الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الجعفري بعد المعلم :استهداف الأردن.. لماذا ؟!

الجعفري بعد المعلم :استهداف الأردن.. لماذا ؟!

03.02.2016
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الثلاثاء 2/2/2016
كعادة أهل هذا النظام وعلى خطى معلمه وليد المعلم فبشار الجعفري ما أن وصل إلى أحد فنادق جنيف حتى بدأ, وكأنه كان يتضور جوعاً إلى الشتم والسباب, بنثر جمر الاتهامات في الاتجاهات كلها وتحميل دولٍ عربية وغير عربية مجاورة وبعيدة مسؤولية تسهيل مرور "الإرهابيين" وإدْخالهم إلى سوريا وهذه كذبة كان رددها كثيرون من المسؤولين السوريين من بينهم وزير الخارجية الذي كان عيَّنه سيرغي لافروف لترؤس الوفد السوري إلى هذه المفاوضات التي لم تبدأ بعد لكنه لم يأت لأسباب لم يتم الإعلان عنها قد يكون من بينها أنه أثبت فشله في مرات سابقة وذلك مع أن المخدوعين به يسعدهم أن يصفوه بأنه: "أندريه غروميكو العرب" !!
إن مالا يجب السكوت عليه إطلاقاً هو أن بشار الأسد الجعفري قد تقصد, ربما بتعليمات وأوامر عليا, الإساءة إلى هذا البلد, المملكة الأردنية الهاشمية, بشموله بتهمة تسهيل مرور الإرهابيين إلى سوريا وكل هذا والمفترض أنه يعرف لو أنَّ ما قاله, وكان قاله قبله وليد المعلم, صحيح فلما كان هو الآن في الأمم المتحدة ولكان لاجئاً سياسياً في طهران أو موسكو ولما وصل إلى جنيف ليقف أمام "كاميرات" وسائل الإعلام على رؤوس أصابع قدميه كالطاؤوس الشارب من ماء الغرور والغطرسة حتى الثمالة.
إنَّ هدف هذه الأكاذيب التي بقي يرددها "جهابذة" هذا النظام الذي انتهى به المطاف إلى تسليم واحدة من أعزِّ الدول العربية وأهمها إلى الجنرال الإيراني قاسم سليماني وتحويلها إلى قواعد عسكرية إلى الجيش الروسي المحتل وإلى اقطاعية سياسية لـ السيِّد" حسن نصر الله وإلى مرتعٍ لأكثر من أربعين تنظيماً من شراذم طائفية تم استيرادها من العديد من الدول المصابة بداء "المذهبية" القاتل.
كان على بشار الجعفري, قبل أن ينثر جمر الأكاذيب في اتجاه الأردن وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى, أن يسأل نفسه عما يفعله الروس والإيرانيون في "القطر العربي السوري".. وهل أن رجال هذا النظام قد اختفوا حتى "يستعير" من يدافعون عنه من حزب الله ومن حسن نصر الله وحتى يمد الاستجداء إلى الخارج البعيد لدعمه بكل هذه الشراذم الطائفية التي تم استيرادها من العراق ومن إيران ومن باكستان وأفغانستان.. ويقال حتى من الصين.. ومن كل حدب وصوب.
أليست هذه المجموعات, التي تم استيرادها من دول الألوان المذهبية المعيبة وإطلاقها في سوريا لتمارس على الشعب السوري تسديد حسابات ثأرية قديمة, هي مجموعات إرهابية.. أم أن ذبْح هؤلاء للسوريين ذبحٌ حلالٌ.. كما هو ذبْح الجيوش الروسية وحراس الثورة الإيرانية وجيوش حسن نصر الله التي كشفت إحدى الصحف اللبنانية قبل يومين أنها خسرت في حروبها في "القطر العربي السوري" ألف قتيلٍ وألوف الجرحى.. وبالطبع فإن هذا هو ما تم الاعتراف به.. والمخفي أعظم !!
إن ما شجع وما يشجع أبواق هذا النظام على الاستمرار باستهداف الأردن واختراع الأكاذيب وإلصاقها به هو السكوت والترفع عن الردَّ ووضع الحقائق كلها أمام العالم بأسره فهؤلاء الذين نعرفهم أكثر كثيراً من غيرنا وربما حتى أكثر من أنفسهم لا يفهمون إلا لغة وضع الأصابع في عيونهم.. ولغة تحويل اتهاماتهم إلى أفعال حقيقية.. إننا نعرف أن هدفهم من هذه الأكاذيب, التي تكررت ولم تعد هناك إمكانية لاحتمالها, هو إنكار أن مشكلتهم هي مع الشعب السوري العظيم الذي بعدما نفد صبره بادر إلى انتفاضة آذار (مارس) 2011 التي لا يمكن إلَّا أنْ تنتصر وهي ستنتصر بالتأكيد.. وليخسأ الخاسئون !!