اخر تحديث
الأربعاء-31/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الثورة السورية ومؤتمر جنيف 2 خياران أحلاهما مرُّ
الثورة السورية ومؤتمر جنيف 2 خياران أحلاهما مرُّ
30.11.2013
د. محمد أحمد الزعبي
يشير مايجري في الجمهورية العربية السورية وحولها هذه الأيام ، ولا سيما مايتعلق بمؤتمر جنيف2 الذي حددت الدولتان الأعظم (أمريكا وروسيا ) ، بعد حلهما لمشكلتي الكيماوي السوري والنووي الإيراني ، في (مؤتمر 5+1) ، موعداً لهذا المؤتمر في ( 22.01.2014 ) والذي من المفروض أن ينهي ثلاث سنوات من الصراع المسلح بين كل من نظام بشار الأسد وإيران وحزب الله المدعومين بالموقف الروسي الحليف وبالموقف الدولي المتفرج ، من جهة ، و الثورة الوطنية الديموقراطية السورية ، من جهة أخرى ، نقول يشير مايجري في الجمهورية العربية السورية وحولها هذه الأيام ، بصورة أساسية إلى مايلي :
1. يصعب أن يكون من قبيل الصدفة أن يتزامن تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 ، لحل الأزمة السورية مع الاتفاق النووي الإيراني مكاناً وزماناً ، وسنكتفي هنا بوضع إشارة استفام حول هذا التزامن؟
2. تعتبر " اسرائيل " هي العنصر الأساسي ، الحاضر ـ الغائب في هذه الأزمة ، بل إنها هي من يحدد مواقف كثير من الدول القريبة والبعيدة المعنية ، سواء من النظام أو من المعارضة ، وسواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،
3. يدخل في إطار الدور الإسرائيلي غير المباشر في المسألة السورية ، التفاهم المشترك بين كل من أمريكا وروسيا وأوروبا ، حول موضوعي السلاح الكيماوي السوري ، والمشروع النووي الإيراني ،ولعل الأسابيع القليلة القادمة ، سوف تكشف انسحاب هذا التفاهم ، على مسألة مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 ، بغض النظر عن الكيفية التي يمكن أن يتم بها الإخراج السياسي والفني واللغوي لهذه المشاركة .
4. إن استخدام بشار الأسد للسلاح الكيماوي في غوطتي دمشق ، وتجاوزه خطوط أوباما الحمراء ، هو من أخرج التفاهم الأمريكي ـ الأوروبي ـ الروسي حول المسألتين السورية والإيرانية من السر إلى العلن ، وسمح بالتالي للدول العظمى أن تفرض الشروط الإسرائيلية على المعارضة السورية ، سواء بموافقتها على حضور مؤتمر جنيف2 ( دون شروط مسبقة على حد تعبير الأخضر البراهيمي ) ، أو ربما بجلوسها على طاولة واحدة مع من تلطخت أيديهم القذرة ، أوعقولهم المريضة ، بالدماء الطاهرة لأكثر من مئتي ألف سوري ، ناهيك عن الباقي ، الذي لم يعد يجهله لاعدو ولا صديق ،
5. تعود عملية " شهر العسل " بين نظامي بوتن وأوباما ، من جهة إلى الضعف والتراجع الاقتصادي الأمريكي بعد أزمة 2008 ، وبعد خسائر أمريكا الكبيرة في العراق وفي أفغانستان ، ومن جهة أخرى إلى الوضع التاريخي والجغرافي لروسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، حيث ورثت روسيا عن الاتحاد السوفياتي مسألتين أساسيتين : الأولى هي القوة العسكرية الكبيرة (الترسانة النووية والصاروخية ) ، والثانية هي دعمم الكيان الصهيوني ، على حساب ملايين الفلسطينيين المشردين في الشتات ، الأمر الذي جعل الموقف الروسي ، يتقاطع مع الموقفين الأمريكي والأوروبي ، في المسألتين السورية والإيرانية ، ومثل التربة الصالحة لنبتة هذا الحلف الجديد بين هتين الدولتين الكبيرتين والقويتين (عسكرياً بصورة أساسية ) . هذا ونحن لانستبعد أن يخلع الطرفان في المستقبل القريب ،أو المتوسط أوالبعيد قناعهما الرمادي الذي يغطي حقيقة مواقفهما من كثير من القضايا العالمية ، ومنها القضايا العربية ، وعندها سوف تظهر حقيقة وأبعاد هذا التحالف الأمريكي ـ الروسي ، الذي يمكن نعته بإمبريالية القرن الواحد والعشرين ، أو إمبريالية النظام العالمي الجديد .
6. لقد أدَّى غموض ورمادية مدخلات ومخرجات مؤتمري جنيف 1و2 ( المعلنة على الأقل ) ، وكذلك غموض ورمادية التصريحات التي يطلقها المعنيون من جميع الأطراف ، إلى انقسام الرأي والموقف داخل المعارضة السورية ، بين القيادات والقواعد ، العسكريين والمدنيين ، المقاتلين والحاضنين ، النازحين والمهجرين ، الإسلاميين والعلمانيين ، وذلك حول الحضور من عدمه ، من جهة ، وحول الأمورالتي لابد من التوافق حولها سورياً وإقليمياً ودولياً قبل الذهاب إلى جنيف من جهة أخرى .
وأبرز هذه الأمور :
ـ الإفراج عن عشرات الآلاف من معتقلي ومعتقلات الرأي في سجون ومعتقلات بشار الأسد ،
ـ وقف استخدام الطيران والصواريخ والأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً التي أدت إلى تدمير معظم المدن
والقرى السورية وقتل وتشريد معظم سكانها ، ولا سيما الأطفال والنساء والشوخ ،
ـ تحديد سقف زمني لهذا المؤتمر ، بحيث لايتعدى شهر......... ،
ـ أن يتكون وفد النظام ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري ،
ـ أن تشمل صلاحيات الهيئة / الوزارة الانتقالية ، التي ستتشكل في جنيف كامل الصلاحيات الدستورية
والقانونية التي كان يتمتع بها بشارالأسد بعد وراثته رئاسة الجمهورية عن أبيه ، بما في ذلك
الصلاحيات المتعلقة بالجيش وأجهزة الأمن ، أي تطبيقياً ، رفض أن يكون لبشار الأسد وللمافيا العائلية
التي تحيط به ( على حد تعبير سلام كيلة ) ولكل من تلطخت أيديهم بدماء المواطنين السوريين أي
دورسواء في المرحلة الانتقالية ، أو في مستقبل سورية ،
ـ ان تكون المهمة الأساسية للهيئة التي ستشكل كبديل لنظام عائلة الأسد ،هي تحويل النظام السياسي في
سورية من نظام شمولي ديكتاتوري ، إلى نظام ديمقراطي برلماني تعددي وتبادلي ،خلال مرحلة
انتقالية قصيرة ومحددة .
ـ انسحاب كافة القوات والعناصر الأجنبية ( غير السورية ) من سورية ،
ـ فك الحصارعن كافة المناطق المحاصرة والسماح بدخول الغذاء والدواء إليها فوراً ،
ـ عودة الجيش إلى ثكناته ،وانسحابه التام من كافة المدن والقري وفي كل المناطق ،
ـ السماح للصحفيين بالدخول واخروج من وإلى كافة المناطق في سورية دونما عوائق أو قيود ،
ـ وضع ماسيتفق عليه في جنيف 2 في صورة قرار من مجلس الأمن يصدر تحت الفصل السابع ،
7. لاشك أنه ينبغي على المعارضة أن تأخذ عند اتخاذ قراراتها ومواقفها ، ولا سيما من مؤتمر جنيف ، الحالة الإنسانية التي أوصل بطش النظام وجيشه وشبيحته ، وتدخل إيران وحزب الله بكل ثقلهما المادي والمعنوي إلى جانبه ، تحت ذرائع كاذبة وملفقة ما أنزل الله بها من سلطان ، وكذلك الصمت العالمي ، والانقلاب العسكري الذي حدث في الثالث من يوليو 2013 في جمهورية مصر العربية ، والتأييد الفوري والمادي لهذا الانقلاب من دول مجلس التعاون الخليجي ، والمواقف الحرباوية لدول الجوار ، ومعاناة الماجرين والمهجرين والنازحين ، نقول لابد من أن تأخذ المعارضة ، بجناحيها العسكري والمدني ، كل هذا بعين الاعتبار . وبالتالي لابد الاَّ تتم المشاركة في مؤتمر جنيف ، إلاَّ ضمن شروط واضحة ، تصب في مصلحة الشعب السوري بكل مكوناته ، وتحقق للثورة المبادء الأساسية التي عكستها شعاراتها الوطنية ، في الحرية والكرامة ،واللتان لايمكن تحقيقهما إلاَّ بإسقاط نظام عائلة الأسد الطائفي ، نظام الاستبداد والفساد ، ونظام تغييب الديموقراطية وحقوق الإنسان.
8. إن الذهاب إلى مؤتمر / لقاء جنيف دونما ضمانات تحقق أهداف الثورة ، هو خيار مرٌّ بالتأكيد ، ولكن عدم الذهاب إلى جنيف ، وترك أطفالنا ونسائنا وشيوخنا فريسة ، لطائرات الميغ ، ولصواريخ لافروف ، ولأكاذيب ملالي طهران وحسن نصر الله وهمجيتهم ، ولهذا الصمت والتفرج العربي والإسلامي والعالمي ، ربما كان أكثر مرارة .
إنَّ التساؤل الذي يطرح نفسه هنا على قادة الثورة من المدنيين والعسكريين : ترى هل نحن محصورون فعلاً بين هذين الخيارين المرَّين واللذين هما واقع الأمر خيار واحد وليس خيارين اثنين ؟ ! وذلك على قاعدة ( بدك أرنب خذ أرنب ، بدك غزال خذ أرنب !!) .
ولأني ، كطارح لهذا التساؤل ، لاأملك تفاصيل الصورة ،( كوني لست في درعا ، ولا في حمص ، ولا في اسطنبول ) فإني لاأخجل من البوح بعجزي الذاتي والموضوعي عن الإجابة على هذا التساؤل ، رغم منطقيته ومشروعيته ، لابالسلب ولا بالإيجاب .