الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الجرائم الروسية المخجلة في بر الشام

الجرائم الروسية المخجلة في بر الشام

27.12.2015
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 26/12/2015
داود البصريفي أحدث تقرير لمنظمة العفو الدولية أثارت المنظمة سلسلة من الحقائق حول التدخل العسكري الروسي المتوحش في سوريا والذي جاء في وقت حرج وظروف صعبة كان يعانيها النظام السوري وهو يجر خلفه هزائمه وانكساراته، ولعل من أهم ما أثارته تلك المنظمة الحقوقية الدولية المهتمة بتتبع أحوال حقوق الإنسان في العالم هو تأكيدها على الخرق الروسي الفظيع لحقوق الإنسان السوري وارتكابها لجرائم حرب مروعة ترقى لمستوى الجرائم ضد البشرية والتي ستؤدي في نهاية المطاف لعرض ملفات القادة الروس المتورطين أمام المحاكم الدولية المختصة!
معاناة الشعب السوري الطويلة من جرائم النظام وفروع مخابراته وشبيحته ثم الموجات البشرية التي تدفقت على سوريا لقتله من الأطراف المتحالفة إستراتيجيا مع النظام لم تكف!! لتأتي قوى دولية عظمى مثل روسيا الاتحادية لتجعل من سوريا أرضا ميدانية لأسلحتها الرهيبة بل والمحرمة دوليا، كالقنابل العنقودية الانشطارية، أو بعض أنواع الأسلحة الروسية النوعية التكتيكية الجديدة التي وعد الرئيس الروسي بوتن شخصيا باستعمالها!! هذا دون تجاهل ما تحدثه الصواريخ الروسية البعيدة المدى المنطلقة من بحر قزوين أو البحر المتوسط من إرهاب لأجواء دول المنطقة ومن فوضى حقيقية في الشرق الأوسط، اتهامات منظمة العفو الدولية لا تمثل إلا الجانب اليسير والمعروف فقط من الممارسات الإرهابية الشنيعة المقترفة ضد الشعب السوري والتي تضرب بعرض الحائط أبسط قواعد القانون الدولي، وتتعدى على حقوق الإنسان وبما يدخل ضمن حملات الإبادة الممنهجة ضد الجنس البشري بذريعة وهمية وهي محاربة الإرهاب ولكن عبر ممارسة أبشع أنواع الإرهاب وضد شعب أعزل لا يمتلك سلاحا للدفاع عن نفسه ولا يمكنه مقاومة وردع قوى دولية كبرى حسمت أمرها وقررت الوقوف علنا لمساندة الفاشية الإرهابية الحاكمة تحت دواعي ومبررات واهية وسقيمة، من الطبيعي أن لا يعترف الروس بجريمتهم وينكرون نكرانا مخجلا ما اقترفته أياديهم من جرائم شنيعة وبشعة صمت أمام هولها العالم، وتراجعت الأمم المتحدة عن ممارسة دورها الإنساني واكتفت بالفرجة الدموية على مأساة شعب يقاتله كل ضباع الأرض لأنه تجرأ وطالب بحقه في الحرية والكرامة والحياة!، الشعب السوري الحر هو اليوم في طليعة الشعوب المناضلة التي تتحمل بصبر وبطولة جرائم مافيا الدولية الوقحة التي تمثلها العنجهية الروسية التي لم تكتف بسجل جرائمها الفاحم في القوقاز بل وتجاوزته وعممته ليشمل دعم أنظمة الإجرام والإرهاب في الشرق، وحيث تمارس الطائرات الروسية العربدة الإرهابية وتوزع الموت فوق مدن حلب ودرعا ودوما وكل قطعة أرض سورية حرة متحررة من الإرهاب السلطوي ليوزع الروس جرائمهم الشنيعة على رؤوس الآمنين والفقراء المحرومين، النفي الروسي للجرائم البشعة التي تقترفها طائراتهم لا تلغي الحقائق الميدانية العارية التي يعلمها الجميع، ولكن التساؤل المثير للدهشة يتمحور حول مسؤولية المجتمع الدولي الغائبة عن هول ما يحصل؟ والصمت المريب للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية عما يدور؟ ويدخل ضمن نصف التصنيف غياب موقف جامع مانع حقيقي وفعال لجامعة الدول العربية التي تكتفي بالأسف بالتفرج ولربما الإدانة اللفظية دون تطوير ومباشرة أي تحرك فعال يقف بوجه الإرهاب المافيوزي الروسي الذي حشر نفسه في مواجهة ثورة شعب حر لا علاقة له بروسيا ولا مصالحها ولا أهواء قادتها!. ما يحدث جريمة بشعة ضد الإنسانية تجرأت وبشجاعة منظمة العفو الدولية على فضحها وتعميم ملفاتها السوداء بعد أن كسرت جدار الصمت المريب المرعب.
لقد كان واضحا منذ بداية التدخل الجوي الروسي الواسع النطاق بأن المستهدف أساسا ليس الجماعات الإرهابية المزعومة، وإنما الهدف المركزي يتمثل في محاولة كسر إرادة الشعب السوري الحر وتطويع الثوار وإرسال رسائل إرهابية بجثث أطفال سوريا لطمأنة النظام السوري المتهاوي والفاقد للشرعية، بكل تأكيد فإن الحقائق والنواميس تدعم الشعب السوري الحر، ودماء شهدائه لن تذهب سدى، وستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم.. وجرائم الروس سيخلدها التاريخ كنموذج رث للفظاظة والعدوانية والتعدي على حريات الشعوب، وستكسر الهجمة المافيوزية وينتصر الشعب السوري في نهاية المطاف، فالحرية لا تهزم مهما كانت أسلحة الطغاة، والله متم لنوره.