الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الثورة السورية .. مواجهة الثلاثي الأعظم

الثورة السورية .. مواجهة الثلاثي الأعظم

01.08.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
الخميس 1/8/2013
يواصل الثوار السوريون مهمة الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وإنقاذ وطنهم من أسوأ الكوارث التي شهدتها بلادهم طوال تاريخها. ولكن الثوار السوريين لا يواجهون أشرس أنظمة التاريخ وأعتى الأعداء وأكثرهم قسوة فقط، وإنما يواجهون أيضاً ظروفاً صعبة وموقفاً دولياً مائعاً بل ان القوى الدولية الكبرى التي تزعم أنها صديقة للسوريين ونهوضهم وسيادتهم واستقلالهم هي التي تزرع العقبات أمام أي تقدم للثورة السورية وتهدي نظام الأسد وقتاً ثميناً لتعويض خسائره وتهدي لرعاة النظام ومشغليه فرصاً واسعة لاستعراض مهاراتهم الدبلوماسية والميدانية ومصادرة المشهد الدولي، ويضاف إلى هذه الصعوبات أيضاً كعقبة كأداء أخرى، هذه نشأت داخل مجتمع الثورة ومن يكبرها أولئك الذين يدعون أنهم الأحرص على الثورة والأكثر إخلاصاً لسوريا والأشد مقاومة لنظام الأسد ورعاته وأعوانه. وهذا العامل الأخير هو عقبة مجانية تحدث في كثير من مجتمعات المجموعات العربية، ولكنه بالنسبة للثورة السورية مثّل مرضًا مستشرياً ومستمراً موهناً للثورة ومعيقاً لحراكها في وقت يستثمر أعداء سوريا كل دقيقة من أوقاتهم، ليخططوا مؤامرات ويشحنوا الأموال والإمدادات والأسلحة، إلى درجة أن أصبح نظام الأسد مسلحاً حتى الأسنان بكل أنواع أسلحة الدمار والموت التي - من أجل الحفاظ على شخص - تستهدف أرواح مئات الآلاف من السوريين وتدمر سوريا درة التاريخ وجارة الشمس، لأنهم يعلمون أن السلاح وحده هو الذي يبقي نظام الأسد على قيد الحياة، بعد أن ولغ النظام ورعاته وحلفاؤه وميليشياتهم في دماء السوريين وأعراضهم وخانوا العهد والأمانة لحسابات طائفية إيران وخططها ومؤامراتها ضد العرب والعروبة والوطن العربي.
الثورة السورية تواجه ظرفاً صعباً يحتم عليها أن تعتمد على النفس والتنشيط الذاتي بعد أن تخلت عنها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ولم تبق سوى المملكة ودول الخليج العربي تحاول مساعدة الثورة السورية على الصمود ومساعدة السوريين الذين يتم تهجيرهم من وطنهم وبلادهم بأسلوب منهجي يهدف إلى تفريغ سوريا من قواها الحية وقدراتها العلمية العبقرية ليسهل بعد ذلك تطويعها وتقسيمها ومصادرة أراضيها لصالح مؤامرة الشيطان التي تجري الآن في سوريا وبلاد الشام، ونظام الأسد هو الأمين على تنفيذها ويقدم غطاء عربياً لتمويه المؤامرة تارة باسم الصمود وتارة باسم المقاومة، ولكن ثبت، بالبيان الفصيح وشهادة التاريخ، أن هذه الشعارات ليست إلا عناوين جذابة وتمويهية لأعمال الشيطان الفظيعة التي يرتكبها نظام الأسد أو يخططها لتمكين إيران من اخضاع سوريا وبلاد الشام بكاملها، وتقديم السوريين قرابين على مذبح نظام الولي الفقيه في طهران.