدم حسن نية النظام السوري في المرحلة المقبلة أنه بدأ يتلاعب كعادته على العالم ضمن المهلة الجديدة التي أتاحها الروس بموافقة أميركية، ففيما كان مندوب سورية في الأمم المتحدة يعلن أول من أمس أن "بلاده أصبحت عضواً كامل العضوية في معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية" كخطوة ضمن الخطة الروسية لتفادي الضربة العسكرية، تواترت الأخبار عن توزيع النظام السوري ما لديه من الأسلحة الكيماوية على 50 موقعاً كي يبعثر جهود التفتيش الدولي، ويحفظها لاستخدامها عند الضرورة. وهذا يشير إلى عدم جدوى الثقة بهذا النظام، ويشير أيضا إلى أن الخطة الروسية لضبط تلك الأسلحة ليست إلا لعبة مكشوفة طبخها الروس ووضعوا لها السيناريو الذي بدأ النظام السوري بتنفيذه.
لذلك فإن المحادثات الأميركية الروسية التي بدأت أول من أمس في جنيف بين وزيري خارجية البلدين، واستمرت أمس لبحث الطرق المناسبة لوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي لن تكون ذات قيمة تذكر على الأغلب ما دام النظام السوري يعرف ما الذي يفعله لتحدي المجتمع الدولي، بدليل قول بشار أول من أمس في تحدّ سافر ضمن حديث لمحطة تلفزيون روسية بأن "قرار سورية بالتخلي عن السيطرة على أسلحتها الكيماوية جاء نتيجة قبول الاقتراح الروسي لا التهديدات بتدخل عسكري أميركي".
التطورات خلال الفترة الماضية منذ أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها على توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، ومن ثم التدخل الروسي بالخطة الواهية التي لا تصب في صالح الشعب، أفرغت الثورة السورية من مضمونها الحقيقي، واختصرتها في تسليم النظام لأسلحته الكيماوية وعدم استخدامها مجددا، وهذا معناه استمرار عمليات القتل والتدمير، فمن قتل أكثر من 100 ألف من شعبه بغير الأسلحة الكيماوية، قادر على قتل مئات الآلاف غيرهم ما دام المجتمع الدولي يصمت ويتخاذل، وما دامت روسيا تحميه بكل ثقلها غير مكترثة بأوجاع شعب كامل.