الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الثورتان السورية والعراقية..نقاط القوة والضعف

الثورتان السورية والعراقية..نقاط القوة والضعف

03.07.2014
عبد الغني محمد المصري



القدس العربي
الاربعاء 2/7/2014
تعتبر سوريا الطريق الاهم لتحرير فلسطين والعراق هو خط الدفاع الاول ضد الاطماع الصفوية الفارسية. وعند عودة قطار الثورة العراقية للانطلاق بقوة فقد رأينا تهافت المجتمع الدولي لمحاصرتها واخمادها كخيار اول، ثم لاحتوائها كخيار ثان.
ومن علامات جدية المجتمع الدولي تصريحات روحاني حول استعداد ايران لمساعدة امريكا، ثم رأينا تسريبات عن ارسال مستشارين امريكيين للمنطقة الخضراء (يذكرنا بالمستشارين الامريكان في فيتنام أيام الاحتلال الفرنسي لفيتنام) ثم ظهور طائرات بدون طيار، وقد تزامن ذلك مع تصريحات اوباما حول عدم وجود قوة في سوريا قادرة على مقارعة النظام والجماعات الجهادية، أي ان اوباما قد صور الجيش الحر والتكتلات القتالية بالمجموعات الارهابية الواجب قتالها، كما تصور قناة العربية الثورة العراقية بداعش، ومجموعات إرهابية متطرفة.
ولا يغيب بحال عن ذهن المتابع تصريح حسن حالش حول ان وجود حالش في سوريا قد اصبح مطلبا دوليا.
إذا هناك اجماع دولي على انهاء كلا الثورتين في كلا البلدين لانهما تشكلان خطورة على النفوذ الدولي في المنطقة من منظور استراتيجي، حيث هناك استماتة لمنع السنة من استلام زمام المنطقة مرة اخرى، وذلك مما يوجب على ثورتي البلدين دراسة نقاط القوة والضعف لكلا الثورتين، ومحاولة جعلهما ثورة واحدة عابرة للحدود، لانه لا حل للخروج من عنق الزجاجة الحالي سوى الوحدة الثورية لكلا الثورتين، واي عدم ادراك للمصلحة المشتركة لكلا الثورتين يعني القضاء على كلا الثورتين، والذي يعني ابعادا كاملا للسنة عن الجيش والامن، والسياسة في العقود القادمة، كي لا تقوم لهم بعدها قائمة الى اطول فترة ممكنة.
فما هي نقاط القوة والضعف لكلا الثورتين؟. تتميز الثورة العراقية بكونها خرجت من بيئة كانت ولحوالي اربعة عقود تشكل دولة وجيشا واستخبارات، لذا فقد تمكنت بقليل من التنسيق من اكتساح مناطق واسعة، وبقدرة قتالية وتمدد واسعة، مع قدرتها على التخطيط العسكري الفاعل نظرا للخبرات العسكرية القتالية للجيش العراقي السابق.
يخذل الثورة العراقية التنوع الاثني والشديد للعراق حيث يشكل السنة عربا وكردا حوالي 56٪ من سكان العراق، بينما يشكل الشيعة العرب حوالي 42٪ من عدد السكان. تتميز الثورة السورية بكون السنة هم الاغلبية الساحقة من السكان حيث يشكلون اكثر من 85٪ من السكان، بينما النصيريون يقلون عن 8٪. ينقص الثورة السورية قلة الخبرة العسكرية، وضعف اجهزة الاستخبارات، مما يمكن النظام من اختراق بنيتها العسكرية او حاضنتها الاجتماعية عبر اعوان له من داخل اهل السنة.
الثورة السورية اغلبها ثورة مدنية الطابع، وان نحت نحو العسكرة، وليس لكتائبها الناشئة انضباط عسكري او تشكيلات عسكرية سابقة كما هو حال الثورة العراقية، لذا فرغم الاغلبية الساحقة للسنة، إلا ان الثورة لم تتمكن من اكتساح مناطق واسعة كما حال الثورة العراقية، فرغم طول أمد الثورة إلا انه ليس هناك اية مدينة محررة سوى الرقة.
من نقاط القوة للثورة العراقية ان جمهورها لم يعد مؤمنا بالحلول السياسية الخادعة التي افضت الى ان يصبح نائب رئيس الجمهورية السني ملاحقا محكوما بالاعدام، كما ادت الى وجود اكثر من مئتي ألف شاب سني معتقل. هل يمكن لمسار الثورتين ان يتلاقى؟
سيحاول الان الغرب مع دول المنطقة محاولة احتواء الحريق العراقي الحالي، حيث ترشح انباء عن محاولة عزل المالكي ووضع علاوي مكانه، إلا ان ذلك سيكون بالون اختبار فقط، حيث من المتوقع ان يرفض اهل السنة ذلك، وبالتالي سيعرض المجتمع الدولي على الوجوه العشائرية السنية حل الكونفدرالية لأهل السنة، حيث يصبح العراق مقسما بين نفوذ كردي في الشمال واجزاء من الشرق، وعربي سني في الشمال والوسط، وشيعي فارسي في الجنوب.
الحل السابق الذكر يحقق للغرب ولإيران ولدول المنطقة خفوت الثورة العراقية، انشغالها بوضع الاقليم السني لفترة عقد قادم على الاقل، وذلك مما يحقق عزل الثورة الشامية مرة اخرى، للتفرد بها من اجل ابقاء مؤسسات الدولة الطائفة حيث يسيطر فيها اقل من 5٪ من الشعب على اكثر من 80٪ من ضباط الجيش والامن والبعثات الدبلوماسية، وشخص نصيري يسيطر على اكثر من 60٪ من اقتصاد سوريا.
الحل السابق سيضمن شق المجتمع السني والحاضنة الاجتماعية للثورة حيث سيرى الكثيرون ان حل الاقليم افضل من الاستمرار في القتال، فيما سيرى آخرون ان الاقليم الناشئ سيكون محاصرا، وسيمنع السنة من حكم العراق، كما انه سيقتل الثورة في سوريا، مما يحقق مصالح حقيقية للفرس والقوى الدولية في ضمان السيطرة على اهل المنطقة السنة من استلام زمام امور ارضهم عبر عزلهم في اقاليم معزولة.