الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الثورة السورية وضبابية المواقف …؟؟؟

الثورة السورية وضبابية المواقف …؟؟؟

19.09.2016
حسين أحمد


 كلنا شركاء
الاحد 18-9-2016
في ذروة تفاعلات الثورة السورية ومساراتها السياسية والعسكرية المتعددة، التي قيل عنها إنها أم الثورات في الشرق الأوسط ، فمنذ الشرارة الأولى لاندلاع لهيبها والتي امتدت نحو اغلب المدن السورية ، انقلبت المواقف السياسية لبعض الأحزاب الكردية كثيراً , فقد أصاب بعضها الحيرة والتردد، واستسلمت أخرى للخوف والحذر ، و امتنعت بعضها عن المشاركة ، ثم ما لبثت أن دخلت ديمومة الضبابية وعدم وضوح الرؤية السياسية الكردية لمفهوم الثورة وتعريفاتها السياسية . فبعد خمسة أعوام من عمر الثورة السورية , لايزال الموقف السياسي لبعض الأحزاب الكردية غامضاً بغض النظر عن الشارع الكردي وموقفه الواضح إلى حد كبير، وهناك بعض الاستثناءات التي لم تقدم موقفاً يقنع الشارع ويتماشى مع تداعياته , يبدو أن مثل هذه الضبابية والارتباك في الموقف, قد خلق ارتياحاً كثيراً لدى النظام السوري , والذي لم ولن يخدم الكرد لا من قريب ولا من بعيد أكثر مما يخدم أعداء الكرد وقضيتهم المصيرية ضمن سورية ديمقراطية تعددية فيدرالية لا بل ربما نذهب بعيداً في ذلك، وكأننا نتلمس بأن النظام السوري أراد الموقف لهذه الشريحة السياسية الكردية أن تظل هكذا وعلى هذا النحو, وذلك لغاية في نفس يعقوب, ولكن لابد أن لا يفهم أننا نقصد نّه على جميع الأحزاب الكردية و نقولها ” دياليكتيكياً ” كما في النظرية الماركسية إن الخائن يعرف نفسه ويعرف موقعه ولكن الشارع أيضا يعرفه
وهنا السؤال ..؟؟
ما سبب أن هذا الشارع الكردي المغبون يقع ضحية مؤامرات دائما منذ زمن طويل , ألم يجد له معيناً لما يحدث له من إرباكات سياسية ..؟؟
ولماذا دائماً العملاء والتجار والمفياويين يقتاتون على أكتافه ويرسمون له مساراته المستقبلية…؟؟
يبدو أن هذه المواقف السياسية الكردية الرافضة لوجود نظام في دمشق والتي تمثل رأي الأغلبية الساحقة في سورية لن تتوقف عن مطالبها ، نعم لن تقف حتى إسقاط النظام الاستبدادي البعثي بامتياز وذلك لأكثر من أربعين عاماً من خلال ممارساته الفظيعة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تجاه الكرد بشكل خاص وتجاه الشعب السوري بشكل عام .فالأصوات التي تنادي بإسقاط النظام لن تمنعها أي قوة كانت مهما بلغت حتى فضح هذا النظام للعالم جميعاً , لكن على ما يبدو هناك تيار في الشارع الكردي بدأت تباشيره تتضح منذ بداية الثورة, وهو مكون من تيارات سياسية ومن طبقات اجتماعية وشرائح معينة يعرفها اليوم حتى تلاميذة المدارس
وهنا سؤال آخر : لماذا لن تقف هذه الأصوات ؟! ربما لأن الناس ملّوا جداً من شعاراتهم الكاذبة ومن أساليبهم الملتوية التي مورست من قبلهم ومازالت تمارس حتى اللحظة وقد اكتشفتها هذه الثورة بكل نفاقها وصفاقتها ,والتي باتت بموقفها خارج الدائرة الوطنية.